المالكي يطالب واشنطن بطائرات مسيّرة وأباتشي لمهاجمة القاعدة

الصدر: رئيس الحكومة يستجدي ولاية ثالثة من الأمريكان

المالكي يطالب واشنطن بطائرات مسيّرة وأباتشي لمهاجمة القاعدة

واشنطن – مرسي ابو طوق

بغداد – عادل كاظم

أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أن المباحثات مع المسؤولين الأمريكيين ركزت على تزويد العراق بالأسلحة ذات الطابع الهجومي على تنظيم القاعدة ومنها الطائرات بدون طيار ومروحات اباتشي ، مشيراً الى أن التعاقد على شراء الأسلحة الثقيلة ما زال قائماً لكنه يستغرق وقتاً طويلاً، فيما انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر زيارة المالكي الى واشنطن مطالبا اياه بعدم استجداء الجانب الامريكي لولاية ثالثة.

وقال المالكي في لقاء تلفزيوني في واشنطن إن (القضية الأكثر إلحاحاً في مباحثاتنا مع الجانب الأمريكي تزويد العراق بالأسلحة المتوسطة والأسلحة ذات الطابع الهجومي على القاعدة، فضلاً عن مسائل الاتصالات والاستخبارات والمعلومات)، مبيناً أن (طائرات الأباتشي نعدها من الأسلحة التي تدخل في مكافحة الإرهاب وليست سلاحاً استراتيجياً).

وأضاف المالكي الذي عاد الى بغداد امس بعد ختام زيارة الى واشنطن تكللت بلقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما أن (واحدة من الامور التي طلبناها في التعاقد على السلاح هي طائرات بلا طيار، لانها ضرورية جدا لمنطقة شاسعة من الصحراء التي تتخذ منها الخلايا الارهابية بعض الملاجئ)، مشيرا الى (اننا استطعنا من خلال استخدام طائرة واحدة الكشف عن بعض معسكراتهم). وأكد المالكي أن (العراق لا يريد ان يعود في يوم من الايام الى حروب اقليمية او تدخل في شؤون دولة اخرى)، لافتا الى أن (شراء الأسلحة النوعية والثقيلة يحتاج الى وقت طويل ومع ذلك فإننا ما زلنا نتفاوض لشراء طائرات أف 16 ومدافع ودبابات أبرامز اضافة الى طائرات الهليكوبتر).

وتابع المالكي أن (هنالك تعاوناً عسكرياً بين العراق والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب) موضحا ان (آخر معسكر للقاعدة تم اكتشافه بمساعدة أمريكية).

من جانبه أنتقد الصدر، زيارة المالكي إلى واشنطن وفي حين اعرب عن امله بأن يستغيث المالكي بشركائه في العملية السياسية بدلا من (استجداء) حربا عالمية ثالثة من دول أوصلت العراق إلى الهاوية ودعم للانتخابات المقبلة أكد أن صفقات الأسلحة مع أمريكا لن تكن أفضل من السابق. وقال الصدر في رد له على استفتاء ورده من احد أتباعه بشان موقفه من زيارة المالكي إلى واشنطن وما ذكره بشان حرب عالمية ثالثة ضد تنظيم القاعدة (كم تمنيت أن أرى المالكي وهو ابا للشعب وواقفا بين يدي أبنائه في الأنبار والموصل وديالى أو في المناطق المعدمة في بغداد او المناطق التي يعصف بها الإرهاب بدلا من أن يمثل بين يدي رئيس دول الاستكبار العالمي، لان ذلك يعكس صورة سوداء عن المذهب وعن العراق).

خطاب موزون

وأضاف الصدر (وكم تمنيت أن يكون خطابه موزونا وان يستغيث بشركائه في العراق لنقف صفا واحد لنتحدى الإرهاب، بدل أن يستجدي حربا عالمية من دول قد أوصلت العراق إلى قعر الهاوية)، مشيرا إلى انه (كان من المفترض جمع كل الأطراف العراقية لكي ينتشل العراق من تلك الخلافات والصدامات والصراعات).

وأكد الصدر أن (السياسيين العراقيين أولى من جيوش الظلام)، لافتا إلى انه (كان من المفترض الوقوف بين يدي دول صديقة إلى العراق، كروسيا والصين لإخراج البلاد من أسوأ أيامها وأشهره التي لم يمر بها بلدنا سابقا).

وخاطب الصدر المالكي (ليست امريكا من أوصلتك إلى سدة الحكم، بل الشعب والشركاء)، متسائلا (فلما ذهبت لها لتستجدي فيها الدعم لانتخاباتك، وقد ذهبت إليها من دون اخذ الإذن ومن دون إخبار البرلمان ولم تستشر أصدقاؤك وشركاؤك).

وتابع الصدر أن (صفقات العراق مع أمريكا لن تكون أفضل من صفقات الأسلحة السابقة ولم تكن مشاريع البلاد ذات نفع اقتصادي او حضاري للشعب)، متمها المالكي بـ(محاربة كل من يحترم شعبه من محافظين ووزراء وغيرهم).

وأوضح الصدر (لو كان المالكي يريد دورة رئاسية ثالثة، فلا يعني تبريرا لزيارته التي كلفت الملايين من الدولارات)، داعيا إياه إلى (الالتفات للشعب والاعتراف بضعفك وفشلك، فهذا ليس عيبا).

وقال الصدر أن (علاقات العراق مع جواره وأصدقائه تحولت بفضل سياستك إلى عداء وخصومة)، مطالبا المالكي بـ(عدم التهرب من المسؤولية وجعلها بين يدي أمريكا، واذا ابتعدت عنها فنحن على اتم الاستعداد للوقف صفا واحد لإنقاذ العراق ليس من الإرهاب فحسب بل من الفساد ايضا).

عرض النتائج

كما انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية همام حمودي قيام المالكي ببحث موضوع (الإرهاب) مع الآخرين، مطالباً إياه بعقد اجتماع مع الرئاسات الثلاث والكتل السياسية لعرض نتائج زيارته الى واشنطن. وقال حمودي في بيان تلقته (الزمان) امس إن (بحث موضوع الارهاب مع الآخرين والدول المهمة وعقد مؤتمر دولي حوله فكرة مفيدة جدا، بشرط أن نكون قد توصلنا بيننا الى رؤية موحدة تمثل نقطة توافق وطني فيما يخص الارهاب)، مبينا انه (كان من المفترض على المالكي بحث هذا الموضوع بيننا نحن العراقيين ودراسة تأثير خلافاتنا واتفاقنا على أمننا وبشكل صريح وشفاف وواضح قبل أن يبحثه مع الآخرين). وشدد حمودي على (ضرورة بحث هذه الموضوعات التي تمس حياة المواطن بعيدا عن المزايدات السياسية والدعاية الانتخابية من اجل الوصول الى رؤية وطنية وقرار عراقي موحد وموقف مشترك جامع نتوحد به)، مطالبا المالكي بـ(عقد اجتماع للرئاسات الثلاث والكتل السياسية واهل الاختصاص لعرض نتائج زيارته الاخيرة الى واشنطن وبحث موضوع الارهاب للوصول الى رؤية وطنية واضحة).