الكلمة أمانة – سامي آل كـصاد

الكلمة أمانة – سامي آل كـصاد

معظمنا يستخدم  لفظ  الأسرار والكتمان بدلأ من أمانة الكلمة في حياتنا، والكتم يعني اخفاء السر وضبط النفس وقوة الارادة اضافة الى صحة العقل وسلامة الرأي .

والسر كما هو معروف لدينا هو اخفاء الشئ عن النفس ، ولو اختفى بستر ، أو وراء جدار لم يكن سرا وأحيانا يقال سر فلان عند فلان أو سري عند فلان ، لذا تعتبر الأسرار قيمة أخلاقية ولها أهمية مهمة جدا في حفظ الحقوق ودرء المفاسد ، لأنه عندما تفشى الأسرار تراق الدماء وتنتهك الاعراض وكم من أظهر سرا أريق دمه ومنع من نيل مطالبه .

على العموم فالسروالكلمة  أمانة لدى من استودع حفظه فهو مؤتمن عليه، والأمانة يجب الحافظ عليها والوفاء بها، ولهذا كان افشاء السر خيانة. قال الامام الحسن عليه السلام : ان من الخيانة أن تحدث بسر أخيك وقال الغزالي:  افشاء السر – حرام اذا كان فيه اضرار، ولؤم ان لم يكن فيه اضرار.

وقد شدد ديننا الحنيف على كتمان الأسرار وفي نفس الوقت ذم كتمان أسرار أخرى بما يرى فيه مصلحة للناس ، فالاسلام أكد على الكتمان وخاصة مايحصل بين الزوجين من أمور ، لذا علينا أن لانبيح بأسرار فيها مضرة لاصحابها .

فاذا تحدث الرجل أو المرأة والتفت يمينا أو شمالا فأنه يريد ألا يطلع على حديثه غير الذي حدثه به فالكلمة التي تحدث بها أمانة عند المحدث أودعه اياه ، فان حدث بها غيره فقد خالف أمر الله لأنه أدى الأمانة الى غير أهلها  ، والسر أما يكون للغير أو سر المرء لنفسه فالاول من الوفاء ويختص بعامة الناس والثاني من الحزم والاحتياط وهذا يخص الملوك والسياسين ويقال : أكتم السر فيه ضربة العنق .

وكتمان النوع الأول من الوفاء، ويختص بعامة الناس كما ذكرنا ، والثاني من الحزم والاحتياط، أما نحن علينا أن نجعل من صدورنا خزانة محكمة للأسرار نحافظ عليها ونصونها وترحل معنا عندما يحين الرحيل . لأن السر أمانة وافشاؤه خيانة .. وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام : (سرك أسيرك، فان تكلمت به، صرت أسيره). وقد ذكر أحد الحكماء (أن قلوب العقلاء حصون الأسرار).

مشاركة