اللبن والإعجاز القرآني

اللبن والإعجاز القرآني

(و إن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين )  يقول المفسرون عن قوله تعالى(من بين فرث ودم لبنا خالصا ) أي  يتخلص الدم بياضه وطعمه وحلاوته من بين فرث ودم في باطن الحيوان فيسري كل إلى موطنه إذا نضج الغذاء في معدته تصرف منه دم إلى العروق  ولبن إلى الضرع وبول إلى المثانة ، وروث إلى المخرج ، وكل منها لا يشوب الآخر ولا يمازجه بعد انفصاله عنه ، ولا يتغير به فسبحان الله الذي أساغ لنا هذا الشراب.

 وفى السنة النبوية فنجد أن هناك بعض الأحاديث التى وردت فى ذكر اللبن منها عن النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم

وفي  حديثا شريف  (من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرًا منه، ومن سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم ما يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن).

ومع التقدم العلمي وتطور أساليب البحث العلمي أجريت العديد من الدراسات الحديثة التي أثبتت أن للبن فوائد صحية كبيرة وفي ذكر البعض منها ذكره الدكتور جميل قدسي دويك” مكتشف نظام الغذاء الميزان أن اللبن الرائب أو المخمر (ذو الطعم الحامض) هو أفضل من اللبن السائل أي الحليب.

وذلك لأن اللبن الرائب أي الزبادي يحتوي على أحماض أمينية أكثر تولدت من وجود العصية اللبنية , والتي تعتبر من العصيات المفيدة جدا لأمعاء الإنسان وتساهم في منع الغازات وتخفيض الكوليسترول وتثبيت فيتامين ك في الأمعاء وغيرها من الفوائد , كما أن اللبن المخمر الحامض لا يحتوي على اللاكتوز إلا قليلا إنما يكون اللاكتوز قد تحول إلى اللاكتيك أسيد أو حمض اللبن , وهو ما يجعله أكثر تحمل وسهولة في التناول عند المرضى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز

وقد نصح طبيب التغذية الفرنسي باسكال موداي الأم الحامل بضرورة شرب كوب من اللبن صباحا؛ لما يحتويه من الكالسيوم المفيد في نمو الهيكل العظمي للجنين، كما أنه يعمل على زيادة طول الطفل في مرحلة الشباب.

ويؤكد الطبيب الفرنسي ضرورة تناول اللبن والجبن والزبادي مع بداية الشهر السادس؛ لتكثيف الكالسيوم في عظام الجنين التي تتكون في الثلاثة شهور الأخيرة من الحمل، كما أنه يحتوي على البروتين الذي تحتاجه الأم في هذه المدة، “ألف ملليجرام من الكالسيوم يوميا  أما الأم التي لا تهتم بتناول الألبان فإن مولودها يكون أصغر حجما وأقل مقاومة من قبل جهازه المناعي.

أفادت أحدث البحوث الأمريكية أن تناول النساء للحليب ومنتجاته كاملة الدسم بدلاً من الخالية أو قليلة الدسم يقلل من خطر الإصابة بالعقم لديهن. وأوضحت البحوث التي أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة ونشرت نتائجها صحيفة نيويورك تايمز أن النساء اللاتي يتناولن منتجات الألبان كاملة الدسم تكون إمكانية إصابتهن بالعقم وضعف الإباضة أقل بنسبة 27 بالمئة مقارنة مع اللواتي يفضلن منتجات الحليب منزوعة الدسم. وأكدت الدراسة التي أجريت على عدد من النساء اللواتي ليس لهن تاريخ مرضي له علاقة بالعقم أو ضعف الإباضة منذ ثماني سنوات، أن تناول الحليب ومنتجاته كاملة الدسم يقلل من فشل احتمالات الإباضة إلى 50 بالمئة.

 وأوضح باحثون في جامعة مين الأمريكية أن كوباً من الحليب الكامل الدسم لا يفي باحتياجات الإنسان من العناصر الغذائية الضرورية فقط، بل يعمل على حمايته من تراجع قدراته الإدراكية بصورة ملموسة خاصة الذاكرة، وذلك بمعدل 5 أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين لم يعتادوا تناول الحليب يومياً.

وهكذا يتجلى لنا بوضوح السبق القرآني والإشارة النبوية إلى قيمة اللــــــبن الغذائية المتميزة في زمن لم يكــــــن يدرك الناس وقـــتئذ كيفية تكويــــن وتركيب اللبن وما يحتوي عليه من عناصر ومركبات الغذاء الحيوية المهمة التي لا تجتمع في شراب غيره ، اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه.

 صفاء الصالحي – ديالى

مشاركة