الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية في مرمى الدوائر الفاتيكانية – لويس إقليمس

همسات ساخنة.. ومضات هادئة

الكنيسة السريانية الأنطاكية الكاثوليكية في مرمى الدوائر الفاتيكانية – لويس إقليمس

منذ عقود، لم تكن كنيسة العراق بمنأى عن الأحداث العالمية في ضوء ما شهدته المنطقة من تغيّرات وتحدّيات وولاءات اختلفت بحسب وجهات نظر قادة سفنها وتوجهاتهم وانتماءاتهم التي خرجت لدى بعضهم عن استقامة الرسالة الرسولية التي ائتُمنوا عليها يوم تولّيهم «خدمة» قيادتها وليس «سلطة» إدارتها. كلماتٌ قد تبدو مثيرة للريبة وقابلة للشك والتشكيك والطعن في مسيرة بعض هذه الرئاسات بل «السلطات» التي وضعت نفسَها في فوّهة المدفع وبين أسنان الطعن في بعضٍ من أدائها وسلوكياتها غير المستحبة. وأنا هنا لا أقصد قط الرئاسات الكبرى المتمثلة ببطاركة صاروا رعاةً منتخَبين بطريقة غير محسوبة النتائج في أحيانٍ كثيرة لكونها أتت جرّاء حوادث أو أحداث مشوبة بقرارات جدلية لا يحسنُ بي ولا بغيري أن يتطرّقَ إلى حيثياتها وأولياتها لأنّ من شأن ذلك أن يثير زوابع رعدية نحن في غنى عنها، وحيث يجدر بالقواعد الكنسية المتمثلة بمختلف الأتباع بتنوع أفكارهم وثقافاتهم ووجهات نظرهم بصدد ما جرى وما يجري كي تقول رأيها بصراحة الإنسان الواعي بعيدًا عن أشكال العاطفة والتعاطف غير المبرّر. فحين يكون مصير الجماعة على المحكّ يتطلّبُ الأمر الابتعاد عن هذه المجاملات بلا قيد ولا حدّ ولا خشية من قول كلمة الحق. فهناك أساقفة ورؤساء أبرشيات دخلوا أو تداخلوا مع افتراضات رئاساتهم وميولهم غير الراعوية وتوجهاتهم غير الرسولية لأجل نيل مكاسب شخصية في أدائهم بالولاء لصالح هذه الرئاسة أو تلك، أو باختلاط وتخبّط هذه المصالح مع جهات سياسية أو اجتماعية أو عائلية ليثبتوا للمقابل سوءَ تناغمهم مع الخدمة الخالصة من أجل منفعة أبناء الرعايا المحسوبين أحيانًا سربًا من الأغنام في نظر البعض من هذه الرئاسات وبما يُمكّنهم من سوقهم كما تشاء هذه الأخيرة بمختلف درجاتها وبما يُسمّونه مبرّرات الولاء والطاعة لرجال الكنيسة. وهذا ربما ينطبق اليوم على جميع الفرق الكنسية وطوائفها من دون تمييز ولا تسييس ولا طعن في هذا أو ذاك، كما على أيو رئاسات من أية أديانٍ أخرى.

لستُ هنا بصدد خلط الأوراق المتعفنة في بعضٍ من مواقع الرئاسات الكنسية في عراقنا الجريح وسواه من دول المنطقة، وتعميم ما يجري على الجميع بقدر ما أودّ تسليط الأضواء الصادقة والمنيرة حول خطوة بابا الفاتيكان الأخيرة ودائرة الكنائس الشرقية في سعيٍ للمّ الشمل ووضع النقاط على الحروف لصالح أكبر طائفتين تنتميان لكنائس رسولية شرقية أصيلة تتبعان الدوائر الفاتيكانية من حيث الأهمية والعدد بالدعوة لعقد سينودسهما تحت أنظارها. وأقصد هنا الطائفة الكلدانية التي لا تُحسد عليها أحوالُها منذ سنوات بعد اشتداد النعرات وتصاعد الاختلافات في إدارتها العليا بطريقة غير مقبولة حيث يُفترضُ بكنيستها الرسولية الجامعة أن تكون حاضنة لجميع رعايا إبرشياتها من شمالها إلى جنوبها من دون تجاهل أو تهاون في متابعة أحوال كنائسها في الداخل كما في دول الاغتراب والشتات. ولكنّي في كلّ الأحوال، ليس من حقي التطرّق إلى خصوصياتها لكوني من خارجها راعويًا، والأكثر لكوني أكنّ لرئاستها العليا كلَّ التقدير والاحترام وأتمنى اليوم الذي تشهد فيه هذه الرئاسة تحوّلاً أو بالأحرى تغييرًا في نمط الإدارة بطريقة شفافة وغير اضطرارية لكونها لا تخلو من مزايا كثيرة في الفكر والثقافة والعلوم اللاهوتية والفلسفية والنظرية والاجتماعية والعلاقات على الصعيد الشخصي والمحلّي والوطني والإقليمي والدولي على السواء. ولو صَفَت النوايا واستوت الأفكار لدى بعض أساقفتها وامتزجت بروح المحبة المسيحية والعطاء الرسولي الخالي من أدران المصالح المادية الشخصية «التجارية» و»الدعائية» لبعضٍ منها والتي كانت السبب في انشقاق فكري وصراعٍ شخصيّ غير مبرّر، لكانت رسمت ملامح طيبة في طريق الخدمة الصحيحة الصالحة في كلّ زمانٍ ومكان.

خللٌ في إدارة الطائفة والكنيسة السريانية

سيكون تركيزي في الأسطر التالية حول كنيستي السريانية الأنطاكية الكاثوليكية ورئاستها المضطربة والحاشية التي تحيط بها بسبب ما شابها من نقاط ضعفٍ كثيرة وكبيرة لم توفق في سنواتها الأخيرة في رأب الصدع فيما بين أسقفياتها المتواضعة في العراق وسوريا ولبنان وبلدان الشتات على السواء. ولن أتطرّق بإسهابٍ عن أحوال بعضها وما شهدته من ضعفٍ في الأداء الرسولي والنهج الإداري غير المستقرّ في تسيير شؤون الكنائس وإدارة ملف الكهنة الذين تحزبوا لهذا أو ذاك ممّا زاد من أشكال الامتعاض في أوساط رعاياهم وفي أوساطهم على السواء، ما حدا بالعديد منهم للابتعاد عن خدمة أبناء رعاياهم وشدّ الرحال إلى رعايا غربية احتظنتهم بكلّ أريحية وسرور وفرح غامر، وآخرين آثروا الانشقاق والانتماء إلى كنائس شقيقة رحّبت بهم هي الأخرى بكلّ محبة لكونهم هبة ونعمة وعطيةً مجانية من لدن الرب. كما فشلت محاولة تنشيط الحركة الرهبانية في الطائفة للأسباب التي يعلمُها بعضُ القريبين والمتابعين للأحداث ويجهلُها الكثيرون بسبب الخلل في إدارة هذا النشاط الحيوي المهمّ المخطَّط له رفدَ الطائفة بعناصر شبابية متوثبة حيّة لم تنجح الرئاسة في احتوائهم وتوجيههم للخدمة الرسولية المجانية كما كانوا يحلمون ويخططون.

أنا كما غيري، لا ننكر ما تعرّضت له رعايا بعض المدن والبلدات والقرى المسيحية لاسيّما في سهل نينوى قبل وعقب التهجير القسري في 2014، ولاحقًا ما أفرزته حادثة قاعة العرس في بغديدا/ قرقوش التي عمّقت الشرخ بين الرئاسات والرعايا. هذا من دون أن ننسى ما سبقها من خلافات عميقة بين الرئاسة العليا وبعض رؤساء الإبرشيات حول ملف إدارة الكهنة التي أخذت حيّزًا وافرًا في الأحداث. وهذا ما يعبّر عن شدّة الخلافات القائمة التي ماتزال الكثير منها بلا حلول مقنعة، ما أدّى إلى انشقاق كهنة شباب وانخراطهم وانتمائهم إلى كنائس شقيقة أخرى نتيجة الإهمال واللاّمبالاة وفقدان الحكمة والغيرة والحرص الرسولي والكنسي في معالجة مكامن الخلل والفشل في إيجاد الحلول المناسبة لها .

ولهم وتحاشي الاستماع إلى أصحاب الشكاوى المطالبين بالإصلاح والتجدّد والاهتمام الوافي واستبدالها بقرار جائر بالتحريم الكنسي العلنيّ للبعض من مخالفي الرأي المطالبين بالإصلاح.

في المحصّلة، كان لا بدّ من التئام الرئاسة الكنسية الأنطاكية السريانية الكاثوليكية في مجمعٍ عام تحت رايةٍ عليا مؤثرة تطالبُها بضرورة الإصلاح والتغيير الإيجابيّ. وهذا ما حصل بالفعل، ولكن ليس كما كان يحلو لغبطة ربّانها والحاشية المحيطة والمؤيدة بلا اعتراض ولا نقاش عبر مجمع «سينودس» تقليدي سنوي يجمعهم في عقر الدار البطريريكية في «الشرفة» في شهر تشرينيّ سنويّ كي يُسبغ على الحضور نعمة الطاعة والخضوع وتمشية الأمور بالمماطلة من أجل تحاشي أية تأثيرات جانبية قد تعكس صحة رؤية التيار الآخر المعارض سرًّا وفي الكواليس والمطالِب بإصلاح الأحوال والتغيير المنتظَر. وهنا لا بدّ من التذكير بضرورة  إتاحة فسحة معقولة من إبداء الرأي للرعايا أيضًا ومنحهم شيئًا من الحق بالمشاركة بطريقة أو باخرى في اختيار أساقفة إبرشياتهم وإدارة كنائسهم ضمن جهود الإصلاح المطلوبة في الطائفة، وأنا من ضمنهم. فالكنيسة مؤسسة جماعية واجتماعية ودينية في آنٍ معًا، وهي تشكلُ بمجملها جمعَ المؤمنين ولا تقتصر على الأسقف والكاهن فحسب والراهب والراهبة فحسب!

كنيستنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية على مفترق طرق

في رأيي ما جرى في حضرة بابا الفاتيكان وفريقه في مجلس الكنائس الشرقية كان ضمن السيناريو التالي بحسب تسريبات وتوقعات. ففي دعوة «البابا لاون الرابع عشر» رئاسةَ الطائفة السريانية الكاثوليكية لعقد سينودسها العادي العام في روما وافتتاحه شخصيًا لأعماله في 1 تموز 2025، يشعرُ المتابع للأحداث أن تلك الدعوة كانت بمثابة استدعاء للحوار والفهم المباشر للأحوال، ولا أقول استجواب كي لا يزعل منّي البعض بالرغم من محبتي الوافرة والصادقة للجميع وحرصي على انتعاش هذه الطائفة أينما تواجد أتباعُها. فهذه الدعوة البابوية لم تكن في حقيقة الواقع مصادفةً أو لأجل الترف السياحي أو الوجاهيّ للقاء قداسته فحسب. بل كانت إيذانًا بضرورة بدء مرحلة مختلفة من العمل الرسولي مع الفريق البابوي المتمثل برئاسة مجمع الكنائس الشرقية وسكرتارية الدولة اللتين كما يبدو، تحتفظان بمعلومات وبيانات وافرة عن واقع هذه الكنيسة والتحديات التي واجهتها وماتزال منذ سنوات بغية تغيير الواقع المتردّي وحلّ الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الرئاسة العليا ورئاسات الإبرشيات وكهنتها ورعاياها وبهدف نزع فتيل التوتر وتجاوز المراوحة في ذات الواقع من دون تجدّد أو تغيير أو زيادة «النعمة فوق نعمة». وبحسب معلوماتي الشخصية، إنّ دوائر فاتيكانية عديدة، ومنها رئاسة مجلس الكنائس الشرقية والأمانة العامة لسكرتارية الدولة، قد وردت إليهما عشرات التقارير والرسائل والشكاوى من جهات عديدة من داخل العائلة السريانية الكاثوليكية، من كنسيّين وعلمانيّين، ولاسيّما من العراق، وذلك بعد تصاعد شكل الاختلافات بين عدد من أسقفيات الطائفة والكهنة مع رئاستها، واصطدامها بواقع من جدار المماطلة من جانب هذه الأخيرة وعدم استشفاف الرغبة الحقيقية لديها بتغيير الواقع المرير لبعض الأبرشيات بسبب الانقسام في الرأي وتقاطع الرؤى والتوجهات بين جماعة الكهنة واساقفتهم مع الإدارة البطريركية وحاشيتها خلال السنوات القليلة الماضية. لذا ارتأت الدائرة المقرّبة من البابا الجديد أن يدعو قداستُه إلى التئام السينودس قبل موعده المقرّر في روما بالذات ليكون بعيدًا عن أية تاثيرات جانبية من الرئاسة العليا للطائفة وحاشيتها ومَن يمكن أن يكون له شكلٌ من التأثير في مسار إكمال كنائس الطائفة لدورها الخدمي الرسولي ورعايتها الصحيحة لأتباعها ورعاياها في أية بقعة أو بلدٍ تعيشُ فيه وتحتاجه من خدمة كنسية أو راعوية. وفي بداية الجلسة الأولى، كما تشير التقارير، دعا قداستُه المشاركين في السينودس للابتهال إلى «الروح القدس كي يهدي الآباء لما فيه خيرُ الكنيسة والمؤمنين والعمل للحقّ بالمحبة وإتمام الخدمة بقلبٍ واحد وفقًا لمشيئة الله عبر اكتشاف الاحتياجات الضرورية للرسالة الإنجيلية والسعي لعيش الشركة والرسالة والوحدة على غرار أوتار القيثارة». ثمّ جاءَ تشديدُ قداسته على مجمل هذه النقاط وغيرها إيمانًا منه بعراقة هذه الكنيسة التاريخية وتقديرًا لشخصياتها السريانية الفذّة التي رسمت طقوس الكنائس وزيّنتها بقصائد تُنعش بكلماتها وأشعارها الألباب وتسمو بالنفس البشرية إلى سماء الخالق.

والسؤال هنا، ما هي يا ترى أهمّ الاجراءات التي يمكن أن يكون الكرسي الرسولي قد تطرّقَ إليها أو أوصى بها أو فرضها من أجل المضيّ في سبيل إصلاح ما انكسرَ في كنائس هذه الطائفة بحيث خلقَ شرخًا بين الرئاسة الإنطاكية السريانية الكاثوليكية وبعض أسقفياتها وعددٍ كبيرٍ من كهنتها كي لا ينعكس هذا على العمل الرسولي والعلاقة بين الراعي والرعية؟ بطبيعة الحال، لا يمكن أن يحصل كلّ هذا التبرير بضرورة الإصلاح من دون التأكيد على الأولويات في صحة وسلامة رعايا الطائفة أينما تواجدوا في ضوء اختبارهم لأشكال المحن والتحديات التي واجهوها سواءً في العراق أو سوريا أو لبنان قبل بدء رحلة الهجرات المؤلمة التي كادت تُفرغ هذه البلدان الثلاثة الرئيسية من رعاياها الأصليين في أراضي الآباء والأجداد لحدّ قفر كنائس هذه الأخيرة وندرة مرتاديها، إلاّ في البلدة السريانية الأصيلة بغديدا/ قرقوش التي ماتزال تشكّلُ النهرَ السرياني الفائض بالحيوية وبالكثير من التطلعات والنشاط وحركة الإصلاح على السواء. من هنا يكون من الطبيعي أن يشدّد قداسة البابا على الخدمة المجانية إيمانًا بوصية المسيح رأس الكنيسة الجامعة الذي دعا تلاميذَه «ليَخدُموا لا ليُخدموا». وهذا أصل الإصلاح المطلوب في هذا السينودس الخاص من أجل تلافي أية إشكاليات حصلت بين مشاركين بحسب معلومات مسرّبة من أروقة الاجتماع التي ربما رافقتها  أيضًا مشادات كلامية وخلافات واختلافات في الرأي والرؤية ما يعكس عدم رضا من جانب أغلبية المشاركين الذين أبدوا استعدادًا لحجب الثقة بالرئاسة الحالية والاستعداد لتقبّل تغيير مرتقب في الهرم الكنسي للطائفة وفي الحاشية التي تحيط برئاستها، باستثناء عددٍ يسيرٍ من أساقفة لا يتجاوزون أقلّ من أصابع اليد ممّن لم تسرّهم هذه الدعوات من أجل التغيير. ويبدو أن هناك دعوة صريحة في خاتمة السينودس برغبة ملحّة لدى غالبية أساقفة الطائفة لاستقالة غبطة البطريريك «يوسف يونان» وفقَ ما حدّدته الدوائر الفاتيكانية المعنية على ألاّ تتجاوز المهلة المتوقعة فترة أعياد الميلاد القادمة لتنفيذ ما ارتآه غالبية آباء السينودس الذين ضمّوا أصواتَهم إلى صوت الدوائر الفاتيكانية المعنية. وهنا لا يسعنا تأكيد أو نفي ما حصل وما يُنتظر من إجراء تنفيذي مرتقب. فالعهدة على ناقل التسريب من كواليس السينودس. وأنا لستُ أجيد غير ترديد مقولة «ناقلُ الكفر ليسَ بكافر»!

إلى ذلك اليوم السارّ بالرغبة الصادقة لدى الطيبين والحريصين على ترتيب البيت السرياني الأنطاكي   الكاثوليكي، نتطلع للعمل معًا من أجل توفيق آباء السينودس للاتفاق قريبًا على أدوات التغيير الصحيح والصادق في نمط الخدمة الكنسية وإدارة رئاسة الطائفة وكنيستها الرسولية من أجل إنقاذها من الأداء المترهّل والمماطل والمتجاهل لدعوات التصحيح والإصلاح في إيجاد الحلول الإدارية والكنسية بعيدًا عن رؤية وتأثير الحاشية البيروقراطية المحيطة بالرئاسة أو أية تأثيرات سياسية أو ما ماشابهها. فتعاونُ الجميع على طريق التغيير الصحيح والأداء الخدمي الرسولي المأمول بالتوافق والحوار والاستماع للرأي الآخر سوف يقود بالتأكيد لامتصاص نقمة الرعايا إزاء بعض الرعاة مثيري الجدل، والمساعدة بفتح آفاقٍ جديدة على مسار تجديد الخطاب وتحسين العلاقة بين الأطراف جميعًا، أساقفةً وكهنة وإكليروسًا وشعبًا، والعمل على تنشيط همم الجميع لأجل تقدّم الطائفة وكنائسها المنتشرة في بلدان الاغتراب كما في بلدان الأصالة التي تحتفظ بعراقة شخصياتها وقدّيسيها وآبائها العظام وشهدائها الكبار.

مشاركة