الكلمة العمياء

 

الكلمة العمياء

 للكتابة شرف وأمانة وإخلاص ورسالة يساهم في نشرها كل مدون وكاتب وصحفي وإعلامي مرئي او مسموع او مكتوب ..

في أيامنا هذهِ الكُتاب المدونون الأدباء وأشباه الأدباء الصحفيين ومن يدخلون الصحافة متخفين جائعين لشهرة او ربما ما زالو يبحثون عن ذاتهم ويحاولون إيجاد أنفسهم بخوض التجربة المتوفرة لهم ..

وبما إنه السُبل اصبحت واسعة والساحة شاسعة قابلة لأحتواء الجميع دون إستثناء اصبحنا نشهد كل صباح ولادة كاتب صحفي إعلامي او مدون من رحم الصدفة ..

أليست الصدفة خيرٌ من ألف ميعاد …

لكن يا ترى هل هذا العالم الكبير الذي يجذب إليه الهواة هو صالح لهم ؟

يليق بشخصهم يرضي طموحهم وافكارهم ؟

ولو كان هذا الإنسان مازال يبحث عن ذاته هل سيجدها بين كلمات يجب ان يكتبها لأشخاص مختلفَين في الثقافات والتطلعات او ربما اشخاص هم اساساً بحاجة لمن يرشدهم ويضع لهم الأفكار في موقعها المناسب والزاوية الموازية لأهدافهم ، التي تشبه واقعهم وتناسب مجتمعاتهم …

السؤال هنا عندما نخرج بمادة للناس مهما كان نوعها مازالت موجهة لقبيلة من الناس لابد ان نحترم العقول والإختلافات والأذوق والمسميات الآخرى التي تمس الحقيقة او المجتمع.

عندما تخرج بمادة هزيلة من إنتاجك ، ومادتها الأولية كانت من افكار وموضوعات مر عليها الزمن في محاولة منك لإثبات حضورك وإبداعك ارضاء لنفسك ، دون الأخذ بعين الإعتبار أنك تحمل موضوعاتك وافكارك ومشاكلك للناس وما تقدمه قد يؤثر بهم او يأخذونه على محمل الجد او يكون مفتاح حل لمشكلاتهم كل هذا مسؤولية يحملها كل أديب وكاتب وصحفي وكل شخص يصل بصوته للناس ليكون في وقتها هو صوتهم وصورتهم وفكرتهم ومشكلتهم والحل من منظوره ورأيه ووجهة نظره هو طريق الخلاص بالنسبةَ لهم …

ما يجب ان نفهمه جميعاً هنا إنه من المستحيل ان تستوعب الساحة كل هذا الكم الهائل من الأقلام التي تكتب ، اليوم نحن نشهد تضخم في النشر لمواد متشابهة من حيث معناها وتأثيرها ..

و في المقابل المتلقي والقارئ والسامع هم يشكلون فئة قليلة …امام ما يتم طرحه !

نعم قليلة بالمقارنة مع الإنتاج الأدبي والصحفي الذي تكاد تختنق المكتبات والأرصفة و موجات الأثير به .!!

فئة قليلة مع المئات من الاصوات المؤثرة

وعشرات من وجهات النظر المتشابهة

لمن نكتب إذن !!

لا تعتقدون ان هؤلاء الذين يلهثون خلف الكتب جميعهم من القرّاء ..

ابداً لو كنا نقرأ لما اتجه الكثير للكتابة واكتفى البعض بتقمص دور ” السفسطائي “

لو كنا نقرأ لرفضنا فلان من الناس وإحترمنا ما يكتبهُ فلان ..وأخذنا بعين الإعتبار الحلول والحكمة التي يتشارك بها عشرات الكُتاب ولم يتأثر بها حتى الأن إلا واحداً فقط ممن يقرأون لهم .

علينا ان نكون أكثر ذكاء في أختيارتنا وتوجهاتنا وحتى في الطريق الذي نأخذه لنبحث فيه عن ذاتنا ونحاول تقديم ماهو أفضل لأنفسنا وللمجتمع ..

أن لا نكون كمن يحاول تقليد دور لا يناسبهُ ولا يليق بهِ ولن يتقبلهُ المجتمع من خلالهُ ..

كل ما تشيدهُ سيذوب كالجليد في مواسم أدبية وثقافية قادمة ،

لن يصمد كثيراً في الساحة في منافسة عشرات بل مئات الهواة والمحترفين ..

لهذا من الضروري التفكير خارج السرب ، ربما ستأخذ اتجاه مختلف او تشدو بزقزقتك فوق اشجار اخرى أو تبني لك مسكن في اكثر الاماكن خطورة.. أكتب عندما تشعر أن قلمك هو العدل والحق والإنصاف ..

لا تخاف ،  الخوف يولد الضعف ، والضعف رفيق الهزيمة الصدوق ..

عندما تكتب لا تفكر اي قارئ سوف تجذب او اي من الناس لن يعجبهُ بتاتاً ما قمت بطرحهُ ..

فكر فقط ان كلماتكَ هذهِ هي صوت الصامتين من الناس الخائفين او ربما ممن لم يجدو من يسمعهم او ينصت لأرائهم ..

اكتب بأمانة وإخلاص في الكلمات حياة وافكر مستمرة ستكون ثمرة المستقبل الأدبي والثقافي ..

لتكن الحقائق واضحة صريحة لأنها ربما تكون ذات يوم مرجع للأجيال القادمة ..

من الذكاء ان تكون قارئاً محترفاً لديه ذائقة ونظرة عميقة لما يقرأ ويسمع يحمل ثقافة واسعة على ان تدخل عالم الكتابة والنشر وانت غير قادر على إبداء رأي صريح وواضح وحقيقي عن واقعك الذي تعيش ، ومجتمعك وابناء جيلك او تحمل مشكلات بلدك .

خذ توجهاً يليق بك تستطيع من خلالهُ ان تكون عنصراً ذا اهمية لما ينتجه …

فالكلمات العمياء لن تخلق إلا افكار من الجَهل يترسب ويعشعش في عقول الأجيال القادمة … هذه الثقافة النائمة التي نمثلها على بعضنا البعض لن تغير شيئاً في مجتمعاتنا …بَدْء بالدين وإنتهاء بالسياسة …نفسر ، نحلل ، نقيم ، ونفهم ، ما يناسب تطلعاتنا الشخصية وماتوارثناه من قبائلنا لهذا مهما كان حجم الإنتاج الفكري اليوم لن يغير شيئاً في الغد، ان لم يؤثر في الحاضرين اليوم .

تمارة عماد – بغداد

مشاركة