الكليات الأهلية خطوة ثابته وتوسع قادم

الكليات الأهلية خطوة ثابته وتوسع قادم

لو كان التاريخ سمع أصوات العلماء لكان طريق البشرية حتى اليوم أقل دماء وأسرع نضجاً وأوسع معرفة وأكثر تحسباً للأنسان وظروفه. وحكاية الدراسة والتعليم والرقي بالشهادة في عراقنا الجديد حكاية حزينة وطويلة. لكن مع كل المواجهات اليومية التي يتعرض لها الفرد العراقي مازالت خطوته ثابته و قوية في المواجهة ولكي يكون في الطليعة ممن يطلبون العلم والتحصين الذهني والطموح بالحصول على اعلى الشهادات . فالعقلية العراقية أصبحت أكثر تنور وأستيعاب لأهمية الشهادة والدراسة والثقافة والتعلم فالغذاء اليوم ليس للبطون فقط بل غذاء العقل بات أشدّ أهمية .

فالأنفتاح على الثقافات و تبادل الخبرات أخذ يأخذ صوراً شتى مختلفة ومجالات متعددة وأختصاصات دقيقة ومهمة في حياتنا العملية والعلمية وهذا بالتأكيد يتطلب الرقي بمستوى الفرد الثقافي والعلمي فكانت أنطلاقة الحكومة رغم التداعيات السياسية والتناحرات التحزبية قائمة على قدمٍ وساق وصار الأهتمام ملحوظاً من خلال  التوسع في فتح الكليات والجامعات وتوسيع الأقسام فيها أمراً مشهوداً بل ملموساً ولا مجال لأنكاره بل على العكس صارت الأسرة العراقية ترى تحقيق طموحاتها وطموحات أبنائها بات أمراً سهلاً اليوم فالرعاية التي توليها الحكومة في هذا المجال فحث الدارسين على التفوق و لتنافس في الحصول على المقاعد الدراسية في ظل الأعداد المتزايدة للطلبة المتقدمين للجامعات والكليات ومنحها الموافقات لفتح الكليات الأهلية والدراسات المسائية وتقديم التسهيلات الممكنة ضمن الضوابط المتفق عليها وفق مقتضيات الحالة الجديدة التي تفرض نفسها على الواقع الأجتماعي والثقافي نلمس قطوفها و نجني ثمارها . ان هذه الأجراءات دفعتنا نحن كأكاديميين أن نرى الغد مشرقاً بأعيننا . فأندفعنا أيماناً منا في هذه الثورة العلمية للتقرب ومواكبة ما حققت هذه الكليات والجامعات من تقدم فكان ميدان حديثنا عن كلية السلام الأهلية الجامعة الكائنة بنايتها في منطقة الدورة هذه الكلية التي تستقطب أعداد كثيرة ومتزايدة سنوياً لتكون تحت مجهر الصحافة والأعلام كمثال حَي لهذه النهضة العلمية العراقية التي يشار لها بالبنان. ومن خلال حديثنا مع الأستاذ الدكتور (جعفر عليوي موسى) التدريسي في كلية الأدب / جامعة بابل والذي يشغل منصب عميد كلية السلام الجامعة الأهلية وسؤالنا عن أخر ما وصلت إليه هذه الكلية من أنجازات علمية ؟ فقال : أن واقع حال الكلية هو من يجيب عن سؤالكم، من خلال مشاهداتكم الميدانية و لمسكم لحقيقة التطور الذي تشهده هذه الكلية و النجاحات و المستويات العالية لأساتذتها المتحصنين بالمادة العلمية وتستطيعون ان تستشفوا من حواراتكم مع طلبتنا عن أحوال الكلية وما نعمل به جاهدين من أجل أن تكون من أفضل الكليات الأهلية وتتنافس بمتانة التحصيل العلمي لخريجيها مع خريجي الكليات الرسمية . وكذلك أهتمامنا الواضح بالبناية وجعلها مؤهلة مهنياً لأستقبال المتقدمين من طلبة العلم بما يليق بتوجهاتهم الثقافية الرصينة والجادة وإعدادها وتجهيزها بكل المستلزمات الواجب توافرها وحرصنا على متابعة التسهيلات التي تبديها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للأيفاء برسالتنا وإيصالها بأمانة الى طلابها . أننا نعمل من أجل النهوض بالحركة العلمية في عراقنا الناهض مؤمنين بعملنا ورسالتنا السامية .

 ان التصور المستقبلي الذي يمكن ان يقف عنده أي باحث في شؤون التعليم العالي لابد ان يؤكد حقيقة بارزة و هي ضرورة ابراز (التعاون والتكامل) بين التعليم العالي الرسمي والتعليم العالي الأهلي في مجال ترصين العملية التعليمية و التربوية وتحقيق قفزة نوعية في أدائها والسعي بأستمرار لتنشيط مفاصلها ومعالجة مشاكلها. كما ان الأتجاهات الأقتصادية والسياسية والفكرية المعاصرة تلقي على عاتق التعليم العالي الأهلي مسؤوليات واسعة في مجال عدم تكرار العيوب والنواقص التي يعاني منها التعليم العالي الرسمي والبحث بأستمرار عما هو جديد ومتطور سواء كان ذلك على صعيد المناهج الدراسية أم الأستعداد لتلبية أحتياجات المجتمع وسوق العمل .

ان التعليم العالي الأهلي يجب ان لا يكون نسخة مكررة من التعليم العالي الرسمي والكليات الأهلية مدعوة للتميز في المناهج والكتب والأختصاصات.

 ومن خلال حواراتنا مع طلبة هذه الكلية أبدى الكثير منهم أرتياحهم لما توليه العمادة بأساتذتها وموظفيها من أهتمام ورعاية وعمل جاد لتوفير المختبرات بمستلزماتها وأجهزة الحاسوب ومستلزمات الدراسة الحديثة وأمكانية الأساتذه العلمية العالية ورعايتهم المتميزة، كما أضاف بعض منهم أهمية توسع أقسامها وتنوعها ليتسنى للكثير من الطلاب الراغبين لتلك الاقسام من الحصول على مقاعد فيها أمثال أستحداث أقسام طبية وقسم للتربية الرياضية وغيرها وعدم أقتصارها على الأقسام المعروفه فيها كـ (قسم القانون وقسم اللغة الأنكليزية وعلوم حاسبات وهندسة تقنيات الحاسوب وقسم الدراسات الأسلامية). وسألنا بهذا الصدد أحد الموظفين في هذه الكليه عن رغبة طلبتها في توسع أقسامها قال : قد لا يحق لي التصريح لكني أستطيع ان أقول لكم ان الكلية بمؤسسها وعمادتها جادة فعلاً بتحقيق مطالب طلبتها بأستحداث أقسام طبية تشتمل على قسم للصيدلة أو التحليلات أو طب أسنان و كذلك هي عازمة في المستقبل لفتح قسم المالية والمصرفية وحتى أنها تطرقت في التوسيع لفتح قسم للأعلام وتحديداً قسم صحافة . وستكون كلية السلام السباقة من بين الكليات الأهلية بأنشاء قسم للتربية الرياضية لعدم وجود مثل هذا القسم في أي كلية أهلية سابقاً. ان كلية السلام الأهلية صرح علمي من صروح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والذي تعد مدعاة للفخر. ان النهوض بالحركة العلمية في بلدنا انما يبعث السرور والأبتهاج ويبشر بمستقبل مشرق لغد قادم فنحن خير أمة أخرجت للناس تتباهى بتاريخها وإرثها فمن رجلٌ أميّ (المتجسد بشخص الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام) كانت حضارة وكانت أمة.

حذام اسماعيل العبادي  – بغداد

مشاركة