الله بالخير

الله بالخير

 في مطلع شبابي قمت بزيارة احد الأصدقاء يسكن في إحدى قرى محافظتنا (ديالى) وكان موعد اللقاء في المقهى الوحيد في القرية ثم يصطحبني بدوره إلى داره ، وكعادتي انطلقت باكرا وطلبت من سائق سيارة الأجرة التي تقلني بايصالي إلى ذلك المقهى لأني غريب و(الغريب أعمى) حسب المثل الشعبي الدارج .

وعند دخولي المقهى كان الارتباك ظاهرا علي فأسرعت قدماي نحو اقرب (تخت) فاتخذته مجلسا ومتكئا ، وما هي إلا لحظات فتعالت الأفواه متحدة بقول واحد (الله بالخير آغاتي ) ، بصوت خجول كان ردي على هذه الأصوات الكثيرة (الله بالخير) ، توجه نحوي صاحب المقهى بـ(استكان الشاي) ما إن وضعه إمامي عادت الأصوات من جديد متعالية (وير ) الشاي بمعنى واصل حساب الشاي .

لا داعي للدخول في مفردات الزيارة وإكرام الضيف من قبل الصديق الذي وصل بعد هذا الجو الدرامي الذي عشته في تلك اللحظات ، وعند عودتي إلى البيت توجهت بالسؤال إلى والدي رحمه الله وسردت له ما حصل لي ، ولكنني لم أشاهد الدهشة عليه واخبرني بان هذا عرف تتبعه جميع المدن والقرى وكل شخص يدخل مقهى يدفع حساب المشروب الذي يتناوله .

لم يسألني احد الجالسين في المقهى ..

من إي المذاهب أنت !!!

أو إلى إي قومية تنتمي !!!

وما اسم عشيرتك !!!

ولم يتكفلني شخص عند دخولي القرية .

نتوقف بهذا القدر ولا نخوض عميقا لان الأمواج متلاطمة وعنيفة ، نتمنى إن تعود أعراف وعادات وطباع (الله بالخير آغاتي) و (وير چايگ) لكي تعود لحمة مجتمعنا ونلعق جراحنا..

ظافر قاسم – ديالى

مشاركة