الله يطول عمرك كيسنجر – ياسر الوزني

الله يطول عمرك كيسنجر – ياسر الوزني

أبدع الدكتور أحمد عبد المجيد أيما أبداع في مؤلفه (الصحفي والرئيس _الرؤية من خارج المقصورة ..الزيارات وتبادل الهواجس) تقديم القاضي رزكار محمد أمين ،ولأن الوقائع بين ضفافه على نحو ينتزع الأنتباه فقد نسيت طرف أصبعي على مقدمة لساني جافاً بلا بلل وقلت حسناً هو المطلوب حتى أقضي مع كلماته وقتاً تطربني فيه نغمات السطور قبل أن تمتد السبابة تقلب صفحته الأولى على الثانية والرابعة على الخامسة ، ورغم ذاك فقد تلصلص الشاب العجوز(كيسنجر) قاطعاً خلواتي ولم أستطع تجاوزه أذ حضرعنيداً هذا المولود عام 1923 ولم تزل قدرته ناضجة على معرفة الخطوط الحمراء لدى الطرف الاخر ،لقد وجدت بين كتاب الدكتور عبد المجيد و(القيادة ) وهوعنوان الكتاب الأخير الذي أبدع فيه كيسنجر ربطاً من نوع خاص أذ يشرح في مقدمته معنى القيادة بالقول ( أي مجتمع وبغض النظر عن نوع النظام السياسي الذي يحكمه يخضع لعملية تحول أو انتقال مستمر بين الماضي الذي يشكل ذاكرته والمستقبل الذي يتطلع إليه، وخلال هذا المسار الصعب فإن فن القيادة يصبح ضرورة لا غنى عنها، وتعني القيادة القدرة على أتخاذ القرار وكسب الثقة والحفاظ على الوعود،كما تعني كيفية مساعدة البشر على العبور من واقع يعيشونه ويدركونه جيداً إلى واقع مغاير ربما لم يمر بخيالهم، فبدون القيادة المناسبة في تلك المراحل الحساسة قد تنتهي عمليات التحول بكارثة تحيق بتلك المجتمعات) أختار كيسنجر 6 قادة إنموذجاً في كتابه هم: كونراد أديناور في ألمانيا، وشارل ديغول في فرنسا، وريتشارد نيكسون في أميركا، وأنور السادات في مصر، ومارغريت تاتشر في بريطانيا، ولي كوان يو في سنغافورة ،أذ يعدّهم نجحوا في تحقيق أشياء عظيمة داخل أو خارج دولهم لكنه في ذات الوقت يخشى أن تتلاشى الظروف الاستثنائية التي مكنت هؤلاء القادة من الظهور ويؤمن بأن حاجة البشرية إلى قيادة عظيمة الآن أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، بل يرى أن غياب القيادات المميزة هو ما دفع إلى ما وصلت إليه البشرية من أضطرابات وأزمات، وفي فصل آخر من كتابه يفرّق كيسنجر بين نوعين من القادة، رجل الدولة والملهم ويرى أن أغلب القادة هم إداريون وأن كلّ مجتمع بحاجة إلى من يديروا شؤونه اليومية المعتادة لكن في أوقات الأزمات من حروب إلى تغيرات تكنولوجية سريعة إلى خلل اقتصادي أو اضطراب أيديولوجي يقتضي الأمر وجود قادة قادرين على إحداث التغيير، ويعتقد أن القادة من رجال الدولة هم الذين يحلّلون الموقف القائم راغبين أن يحققوا في حدوده أقصى الممكن في الموازين  بين الرؤية والمخاطرة. أما الملهمون فلا يقبلون هذه التفرقة أصلاً وإنما يعتقدون أنه لا بد من إعمال رؤاهم بأسرع ما يمكن وأن هذه الرؤى هي التي تحدّد أهمية دورهم السياسي.الى هنا وينتهي المقال لكني أحببت أن تكون الخاتمة مع رؤية جميلة للمفكر الفرنسي دولا بويسي أذ يقول (عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ أجيال من الناس لاتحتاج الى الحرية وتتوائم مع الأستبداد ويظهر مانسميه المواطن المستقر أذ يعيش في عالم خاص و تنحصر أهتماماته في ثلاثة أشياء : الدين _ لقمة العيش _ كرة القدم .

مشاركة