بغداد – الزمان
صدرت حديثًا رواية “المستشرقة الألمانية والعطار النيسابوري” للروائي العراقي علي بدر.
يقول بدر: كتبت الرواية بصوت المستشرقة الألمانية آنماري شمل، التي أثرت بي كتابتها منذ أن كان عمري 14 عاما، وهي تبحث عن مخطوطة أخرى لـ”منطق الطير” للمتصوّف فريد الدين العطّار النيسابوري…
ففي شتاء عام 1946، وبين جدران معسكر ألماني مهجور، تقع المستشرقة الألمانية آنِماري شمل على ترجمة غامضة من “منطق الطير” بتوقيع سجين يدعى كارل زيلر، مع ملاحظة جانبية تشير إلى نسخة نادرة من المخطوطة الأصلية، كانت يومًا ما في بيت آل باقر الكتبي في نيسابور. لم يكن هذا سوى شيفرة لرحلة عمر. هكذا تبدأ مغامرة لا تدور فقط حول مخطوطة مفقودة، بل حول اكتشاف طبقات من التاريخ المنسي للشرق الأوسط في الخمسينيات: من إسطنبول التي تخبئ انقلاباتها خلف واجهات مقاهيها، إلى طهران التي تتصارع فيها الحداثة مع العمائم، مرورًا بنيسابور حيث يتقاطع التصوّف مع إرث العائلات العريقة، وبغداد التي كانت تنضج بهدوء تحت ظل البريطانيين، قبل أن تتفجر.
الرواية لا تتوقف عند الأدب، أو الفلسفة، بل تتسلل إلى الأسواق، والشوارع، والوجوه، والأزياء، والمكتبات، وترصد أحلام جيل كامل من المثقفين والسياسيين والشعراء، الذين عاشوا عند تخوم الانقلابات، في زمن لم يكن الاستشراق فيه مجرد علم، بل كان مسرحًا للصراعات، والخيبة، والانبهار المتبادل.
ليست “المستشرقة الألمانية والعطار النيسابوري” رواية عن التصوّف فقط، بل عن امرأة أوروبية أرادت أن تترجم الشرق، فوجدت نفسها جزءًا من لغته. وعن مخطوطة ظنّت أنها تقود إلى المعرفة، لكنها قادتها إلى ما هو أعمق: أن المعرفة ليست ما نعثر عليه، بل هي ما نتورّط في ملاحقته.