المرأة عبر العصور (1)
الانسان كائن اجتماعي بالطبع، وبفضل هذه الغريزة يضاف لها عوامل اخرى مثل الشعور بالامان والتعاون بالعمل والتكاثر تكونت المجتمعات الابتدائية وسميت بمرحلة المشاعية الابتدائية.
حيث ان كل شيء فيها مشاع بدون تملك لاحد ولا توجد اي فوارق اجتماعية حتى يقال ان الابناء يكنون باسماء امهاتهم لعدم معرفة الاب الحقيقي كما هو الان في المسلسلات التركية!! ومع التطور التدريجي والحتمي للمجتمعات تبلور داخل (الرجل) حب التملك والسطوة وقهر الاخرين والسيطرة عليهم واستعبادهم شيئاً فشيئاً الى ان بدأت تنمو مرحلة جديدة في رحم المشاعية الابتدائية سميت بمرحلة الرق أوالعبودية او القنانة يكون فيها العبد مملوكاً كأي سلعة ومن العبيد كانت حصة النساء اكثر فهي المملوكة وهي للزواج والانجاب والرضاعة وهي للعمل البيتي وهي لجني الغذاء اليومي من البراري فحصلت على حصة الاسد من الظلم والقهر والاستبداد والاستغلال وجردت من كل انسانيتها وحتى ان ابناءها يباعون في المزادات دون موافقتها حيث ذكرت هذه الظاهرة بكثرة لاسيما في راوية (أبناء العم توم) للكاتب (ريتشارد رايت) وغيرها لكن بقاء الحال على نفس من الحال من المحال حيث لوحظ ان سقوط الحبوب الغذائية من المحاصيل التي تجنيها النساء يومياً لغرض الغذاء وانباتها في الموسم الذي بعده وتكرار هذه الحالة نبه الناس الى التعلم على زراعة المحاصيل الغذائية له ولحيواناته وبذلك نبتت البادرة الاولى للزراعة بفضل النساء فبدأت بوادر مرحلة تاريخية جديدة تتداخل مع سابقتها لتزيحها وتحل محلها وهي المرحلة الاقطاعية برغم التداخل الحاصل بين المراحل لكن الجديد يحل محل القديم وان عجلة التاريخ تسير الى الامام دائماً ففي هذه المرحلة تحول استغلال الانسان للانسان بشكل اخر فبدلاً من ان يملكه بدا بامتلاك الارض وتطور امتلاك الاقطاعات الصغيرة الى اكبر واكبر ولذلك سميت بمرحلة الاقطاعية.
اما نصيب النساء في هذه المرحلة من الظلم والتعسف والاضطهاد والقهر والاستغلال اقل قليلاً من سابقتها فتحسن الوضع الى تعدد الزوجات بدل تعدد المملوكات وصار ايضاً ان الاب لا يبيع ابناءه اولاد زوجته وليست مملوكته كالسابق هي واولادها ولا يحق لغيره ان يتزوجها اضافة الى التعاليم السماوية تحد من الافراط في تعدد الزوجات وتحريم الوأد (دفن البنات هن صغار) ناهيك عن الاحترام وضمان الحقوق في الميراث وغيرها من الامور التي بدأت ترفع من شأن المرأة وترفع عنها شيء من الظلم والحيف الذي رافق مسيرتها في المرحلة الاجتماعية سابقتها.
لكن التطور ليس له حد يقف عنده وينتهي وان القافلة تسير ولا يهمها نبح الكلاب كما يقولون فبعد تطور الزراعة احتاج الانسان ان يطور صناعة وسائل الانتاج لان الحاجة ام الاختراع فبدأ التفكير باستعمال الالات وتطويرها لتقليل الايدي العاملة وتقليل الجهد المبذول وتقليل الكلفة والسرعة في انجاز العمليات الانتاجية المطلوبة بمختلف مراحلها اضافة الى جودة الانجاز فقاد هذا التفكير الانسان الى الثورة الصناعية والتي بدات في اوربا، تطورت خلالها الحرف اليدوية الى الية والمعامل الصغيرة الى مصانع كبيرة وكلما ازداد احتكاك الانسان بالالة يتطور فيها عقله وتفكيره، فبدأت هذه المرحلة الجديدة بتجار من نوع اخر يملكون المصانع بدل المزارع وبدأت تتكدس لديهم رؤوس الاموال الحاصلة من استغلال العمال وعدم اعطائهم استحقاقاتهم لكن التحرر من ظلم الاقطاع وجورهم على الفلاحين والنساء بدأ يضمحل وبدأت النساء بالتحرر من طغيانهم واستغلالهم واكثر ما خدمها في هذه المرحلة هو استقلالها الاقتصادي من خلال عملها المستقل في المعامل والمصانع بل ساهمت في الصناعة وتطورها ودخلت الاحزاب التقدمية التي تدعو الى تحررها اضافة الى منظمات المجتمع المدني للنساء وغيرها في هذه المرحلة التي سميت بالمرحلة البرجوازية وان الرأسمالية والامبريالية هي اعلى مراحل البرجوازية.
عارف السيد – بغداد
AZPPPL