المشكلات العقلية تقصّر العمر
دراسة الارتجاج الدماغي يسرّع من شيخوخته
واشنطن يو بي اي خلصت دراسة جديدة أجراها باحثون أمريكيون الى أن الارتجاج الدماغي قد يسرّع عملية شيخوخة الدماغ.
فيما وجدت دراسة جديدة أن العمر المتوقع للأشخاص الذين يعانون من المشكلات العقلية وخاصة منها القلق والاكتئاب، هو أقصر من عمر الآخرين. وذكرت دورية التمارين وعلوم الرياضة الأمريكية ، أن دراسة أجراها الأستاذ بجامعة ميشيغان ستيفن بروليو وزملاؤه في قسمي علم الحركة والرعاية الصحية، خلصت الى أن الارتجاج الدماغي قد يسرّع عملية شيخوخة الدماغ.
وحلّل بروليو وزملاؤه معطيات استقوها من طلاب جامعيين منهم من تعرض لارتجاج دماغي ومنهم من لم يتعرض له، فوجدوا تغييرات في حركة الدماغ وتوازنه ونشاطه الكهربائي، لا سيّما على صعيد الانتباه والسيطرة على الاندفاعات.
وطلب الباحثون من المشاركين في الدراسة أداء بعض المهام المعلوماتية في حين كانوا يلتقطون صورًا لدماغهم. وكان للمشاركين الذين لم يتعرضوا لارتجاج دماغي حيزاً أوسع من النشاط الكهربائي من المشاركين الذين تعرضوا لاصابة رأسية.
وأوضح بروليو أن معابر الاشارات في دماغنا هي عبارة عن طريق عام مؤلف من 5 خطوط.. فعادة ما تكون حركة السير عند الطريق العام الجديد سلسة وسريعة، لأن الخطوط كلها منظمة ، مضيفًا أنه وفي خلال الشيخوخة الطبيعية، تتدهور حالة الأسفلت وقد تصبح الطرقات محفوفة بالمطبات، أو من دون نفع حتى، فتصبح حركة السير بطيئة .
وتابع قد ينجم عن الارتجاج الدماغي حفرة في طريق الدماغ السريع، ما يلحق بالممر درجات متفاوتة من الضرر ويسرّع من تدهور الممر الطبيعي .
وقال بروليو ان آخر ما نريده هو أن يجزع الناس.. ليس بالضرورة أن يشيخ الدماغ بشكل أسرع أو يصاب المرء بمرض الألزهايمر نتيجة الاصابة بارتجاج دماغي.. نحن ندرس احتمالية أن تؤدي الاصابة في الرأس الى هذه الظروف ليس الا، غير أننا لا نزال نجهل الرابط بين هذه الحالات .
وشدد على أن عوامل أخرى مثل أنماط العيش والتدخين والكحول والرياضة وتاريخ الأسرة الطبي والابقاء على تحفيز الدماغ تؤثّر أيضًا على شيخوخته، مشيرًا الى أن الارتجاج الدماغي قد لا يكون بالتالي الا عاملاً صغيراً في هذه الشيخوخة.
وحلل الباحثون بجامعتي كولدج لندن و ادنبرة بيانات تعود لأكثر من 68 ألف راشد بعمر يزيد عن 35 عاماً شاركوا في استطلاع الصحة بانكلترا من العام 1994 حتى 2004.
وقيّم الباحثون مشكلات الصحة العقلية عبر استخدام مؤشر يتراوح بين عدم وجود أية أعراض حتى الأعراض الحادة للاكتئاب والقلق.
ونظر العلماء في ما ان كان الأشخاص الذين لديهم هذه الأعراض كانوا أكثر عرضة للموت على مدى 8 سنوات.
ونظر الفريق في ما ان كان هناك رابط مع الوفاة من أمراض القلب والشرايين والسرطان أو من أسباب خارجية أخرى.
وتبيّن أن الأشخاص الذين عانوا من أعراض الاكتئاب أو القلق كان عمرهم المتوقع أقل ممن لم تظهر عليهم أية أعراض مماثلة.
كما ظهر أن خطر الموت من أسباب عدة بينها أمراض القلب كان أيضاً أعلى حتى عند الذين عانوا من مشكلات بسيطة في الصحة العقلية.
وقال الباحث المسؤول عن الدراسة، ديفيد باتي، ان هذه الروابط بقيت موجودة أيضاً حتى عندما بذلنا ما بوسعنا للأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مثل الوزن والتمارين الرياضية والتدخين واستهلاك الكحول والسكري .
ولفت الى امكانية وجود رابط بين مشكلات الصحة العقلية وتغييرات بيولوجية في الجسم، ما قد يزيد خطر الاصابة بأمراض مثل مرض القلب.
/8/2012 Issue 4267 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4267 التاريخ 2»8»2012
AZP20
