المسؤول الناطق والشاهد الصامت

المسؤول الناطق والشاهد الصامت
فاتح عبدالسلام
أول مرّة، يتحدث فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدقة متناهية عن الوضع السوري من خلال ثلاث نقاط أساسية
الأولى تساءل فيها ماذا يمكن أن يحدث أيضاً من فظاعات حتى يتحرك العالم؟ إنّه إقرار دولي متأخر بأنَّ الفظاعات وصلت الى الحدّ الذي لا تجد فيه المنظمة الدولية تفسيراً منطقياً يتسق مع المعايير البشرية كشعوب تعيش على هذه الأرض، يبرر استمرار هذه الوحشية في القتل.
النقطة الثانية وصف مجلس الأمن بالشاهد الصامت. وهو في حقيقة الوضع طرف في استمرار الحرب الداخلية في سوريا، ومن المضحك أنْ يحمل صفة حامي السلم العالمي وسيادة الأمن في الكرة الأرضية.
النقطة الثالثة حثَّ هذا المسؤول الدولي الذي يبدو إنّه لا حول له ولا قوة أطراف النزاع على الذهاب الى طاولة المفاوضات. ولم يخبرنا إنْ كان عليهم الذهاب بدباباتهم وصواريخهم بعيدة المدى ومدرعاتهم وقوات الحرس والأمن والمخابرات والمليشيات أم ببدلات سوداء وربطات عنق أنيقة. وهو الوصف الكاريكاتوري الذي يمكن النظر من خلاله الى جملة الحث على الانتقال الديمقراطي للسلطة في هذه الأيام الدموية التي تشهد خروج صواريخ سكود عن مسارها الى دول أخرى كما حصل في ضرب شمالي غرب العراق أمس.
ليس مجلس الأمن فاقداً للمصداقية حتى اللحظة إزاء حرب سوريا، لكنَّها الأمم المتحدة أيضاً مهددة في مصداقيتها إنْ لم تستطع أن تقنع مجلس الأمن ببسط السلم والانتقال السلمي للسلطة بأية وسيلة. ويمكن أمْ يسأل الأمين العام للأمم المتحدة المندوب الامريكي في مجلس الأمن، كيف يكون الوضع الأمني في أفغانستان مؤثراً في الميزان الأمني القومي الأمريكي ولا يكون وضع أمني أسوأ منه مئات المرات في سوريا أمراً عادياً.
أعود الى السطور التي كتبتها قبل أيام، إنَّه التفاهم الامريكي الروسي المنتظر، ولعلَّ المكالمة الهاتفية بين الرئيسين أوباما وبوتين ليلة امس هي بداية صحيحة لكنها قد توأد في مهدها.
AZP20

مشاركة