الكويت تقدم لمصر 4 مليارات دولار كمساعدة عاجلة
دور الدوحة يتراجع لصالح الرياض وأبوظبي في الشرق الاوسط
دبي ــ ا ف ب
الكويت ــ رويترز
قررت دولة الكويت الغنية بالنفط تقديم مساعدات عاجلة لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الكويتية الرسمية كونا امس .وتشمل هذه المساعدات وديعة بقيمة ملياري دولار للبنك المركزي المصري ومليار دولار أخري منحة لا ترد إضافة إلى نفط ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار كمنحة.ونقلت الوكالة عن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبد الله الصباح قوله إن مجلس الوزراء الكويتي اعتمد قرارا بهذه المساعدات تنفيذا لتوجيهات سمو الأمير. ويصل بذلك مجموع المساعدات الخليجية لمصر الى 12 مليار دولار منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وتعاني مصر من تضخم فاتورة دعم المشتقات النفطية والطاقة بصورة متفاقمة منذ ثورة 25 يناير 2011، كما تنفق الحكومة اكثر من 20 في المئة من الناتج القومي على دعم الوقود.وسارعت دول عربية خليجية تنتابها شكوك في جماعة الاخوان المسلمين منذ فترة طويلة الى تقديم مساعدات مالية يمكن ان تخفف الضغوط على السلطات الانتقالية في وقت تعاني فيه البلاد من ركود اقتصادي.وعرضت دولة الامارات العربية المتحدة تقديم منحة قيمتها مليار دولار بالإضافة الى قرض قيمته مليارا دولار. وعرضت السعودية تقديم ثلاثة مليارات دولار نقدا وقروض بالاضافة الى وقود بقيمة ملياري دولار.إلى ذلك ويبدو ان دور قطر، الداعم الاكبر لجماعة الاخوان المسلمين، بدأ يتراجع على الساحة الاقليمية لصالح السعودية التي باتت تمسك بزمام المبادرة في الملفات الرئيسية مثل مصر وسوريا. وادى قرار الجيش المصري عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي، وانتخاب مقرب من السعودية رئيسا للمعارضة السورية هو احمد عاصي الجربا، واستقالة رئيس الحكومة السورية الموقتة غسان هيتو المحسوب على قطر الى تحجيم طموحات الدوحة.
وقال المحلل الكويتي عايد المناع ان قطر حاولت تولي دور القيادة في المنطقة لكنها تجاوزت حدودها عبر تبنيها علانية للاخوان المسلمين في مصر وسوريا وغيرها من دول الربيع العربي .
ويؤيد هذا الراي جوناثان ايال رئيس قسم العلاقات الدولية في رويال يونايتد سرفيسز انستيتوت في بريطانيا.
ونقلت عنه صحيفة ناشونال الاماراتية قوله ان دبلوماسية قطر الشرق اوسطية انحسرت اليوم فهي لم تنجح في ليبيا كما انها فشلت في سوريا وتشهد انهيارا في مصر . واضاف المناع ان القطريين، بعد ان ادركوا الاضرار الناجمة عن سياستهم، عملوا على خفض مستوى اندفاعهم الذي حده التغيير في راس هرم الحكم مع تخلي الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني المفاجئ عن العرش لصالح نجله الشيح تميم وابعاد مهندس دبلوماسية الامارة الصغيرة الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني.
وتابع بالتالي، استعادت السعودية الحليف التاريخي للولايات المتحدة في المنطقة، دورها السابق .
والمؤشر على هذه العودة القوية، اعلان السعودية والامارات الثلاثاء عن مساعدات لمصر بحجم خمسة مليارات وثلاثة مليارات دولار على التوالي, كما ان هذين البلدين كانا من اوائل الذين قدموا التهنئة للرئيس المصري الموقت عدلي منصور اثر عزل محمد مرسي.
من جهته، قال مدير مركز الخليج للابحاث عبد العزيز الصقر ان السعودية تسير في اتجاه ضمان الاستقرار في دول الربيع العربي بغض النظر عن المصالح الايديولوجية. فالمملكة دعمت مصر الاخوانية ولكن فشل الاخوان في تحقيق الاستقرار وادارة الدولة بشكل حكيم دفع المملكة لاعادة النظر في دعمها لحكم الاخوان .
لكن الباحث قلل من اهمية التنافس بين السعودية وقطر اللتين تسعيان الى بسط نفوذهما في دول الربيع العربي، ومنع اي حركات احتجاج داخلية لديهما.
وتابع الصقر ان التفاهمات السعودية القطرية لازالت قائمة ولا توجد حالة صراع بين الجانبين بل هناك من دون شك، اختلافات في الرؤى . وكدليل على التفاهمات، اشار الى ان الرياض هي العاصمة الاولى التي اعلمت بخطة التغيير في قطر بكامل تفاصيلها قبل ما يقارب الستة اشهر من حدوثها. وكان الموقف في الرياض هو الترحيب والدعم لقرار العائلة المالكة في قطر .
وطالما كانت العلاقات منذ زمن بعيد متوترة او ان الثقة ضعيفة بين البلدين اللذين يشجعان نمطين مختلفين من الاسلام السياسي الذي برز الى العلن بكل قوة مع الاحتجاجات التي شهدها العالم العربي. وتدعم قطر الاحزاب المنبثقة من رحم الاخوان المسلمين او تلك التي تدور في فلكهم لكن تجربتهم دامت فترة زمنية قصيرة بالرغم من الزخم الاعلامي الذي وفرته لهم قناة الجزيرة القطرية.
في المقابل، تدعم السعودية التيارات السلفية التي تركز غالبيتها على السلوكيات والالتزام بقواعد الاسلام مثل فرض الحجاب ومنع الاختلاط بين الجنسين.
وقد اعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء الثلاثاء ان المملكة لن تقبل اطلاقا باحزاب لا تقود الا للنزاع او بان يقوم متطرفون يعملون لمصالحهم الخاصة باستغلال الاسلام.
واضاف ان الاسلام يرفض الفرقة باسم تيار هنا وآخر هناك، واحزاب مثلها تسير في غياهب ظلمتها ضلت السبيل، والمملكة بذلك تعلن بانها لن تقبل اطلاقا وفي اي حال من الاحوال ان يخرج احد في بلادنا ممتطيا او منتميا لاحزاب ما انزل الله بها من سلطان، لا تقود الا للنزاع والفشل .
لكن المحلل والوزير البحريني السابق علي فخرو قال ان المستقبل السياسي للمنطقة لا تقرره قطر او السعودية انما الشعوب العربية التي لن تقبل اخطاء 14 قرنا من الزمن في اشارة الى التاويلات السائدة لمبادئ الاسلام.
AZP02