
الكيزان ومعارك الكرامة – الطيب النقر
كيزان الحركة الإسلامية هم الذين منذ أحقاب وأدهار، يبذلون المهج رخيصة من أجل أن تبقى هذه الديار حرة طليقة، هم في الحق، أصحاب تلك الرحلة الطويلة المضنية في دروب الفداء، ولن يتحمل أي حزب، أو تنظيم سياسي، مكانهم برهة، لأن هذا الأمر سيكلفه شططا، ولأن شيعة هذا الحزب، أو ذاك التنظيم، لا ترضى أن تشهد معركة فوق رابية بعيدة أو قريبة، وأن ترى الموت يطبق أياديه على عنقها الغليظ، فيتركها هامدة، لا نأمة فيها ولا نفس.
الكوز وحده، هو الذي يرتاح لموسيقى الحرب أينما صدحت، ويتجاوب معها في طوايا نفسه، ويطمئن لعوالمها المدلهمة المظلمة، فالحركة الإسلامية التي تترفع عن مزاحمة الادعياء في السياسة، هي وحدها التي تخضع لناموس الجهاد، وتحتفي به، ولم يشعر»الشيطان» بالخيبة تلاحقه في كل مكان، فيسكن بعد اضطراب.
و يسترخى بعد نشاط، إلا ببذل تلك الحركة التي لا تهفو نفسها إلى معصية، وبفضل جهادها العنيف لكبح نفوذه القوي، وجملة القول أن تنظيم الحركة الإسلامية، هو الذي تصدى لهذه» الهمجية المعاصرة» مع الجيش والقوات المشتركة، والمساندة، من أجل أن يودعوا تابوت «الكيد اللئيم» إلـــى مثواه الأخير.
شباب الحركة الإسلامية، اضطلع بهذا العبء الثقيل، وكان طوع المشيئة، ورهن الإرادة، للقوات المسلحة التي لا تتحدث بأطراف الشفاه والعيون، كما يفعل أصحاب الشعر المتناثر «عربان الشتات»، لقد رافق شباب وكهول الحركة الإسلامية، القوات المسلحة في مطافها، وكانوا من أفضل «المنافحين الذائدين» عن حياض السودان.
نزعم هذا الزعم دون تحفظ، لأن شباب الحركة الإسلامية، يتفاوتون عن نواطير الشباب في التنظيمات الأخرى، الذين لم يكن لهم في هذه المأساة شأن، ولم يعرف لهم الجيش تضحية، وعلى كل حال. لقد اقترن إسم الحركة الإسلامية بكثير من بطولات هذه «الكريهة» التي دارت رحاها في نواحي شتى من هذا البلد الواسع المترامي الأطراف، الأمر الذي يبرهن بوضوح، أن هيامها بهذا «القطر» لا يضاهيه أي هيام، فما لا يند عن ذهن، أو يلتوي على خاطر. أن عشق» الحركة الإسلامية» للسودان هو الذي جعلها تأنف من هذه الحياة «الضاوية الصاخبة» التي استجاشتها وحركتها صوب الجهاد والاستشهاد.

















