اللقاء غير الرمزي
ما تمَّ وصفه باللقاء الرمزي بين رئيس الحكومة العراقية ورئيس البرلمان في حضور عدد من السياسيين المتداولين في المشهد العراقي الرسمي هو ببساطة لقاء لا يرقى إلى وصفه بالرمزي، تلك التسمية التي أراد السياسيون الرسميون عبرها التخلص من أعباء استحقاقات اللقاء على الأرض وفي الميدان السياسي الذي يحتاج إلى اصلاح جذري وليس ضحكاً على الذقون النابتة.
قد يتوافر اللقاء على نيات طيبة وراءه، بالرغم من أن العمل السياسي بين هذه الأطراف المتحالفة مع بعضها بعضاً أو المتنافرة مع الآخرين لا يحتمل أيّ نوع من الطيبة. غير إنَّ اللقاء استطاع أن يرسم ملامح جديدة للمشهد السياسي الرسمي كما تراه الحكومة العراقية بما يشبه الفخ الذي وقع فيه رئيس البرلمان، حين تمَّ إظهار الخلاف السياسي بين قطبين يمثلهما هذان الشخصان اللذان أرُيد لهما في تلك اللقطة أن يظهرا ممثلين عن حالتين وفئتين وقطبين أكثر من تمثيلهما مؤسستين رسميتين دستوريتين لا تحتاجان إلى مراسيم صلح ذات طبيعة شخصية. وبذلك يكون رئيس الحكومة قد أقصى من المشهد أياد علاوي رئيس القائمة العراقية وأحل مكانه رئيس قائمة أخرى أقلّ عدداً وتأثيراً وشهرةً ولا أريد أن أقول أقلّ اجماعاً وقوةً وتأييداً عربياً.
أما الملمح الثاني للقاء فكان في نتائجه في الأيام الثلاثة التي أعقبته، حيث تكاد تختفي المفخخات والتفجيرات بالعبوات في إيحاء قوي يدين هذين القطبين بوصفهما كانا يمسكان بمفاتيح السيارات المفخخة وصمامات آمان القنابل. أو أن تكون الصورة على نحو إيحائي بأنَّ أحد الطرفين كان وراء ما يحدث من دمار للعراق وإنه كان يفعل كل شيء ليظهر خصمه متورطاً فيها وضعيف الموقف والوضع.
اللقاء الرمزي سيكون بداية التصعيد والاتجاه نحو كارثة في البلاد لأنّ المشهد في غاية الهشاشة، إذا لم يتم تدعيم الأقاويل في تلك الوليمة الكبيرة، بأفعال حقيقية من المستحيل وليس من الصعب تحقيقها، أولها نزع سلاح كائن من كان وتجريمه خارج الدولة. وإلاّ ما عادت دولة أبداً، وسيكون كل ما قيل ذاب مع سكر الشاي وراح للأبد.
AZP20