بترايوس يحذّر من تحديات جسيمة بعد إستعادة الموصل
الكيكي لـ (الزمان): إقليم نينوى خيار أكيد بعد التحرير
بغداد – محمد الصالحي
كشف رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي عن توجه (شعبي) لاقامة فدرالية مستقلة للمحافظة عقب تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، مشير الى ان القرار سيتخذ بعد التحرير باجماع احزاب المحافظة ، فيما حذر القائد السابق للقوات الامريكية في العراق والمدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس من تبعات مرحلة ما بعد استعادة الموصل ، مؤكداً إن مواجهة التنظيم لا تشكل تحديا كبيرا، لكن التحدي يكمن في مرحلة ما بعد إلحاق الهزيمة به. وقال الكيكي لـ(الزمان) امس ان ( التوجه الشعبي العام يتجه نحو اعلان محافظة نينوى اقليماً مستقلاً لادارة شؤونه الداخلية عقب تحرير المحافظة من تنظيم داعش الارهابي )، مستدركاً ان ( قرار اقامة الاقليم سيكون بتشاور جميع الاحزاب في المحافظة وسيكون باختيار اهالي المحافظة). ولفت الى ان ( القرار بحاجة الى استفتاء شعبي ضمن الدستور الاتحادي لاقرار الفدرالية وحدودها ضمن العراق الاتحادي). وبشان العمليات العسكرية الجارية بالقرب من المحافظة، ذكر الكيكي ان (عمليات نينوى حققت انتصارات كبيرة على داعش خلال الاشهر الماضية وتمكنت من تحرير قاعدة القيارة الجوية الستراتيجية التي ستكون منطلقا لتحرير مركز المحافظة ). وتابع ان ( قوات البيشمركة حققت انتصارات هامة خلال الايام الماضية وتمكنت من تحرير اكثر من 14 قرية في محوري كوير وخازر واقتربت من مركز المحافظة بشكل كبير)، داعيا الجميع الى (التوحد في مرحلة تحرير المحافظة ومحاربة التنظيم المتطرف ومن ثم الاتجاه الى ادارة المحافظة بالطريقة التي يختارها مواطنو نينوى ). واكد الكيكي (حاجة المجلس الملحة الى زيادة المساعدات الانسانية لاغاثة النازحين ولا سيما مع بدء انطلاق عمليات التحرير الكبرى)، مضيفاً ان (المجلس فاتح المنظمات الدولية وحكومتي الاقليم والمركز لزيادة الدعم واستقبال عدد كبير منهم وتوفير ابسط متطلبات الحياة للنازحين). في غضون ذلك، حذر بترايوس من تبعات مرحلة ما بعد استعادة الموصل.وقال في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن (قوات مشتركة من الجيش العراقي والبيشمركة والحشد السني والشيعي تستعد لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة داعش في الأشهر القليلة المقبلة وستحاول دخول الموصل والعمل على إعادة إعمارها وجلب الاستقرار لها وللمناطق المجاورة)، مضيفاً (لا شك في أن داعش سينهزم في هذه المعركة المتوقعة، ولكن المشكلة تكمن في مرحلة ما بعد استعادة الموصل، إذ أن التحدي يكمن في مدى جعل الشركاء العراقيين يتعاونون على إدارة الحكم في المدينة ،خاصة في ظل تعدد الجماعات العرقية والطوائف الدينية والقبائل وغيرها في محافظة نينوى من عرب وكرد وإيزيديين وتركمان وغيرهم). وتحدث بترايوس عن الصعاب التي واجهته في العراق عندما كان قائدا عسكريا ودخل الموصل في 2003 قبل أن يصبح قائدا لقوات التحالف في البلاد من 2007 إلى 2008 قائلاً إنه عندما دخل الموصل في ما مضى كانت لديه السلطة القانونية والقوات الضرورية لدعم تلك السلطة.وأضاف ( من الواضح أن قوات الولايات المتحدة الموجود في العراق الآن تفتقر إلى السلطة والأعداد التي كانت لديها في البلاد في (2003، مستدركاً إن (القوات الأمريكية أدت دورا أساسيا في النجاحات التي حققها العراقيون ضد داعش في الرمادي والفلوجة وتكريت وبيجي والقيارة ومواقع أخرى )، مضيفاً إن (قوات التحالف ستلحق أكبر الضرر بتنظيم داعش في الأسابيع المقبلمة، وإن المعركة في الموصل ستكون أقل حدة مما يخشى كثيرون، وعليه فإن إلحاق الهزيمة بالتنظيم سيكون أمرا سهلا في مقابل التحديات الجسام التي تلي ذلك).ورأى أن (أبرز هذه التحديات أيضا ما يتمثل في ضمان الأمن في مرحلة ما بعد الصراع وإعادة الإعمار، وفي إنشاء حكم يمثل الجميع ويستجيب لمطالبهم ويلقى قبولهم)، مشيراً إلى أن (العرب السنة في نينوى خصوصا يحتاجون إلى تطمينات كبيرة بأن مصالحهم ستكون ممثلة في الموصل وفي المحافظة بوضعهما الجديد، وكذلك الأمر بالنسبة للمواطنين الكرد في المحافظة من مختلف القوى السياسية، وكذلك بالنسبة للعرب الشيعة والسنة والتركمان والإيزيديين والمسيحيين والعديد من القبائل)، مضيفاً أن (المخرج الأمثل قد يكون من خلال تشكيل مجلس محافظة مثل الذي أقيم في 2003 ومن خلال عملية مشابهة). الى ذلك، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الحالة الإنسانية للنازحين العراقيين من الموصل.وقالت منسقة المنظمة للشؤون الإنسانية ليز غراندي إن (فرق الإغاثة الدولية تواجه صعوبات في إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين).وأضافت خلال مؤتمر صحفي مع وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد، أن (من بين المشكلات أزمة التمويل ومنع دخول الموظفين الدوليين وتسجيل المنظمات التطوعية). من جهته، اكد محمد إن (وزارة الهجرة غير قادرة على تحمل أعباء النازحين من الموصل وحدها).