طرابلس- القاهرة- الزمان -مصطفى عمارة
تولى المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، السنغالي عبد الله باتيلي، منصبه الجمعة في طرابلس وفق ما أفادت بعثة الأمم المتحدة في البلد الذي يعاني فوضى أمنية وسياسية. فيما كشف مصدر أمني رفيع المستوى في القاهرة للزمان أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل قام بزيارة سريعة لليبيا اجتمع خلالها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي حيث أكد رئيس المخابرات المصرية لحفتر استمرار دعم مصر لحفتر رغم فشله في دخول العاصمة طرابلس وأن مصر لن تسمح لأي قوة بالمساس بالجيش الوطني الليبي أو الاستيلاء على المناطق التي يسيطر عليها خاصة أن مصر أعلنت أن سرت والجفرة خط أحمر لن تسمح مصر باجتيازه من جانب أي قوة ، وفي السياق ذاته أوضح الخبير السياسي محمد صالح أن الأزمة الحالية بين مصر وتركيا حول ليبيا ليست أزمة تقاسم أموال الغاز بين مصر وتركيا ولكن الأزمة هنا في ما سيترتب مستقبلا على التواجد التركي في ليبيا والذي سوف يتحول لتهديد دائم ومستمر خاصة في ظل عدم جدية الجانب التركي في الصلح والتعاون مع مصر بالمقاييس المصرية مؤكدا أن الجيش المصري أصبح حليفا أكثر أهمية لليونان من حلف الناتو ، فيما كشف المحلل السياسي الليبي أسعد أبو قيلة في اتصال أجريناه معه أن هناك مبادرة أمريكية مطروحة للإعلان عن مدينة سرت عاصمة لدولة ليبيا مؤكدا أن تلك المبادرة مطروحة على نطاق واسع في كواليس المشاورات السياسية العربية والدولية وأوضح أن هذه المبادرة تهدف إلى توحيد المؤسسات الحكومية وإتاحة الفرصة لإجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن . وقال باتيلي في بيان نشرت البعثة نسخة عربية منه «وصلتُ إلى طرابلس يومنا هذا للشروع بمهامي بصفتي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا». واستقبل مسؤول كبير في وزارة الخارجية المبعوث الأممي التاسع منذ 2011، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتتنازع حكومتان السلطة في البلد النفطي الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، واحدة مقرها طرابلس (غرب) تشكلت بداية عام 2021 ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى تشكلت في آذار/مارس الماضي ويقودها فتحي باشاغا بدعم من معسكر المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد. وأبرز التحديات لاستقرار البلد هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة في كانون الأول/ديسمبر 2021 ثم تأجلت إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات قوية على أساسها الدستوري. وأكد عبد الله باتيلي الذي تولى المنصب الذي ظل شاغرا منذ استقالة سلفه السلوفاكي يان كوبيش في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أن الأولوية هي إيجاد «مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة» وذلك «بالاستناد إلى إطار دستوري متين». وأضاف أن «الأمم المتحدة ملتزمة بدعمها لليبيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة، إذ لا بد من احترام إرادة الملايين من الليبيين ممن تسجلوا للتصويت».