المخاض

المخاض
الصقيع يغمر الدنيا بأسرها…شمس الخريف بارده خنقتها غيوم رمادية كئيبة الظلام يبتلع كل شئ في وضح النهار وقد تقطعت اسلاك الكهرباء
الجمود يسيطر على الازقة والحدائق والجبال…هدير عاصفة مجنونه يسمع من بعيد
وصيحات مزعجه تنطلق من كل زاوية
تهدمت المنازل فوق رؤؤس ساكنيها
ورغم ذلك يبقى حديد أبوابها الاخرس واضحاً وسط السكون
وانا وحدي
اسير في الشوارع المقفرة العتمه…اتساءل:: كيف وصلت الى هذه الارض ؟
ما الذي افعله بين تلك الانقاض؟
الى اين اذهب؟
كيف اضعت طريقي الى مينائك؟
كيف اختفت عن عيني قامتك الهيفاء انا مازلت بشوق لرؤية وجهك البرونزي الناطق بالانوثة ؟
انا مازلت بشوق لسماع صوتك الهادئ الذي كانت نبراته الدافئه تحييني
ألم تستطيعي ان ترجيئي الرحيل؟
ألم تعرفي اني احتاج اليك اكثر من أي شئ اخر في الدنيا؟
الم تستطيعي ان تنتظري قليلا حتى تتاكدي انني اتيت لاكتب عنواناً
حبيبتي سعاد::
او صديقتي…وهذه الكلمات انت التي تريدين سماعها لا انا
لا تكتئبي
أن تساؤلاتي ليست شكا..اني اعرف..اني افهم كما تعرفين انك كنت اليقين الوحيد في حياتي
انا لا اعتب عليك فانت تكرهين كلمات العتاب
لاني ما زلت اذكر كيف نظرت الى ساعة يدك يوم وصلت متاخرا خمس دقائق عن موعد اللقاءوقلت لي
-انها الرابعه والخمس دقائق
وكذلك اذكر عباراتك الملتهبه في رسائلك الثكلى حين تقولين لي بان الايام امست ثقيله كانقطاع التيار الكهربائي…الم تتذكري بعد؟؟
كنت احب كبريائك…صلابتك…تفهمك العميق لحالتي الغريبه…وجودك في حياتي كان ضروري
كان شيئا ربما احسد نفسي عليه !! ولذلك افهم معنى ان اخسرك
كنت احب ان اشعر بك ملكاً لي وسط الزحام
كان حولك دائما ناس كثيرون ورجال وسيمون
ورغم ذلك بقيت انا وحدي اقرب البشر اليك
وفي احيان كثيرة تتسمر عيناك على وجهي بين لحظة واخرى فاحس بنظراتك الحنونه تحرق ملامحي
معك وحدك تعلمت ان اعيش الدقيقة الحاضرة
من أجلك تعلمت ان لا اخشى السعادة…ان اؤمن بغدي
ان احب الحياة…السعادة اليوم لم تغد الا ذكرى يا عزيزتي
احضنها في قلبي وانا اسير وحدي في طريقي المظلم الوعر
ولا شئ حولي غير الصقيع والخراب
ومأتم خرساء تلوح لي من كل جانب
لذلك سوف لن استرخي حتى ولا ساعة القيلولة
ها انذا يا حبيبتي… انا المقاتل في هذه المدينة
زلزال شوه وجه مدينتي يوم رحيلك عنها
عباس فاضل العزاوي – بغداد
AZPPPL

مشاركة