الكويتيون ينتظرون نتائج انتخابات مجلس الأمة لحسم الازمة السياسية

الكويت‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬الزمان‭ ‬

‭ ‬انهى‭ ‬الكويتيون‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الإدلاء‭ ‬بأصواتهم‭ ‬لاختيار‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬سابع‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬تُجرى‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬النتائج‭ ‬صباح‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تشهد‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أزمات‭ ‬سياسية‭ ‬متكررة‭. ‬ودُعي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬793‭ ‬ألف‭ ‬ناخب‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬لاختيار‭ ‬50‭ ‬نائبًا‭ ‬لولاية‭ ‬مدّتها‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يتمتّع‭ ‬بحياة‭ ‬سياسية‭ ‬نشطة ويحظى‭ ‬برلمانه‭ ‬بسلطات‭ ‬تشريعية‭ ‬واسعة‭ ‬ويشهد‭ ‬مناقشات‭ ‬حادّة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬خلافاً‭ ‬لسائر‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

في‭ ‬مركز‭ ‬اقتراع‭ ‬مخصص‭ ‬للنساء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجابرية‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬العاصمة،‭ ‬قالت‭ ‬معصومة‭ ‬عاشور‭ ‬بوصفر‭ (‬64‭ ‬عامًا‭) ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬بعد‭ ‬الإدلاء‭ ‬بصوتها‭ ‬وهي‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك،‭ ‬‮«‬جئتُ‭ ‬لممارسة‭ ‬واجبي‭ ‬الوطني‭ ‬وكلّي‭ ‬أمل‭ ‬بأن‭ ‬تتحسن‭ ‬الأمور‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬أجواء‭ ‬هادئة‭ ‬تخيم‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬أمام‭ ‬المركز،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬تُرفع‭ ‬لافتات‭ ‬ولا‭ ‬صور‭ ‬لمرشحين‭ ‬وغاب‭ ‬المندوبون‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لتشجيع‭ ‬الناخبين‭ ‬على‭ ‬التصويت‭ ‬للمرشّحين‭ ‬الذين‭ ‬يمثّلونهم‭.‬

وخاض‭ ‬الانتخابات‭ ‬207‭ ‬مرشحين،‭ ‬بينهم‭ ‬13‭ ‬امرأة،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬عدد‭ ‬مرشحين‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1996‭.‬‮ ‬

وتساءلت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجريدة‮»‬‭ ‬الكويتيّة‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الصادر‭ ‬الثلاثاء‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬سينعكس‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‮»‬‭. ‬وتوقّعت‭ ‬النائبة‭ ‬السابقة‭ ‬والمرشحة‭ ‬جنان‭ ‬بوشهري‭ ‬مشاركة‭ ‬الكويتيين‭ ‬في‭ ‬الاقتراع‭ ‬رغم‭ ‬حالة‭ ‬الاحباط‭ ‬السائدة‭. ‬وقالت لوكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدلي‭ ‬بصوتها‭ ‬‮«‬يبقى‭ ‬إيماننا‭ ‬قائم‭ ‬ودائم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الحكم‭ ‬بالدولة‮»‬‭.‬

وتُمسِك‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬الصباح‭ ‬بمقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬وتوكل‭ ‬إلى‭ ‬أفرادها‭ ‬غالبية‭ ‬الحقائب‭ ‬السيادية‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭. ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬النواب‭ ‬لا‭ ‬يتردّدون‭ ‬في‭ ‬مساءلة‭ ‬الوزراء‭ ‬المقرّبين‭ ‬منها‭ ‬حول‭ ‬ملفات‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الأموال‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬الفساد‭.‬

وشاركت‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الانتخابية‭ ‬الثلاثاء‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أنهت‭ ‬مقاطعتها‭ ‬للانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

وخشية‭ ‬حصول‭ ‬امتناع‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاقتراع،‭ ‬نشرت‭ ‬السلطات‭ ‬لافتات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬لدعوة‭ ‬المواطنين‭ ‬للتصويت‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬ثاني‭ ‬انتخابات‭ ‬خلال‭ ‬عامين‭ ‬بعدما‭ ‬حُلّ‭ ‬البرلمان‭ ‬السابق‭ ‬إثر‭ ‬مناكفات‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭.‬

رأى‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬ولاية‭ ‬بنسلفانيا‭ ‬الأميركية‭ ‬دانيال‭ ‬تافانا،‭ ‬‮«‬يشعر‭ ‬كثرٌ‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أنه‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬تخدمهم‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬لوكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭ ‬إن‭ ‬‮«‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬تعطل‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭… ‬ولأن‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬يتعاملون‭ ‬بشكل‭ ‬مسؤول‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬ولا‭ ‬يضعون‭ ‬ولا‭ ‬ينفذون‭ ‬إصلاحات‭ ‬تحظى‭ ‬بقبول‭ ‬واسع‮»‬‭.‬

مشاركة