الكهرباء عقد إذعان ولكن – شامل بردان
قانونا، اي عقد يكون فيه الطرف فارضا لشروطه دون مفاوضات او شروط من الطرف الاخر، فهو عقد اذعان، ومثاله خدمة الكهرباء الوطنية او الخاصة، فصاحب السلعة يملي شروطه وليس للمستفيد ان يصحح او يلغي او يعدل الشروط، فأن قبل العقد قبله كما يريد صاحب السلعة وان رفض فلا خدمة له.
في المقابل، فهناك نظرية قانونية اسمها الظروف الطارئة، مثل الحرب و الاحداث التي تعطل سير العمل، وقد راعى القانون العراقي هذه الظروف، ذلك انها تحول دون الالتزامات سواء من الافراد ام الدولة.
الكهرباء في العراق قضية كارثية، بدليل انتشار الكهرباء الخاصة بديلا عنها و بأثمان انهكت و تنهك جيب و صحة المواطن، وكثرت بشأن الكهرباء قضايا و مؤتمرات و صارت محل نزاع سياسي بعد ان صرفت دولة العراق قرابة الاربعين مليار دولار امريكي لاعادة وضعها السابق ايام كانت تصدر للمنطقة الشمالية من المملكة السعودية و مناطق من شرق الاردن، لكن بلا طائل، ولعل قضية اقتحام منزل وزيرها السابق خير قرينة على حجم الضغط الذي يحسه الكاظمي من هذه الوزارة.
ان تعطيل الحياة في العراق خلال ازمة كورونا وما رافقه من تجفيف احتياطي مالي حكومي و مواطني، دفع الحكومة للبحث عن بدائل و التقليب في دفاتر ديونها عند الاهالي، ومنها اعادة جباية اموال الكهرباء، وهنا لابد من يتوافر شرطان ثانيهما دقة القراءة و اولهما تقدير وضع الافراد والمؤسسات على السداد، فأذا كانت حكومة بحجم العراق قد تعسرت بسداد رواتب مواطنيها، فكيف برعايا الدولة؟
