المصريون يختارون رئيسهم للمرة الأولى في انتخابات غير محسومة سلفاً
العوا يرفض عرضاً بعشرة ملايين جنيه للتنازل لأبو الفتوح والقرضاوي يتخلى عن دعمه له
القاهرة ــ الزمان
قبيل ساعات من بدء انتخابات الرئاسة كشف مصدر مطلع بحملة سليم العوا ان الدعوة السلفية بالاسكندرية عرضت على العوا مبلغ عشرة ملايين من الجنيهات مقابل التنازل لعبدالمنعم ابوالفتوح لعدم تفتيت اصوات الاسلاميين الا ان العوا رفض العرض مؤكدا استمراره في سباق الرئاسة لتحقيق مشروعة الاسلامي الوسطي. في الوقت نفسه كشفت مصادر مطلعة ان انشقاقا في حركة مصرنا التي يقودها وائل غنيم لدعم عبدالمنعم ابوالفتوح لصالح سليم العوا.
وفي السياق ذاته التقى وفد من جماعة الاخوان المسلمين بالدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في محاولة لثنيه عن دعم ابوالفتوح وتأييد محمد مرسي بدلا منه.
وقال مصدر في الجماعة انه تم توضيح عدد من الحقائق لم يذكرها حول ابوالفتوح لم يكن القرضاوي يعرفها وتوقع ان يقف القرضاوي على مسافة واحدة بين ابوالفتوح ومرسي.
واضاف المصدر ان القرضاوي قال انه كان يهدف من دعم ابوالفتوح الى توحد التيار الاسلامي خلف مرشح واحد لعدم تفتيت الاصوات داخل الاخوان والتيار الاسلامي بما يتيح فوز الفلول بالمنصب.
وعلى الجانب الاخر حذر سليم العوا من قيام جماعة الاخوان المسلمين باستغلال المنقبات في عمليات تزوير كبرى في انتخابات الرئاسة القادمة في الوقت الذي اعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات قبولها الطعن المقدم من سليم العوا وخالد علي باعادة فرز اصوات الناخبين في السعودية والتي حصل محمد مرسي على معظمها بدعوى قيام الاخوان بعمليات تزوير وبناء على ذلك قررت اللجنة العليا للانتخابات تاجيل اعلان النتيجة النهائية للمصريين بالخارج.
يتوجه المصريون الاربعاء والخميس الى مراكز الاقتراع للمشاركة لاول مرة في تاريخهم في انتخابات رئاسية لا تعرف نتيجتها مسبقا، ما ولد في كافة انحاء البلاد حالة غير مسبوقة من الاثارة والترقب.
ويتعين على قرابة الـ 50 مليون ناخب وناخبة الذين يحق لهم التصويت الاختيار بين 12 مرشحا يخوضون الانتخابات.
لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، اثنان منهما عملا مع حسني مبارك هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينيات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى واخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، القائد الاسبق للقوات الجوية المصرية احمد شفيق.
وينتمي مرشحان اخران للتيار الاسلامي هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي والقيادي السابق في الجماعة الذي انشق عنها العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلا لـ الاسلام الوسطي المعتدل عبدالمنعم ابوالفتوح.
اما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه اخيرا وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المصريين في الخارج فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي.
ولا توجد استطلاعات موثوقة للرأي في مصر. وحتى الاستطلاعات التي اجرتها بعض الصحف اخيرا لا تتيح التكهن باتجاهات التصويت اذ اظهرت جميعها ان اكثر من 40 من المصريين لم يكونوا قد حسموا امرهم حتى نهاية الاسبوع الماضي.
الحملات الانتخابية للمرشحين الخمسة حاولت مخاطبة الهموم المختلفة والمتغيرة للمصريين.
عمرو موسى، ركز في دعايته على خبرته كرجل دولة سابق يستطيع ادارة البلاد بعد فترة انتقالية مضطربة وشدد على ان مصر لا تحتمل ان تكون حقل تجارب مشككا بذلك ضمنيا في قدرات مرشحي الثورة الذين لم يعمل اي منهم في الجهاز التنفيذي للدولة مسبقا.
الانفلات الامني
احمد شفيق اعتمد بشكل اساسي في حملته على انه سيضمن استقرار البلاد وسيوقف الانفلات الامني الذي صاحب اهتزاز جهاز الشرطة منذ سقوط نظام مبارك في شباط 2011.
وهاجم شفيق التيار الاسلامي في محاولة لكسب اصوات الاقباط من جهة ولاستغلال بعض التراجع في شعبية جماعة الاخوان المسلمين خلال الاشهر الاربعة الاخيرة بسبب تقلب مواقفهم السياسية وخيبة الامل التي اصابت جزء من الرأي العام نتيجة ادائهم المرتبك في البرلمان الذي يهيمنون عليه مع حزب النور السلفي.
مرشح جماعة الاخوان محمد مرسي يعتمد اساسا على ماكينة انتخابية كبيرة للجماعة، التي ما تزال اكبر القوى السياسية في مصر واكثرها تنظيما.
ويخوض مرسي الانتخابات استنادا الى مشروع لتحقيق النهضة وضعه اساسا نائب المرشد العام للاخوان الرجل القوي في الجماعة خيرت الشاطر الذي لم يتمكن من خوض السباق الرئاسي لصدور حكم ضده في عهد مبارك يترتب عليه حرمانه من حقوقه السياسية.
اما عبدالمنعم ابوالفتوح، الذي يحظى بدعم حزب النور اكبر الاحزاب السلفية وجزء من الليبراليين واليساريين، فيطرح نفسه مرشحا للتوافق او الاصطفاف الوطني ويؤكد انه قادر على انهاء حالة الاستقطاب السياسي ما بين القوى الاسلامية من جهة والقوى الليبرالية واليسارية التي شهدتها مصر بعد اطاحة مبارك.
واستهدفت حملة حمدين صباحي كسب اصوات الفقراء، الذين يشكلون الاغلبية في بلد يعيش 40 من سكانه حول خط الفقر، وظل يكرر خصوصا خلال الايام الاخيرة للحملة الانتخابية انه سيكون سندا وظهرا للفقير . كما حرص على أن ينأي بنفسه عن الحركات الاسلامية مشددا على انه مسلم وسطي ولا انتمي الى الاسلام السياسي .
ومنذ اسبوع او اكثر قليلا، لا حديث للمصريين الا عن الانتخابات، سواء في الشوارع او في اماكن العمل او في المنازل او على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويؤكد مدحت اسامة وهو ضابط متقاعد في الثانية والستين من عمره لا استطيع ان افكر في شئ الا الانتخابات بل انني اكاد لا انام واسهر كل يوم حتى الثانية صباحا بحثا عن اي تقرير او خبر في قنوات التلفزيون يمكن ان يعطيني مؤشرا على فرص المرشح الذي ادعمه . ويقول ابراهيم فرج 64 سنة وهو بائع في محل للعب الاطفال في القاهرة هذه اول مرة ساذهب للادلاء بصوتي في اي انتخابات وهي مسألة هامة بالتأكيد، واسرتي تتحدث في هذا الامر منذ اسابيع .
وتقول سلمى سعيد وهي موظفة في بنك في الخامسة والعشرين من عمرها منذ عشرة ايام وانا لا اتكلم مع زملائي واصدقائي الا في الانتخابات والمناقشات تكون حادة احيانا لانني اخترت مرشحي وهناك من يحاول اقناعي بتغييره .
ومن المقرر ان تجرى جولة ثانية للانتخابات في 16 و17 حزيران المقبل اذا لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهو امر مرجح. وكرر رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري الثلاثاء النداء الذي وجهه المجلس العسكري الاثنين الى احترام وقبول نتاج الانتخابات ايا كانت.
وقال الجنزوري في بيان أتمنى أن تمر هذه الانتخابات بهدوء، وأطالب النخبة والمرشحين والقوى السياسية والأحزاب بأن تطلب من أنصارها إحترام إرادة الآخرين والقبول بنتائج الانتخابات سواء أكانت لصالح هذا الطرف أم ذاك .
واضاف أدعو جميع الأطراف إلى ضرورة التكاتف من أجل نجاح العملية الانتخابية والقبول بقرار الأغلبية من المصريين الذين سيعبرون عن إرادتهم من خلال صناديق الانتخابات النزيهة وما يمكن أن تثمر عنه من نتائج . وفي القاهرة، جابت مصفحة تابعة للجيش ميدان التحرير قبيل ظهر الثلاثاء لتدعو عبر مكبر صوت الى المشاركة في الانتخابات.
وقال جندي قوم يا مصري مصر دايما بتناديك مستعيرا كلمات اغنية شهيرة من التراث المصري لسيد درويش.
/5/2012 Issue 4207 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4207 التاريخ 23»5»2012
AZP02