بغداد – هدير الجبوري
أصدر المشغل السردي العراقي كتابه الثاني، المخصص لتجربة الروائي فاتح عبد السلام القصصية والروائية، بمشاركة الروائي ابراهيم سبتي، والروائي عباس خلف، والكاتب علي حسين عبيد.
صدر الكتاب عن دار الآن ناشرون / كندا، وسيجري حفل توقيعه ضمن فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب الذي تنظمه مؤسسة المدى.
ويأتي هذا الاصدار ليكرّس المكانة المرموقة التي يحظى بها فاتح عبد السلام في السرد العراقي والعربي، فهو من اكثر الكتاب قدرة على شدّ القارئ وإبقائه حتى الصفحة الاخيرة. فمن يفتح كتابا له يجد نفسه منقادا الى عالم ينساب بين الخيال والواقع، ويرسم مشاهده بمهارة لا يجيدها سواه.
الكتاب يضم قراءات نقدية موسعة لتجربته الغنية، ويتناول أسلوبه في بناء القصة وتشكيل عمارته الروائية المتفردة، وكيف استطاع ان يصنع من الكتابة مساحة لتوثيق الذاكرة العراقية وتثبيت احداثها، عبر لغة مرنة ورشيقة وصنعة سردية عالية.
وبوصفي كاتبة وصحفية، وبعد أن أنجزت مؤخراً دراسة تحليلية معمقة عن روايته “الطوفان الثاني” أجد ان تجربة فاتح عبد السلام واحدة من العلامات الفارقة في المشهد الروائي العراقي. فهو كاتب لا تستطيع ان تبدأ له كتابا دون ان تكمله حتى النهاية.
تمتلك نصوصه قدرة خاصة على ادخال القارئ الى زوايا جديدة، وتشكيل عالم يتقاطع فيه الخيال مع الواقع بوعي ودهشة.
رواياته ليست مجرد سرد، بل توثيق حيّ للذاكرة العراقية، وامتداد فني يرسّخ حضور القصة والرواية بأسلوب لا يشبهه فيه احد.
ويمثل هذا الاصدار الجديد إضافة نوعية للمكتبة العراقية، بما يحتويه من قراءات نقدية رصينة تسعى الى تقديم صورة شاملة لتجربة روائي كبير ترك أثرا واضحا في مسار السرد العراقي الحديث.
