المجاهد القدوة
كثيرا ماتراودنا التساؤلات عن ثقافة الغرب والاديان الاخرى غير المسلمة..كيف يفكرون…ماذا يحبون..ماهو نمط معيشتهم..كيف هي نظرتهم لنا نحن المسلمين؟؟؟
هل خطرببالك يوما ان تعاليم الاسلام ومبادئه اصبحت من الصفات المهمة التي يحتذى بها في الدول الغربية؟؟؟…ام هل توقعت او علمت ان منهج مولانا امير المؤمنين (ع) بات منهجا يدرس ويقتدى به لمحاربة الفكر الارهابي الذي طال الدول العربية والاوربية معا؟؟
دهشت لسماعي محاضرة القيت على عدد من الافراد ( ذوي الفكر الارهابي )في دولة اوربية من قبل محاضر اسيوي من جذور عربية مسلمة..هذا المحاضر ناقش هؤلاء الاخوة طارحا سؤالا (ماهو اكبر خطر يواجه المجتمع الاسلامي؟؟) ؛ فكانت الاجابات متنوعة…فمنهم من قال العدوان الامريكي ضد الدول العربية…ومنهم من قال الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين….الخ، فماذا كان رد المحاضر حينها؟؟
اجاب قائلا: ان الخطر الاكبر يقبع داخل قلوبنا فبدلآ من ان نسمح للاسلام بتغييرنا ؛ فان بعض المسلمين استغلوا الاسلام لخدمة مصالحهم السياسية والذاتية.. وهذا امر مخزي لايرضى عنه نبي الرحمة محمد بن عبد الله (ص) واله..تذكروا قول الله تعالى في سورة الرعد الاية الحادية عشر (( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم..))..
من هنا نتساءل كيف نستطيع ايقاف مظلومية المسلمين ؟؟ هل هو باللجوء الى اسوأالاساليب والسلوكيات المتفاقمة بسبب تدهور حالاتنا الاخلاقية والانسانية…وكيف نتوقع من خالقنا ان يطور حالنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ..؟؟
هذه مغالطة كبيرة من قبل اصحاب النفوس الضعيفة فيما يتعلق بمفهوم الجهاد، هناك مفهوم خاطئ فبدل ان يكرس الجهاد في خدمة قضية عادلة في سبيل الله والدفاع عن الابرياء بات يخدم مصالح سياسية وذاتية لاغراض ارهابية مخزية..
ان هؤلاء الجماعة يصرحون ان القراءن الكريم يامرهم بذلك عن قوله تعالى(( العين بالعين..)) اي القـــتل بالقتل متغاضين عن حقيقة ان الله تعالى وحده المعاقب لهكذا اطراف مذنبة فلوعدنا لسورة النجم حيث قوله تعالى ((ولا تزر وازرة وزر اخرى..)) ..
عندها رد احد افراد الجماعة مستشهدآ بقوله تعالى ((واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل…)) …متناسين بذلك الجزء الاهم من الاية الكريمة (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لايحب المعتدين…)) فهناك الكثيرون ممن سلكوا هذا الطريق وكانت النتيجة ان انتهى بهم المطاف الى طريق الشيطان والعياذ بالله…
كانت نتيجة تلك المحاضرة ارتداد احد الاخوان حيث صرح للمحاضر بان كلما قيل له كان مخالفاً وبشكل تام عما سمعه الليلة…. فهناك العديد من المعلمين يستدلوا بالايات القرآنية وللاسف بعيدآ عن سياقها الصحيح ليهدموا ويشوهوا بذلك تعاليم الاسلام الحنيف والرسول الكريم(ص) واله… سأل المحاضر حينها : ماهو الجهاد الاكبر؟؟
فرد الاخ: انه الجهاد في سبيل الله وقتل الكافرين…
رد المحاضر : كلا يا اخي ان الجهاد الذي ذكرته وصفه رسول الرحمة (ص) واله بالجهاد الاصغر, اما الجهاد الاكبر فهو جهاد النفس…ذلك ان تجاهد نفسك وتسيطر عليها وتهزم الشيطان الذي بداخلك….
حينها سال الاخ: من هو المجاهد القدوة؟؟؟
رد المحاضر مجيبا: انه امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) ابن عم الرسول (ص) واله , ذلك بان امير المؤمنين (ع) كان يقاتل في احد المعارك وعندما تمكن من عدوه وظفر به رفع سيفه ليجهز عليه فما كان من المشرك الا ان بصق بوجهه الكريم (ع) فتراجع مولانا(ع) واخذ يجول ويجول بارض المعركة حتى هدا روعه فرجع للمشرك وقتله.
سئل امير المؤمنين(ع) بعدها عن ذلك فكان رده (ع) عندما بصق فلان بوجهي غضبت فلو كنت قتلته حينها لفعلت ذلك ارضاء لنفسي واعتزازا بكرامتي ولاصبحت قاتلا بنظر الله تعالى..وبدلا من ان اطبق العدالة الالهية لفعلت ذلك انتقاما لنفسي …فذلك هو المجاهد القدوة مولانا امير المؤمنين (ع) الذي اصبح مثلا يحتذى به حتى في الدول الغرب….
امن الممكن وبعد كل مانعلمه عن سيرة نبينا الكريم(ص) واله وسيرة اهل بيته (ع) ان نكون ظالمين؟؟ ان نختار طريق الباطل بغية منفعة مادية زائلة؟؟ ان نقول ما لانفعل؟؟
ام يجب ان نكون قدوة، حتى ولم نكن مثاليين ذلك ان الكمال لله تعالى, لمن حولنا من اقرب الناس لنا؟؟ افلا يجب ان نكون مثالا لدول الغرب التي لم ناخذ منها الا سلبياتها متغاضين عن ايجابياتها…
اخــــيرا وليس اخرا انت من تقرر اي الطريقين ترغب..
طيب حسن صالح