موسكو- بروكسل – لندن – الزمان
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء تركيا والمجر الى الموافقة «من دون تأخير» على انضمام السويد الى حلف شمال الاطلسي، وذلك بعيد انضمام فنلندا رسمياً الى الحلف.
وقال بلينكن في بيان إثر احتفال رُفع خلاله علم فنلندا أمام مقر الحلف في بروكسل، «نشجّع تركيا والمجر على المصادقة على بروتوكولات انضمام السويد من دون تأخير، بحيث نتمكن من استقبال السويد في الحلف الاطلسي في أسرع وقت».
وتوعد الكرملين الثلاثاء باتخاذ «اجراءات مضادة» بعد انضمام فنلندا الى حلف شمال الأطلسي واصفا توسيع الحلف بأنه «مساس بأمن» روسيا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساسا بأمننا وبمصالحنا الوطنية».
وأضاف «هذا يضطرنا إلى اتخاذ اجراءات مضادة. سنتابع من كثب ما يحصل في فنلندا (…) كيف يشكل هذا الأمر تهديدا لنا. سيتم اتخاذ اجراءات على صلة بذلك. سيعرض جيشنا (تطورات) الوضع في الوقت المناسب». بعد اعتمادها سياسة عدم الانحياز العسكري مدة ثلاثة عقود، انضمت فنلندا الثلاثاء الى حلف شمال الاطلسي في تحول استراتيجي كان سببه الهجوم الروسي على أوكرانيا. وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الثلاثاء انضمام فنلندا رسمياً إلى حلف شمال الأطلسي بالحدث «التاريخي»، مطالباً «جميع أعضاء» الحلف بالموافقة على انضمام السويد التي تعرقل عضويتها في التحالف دولتان هما تركيا والمجر. وقال سوناك في بيان «هذا يوم تاريخي لفنلندا ولحلف شمال الأطلسي (…). الآن، على جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي اتّخاذ القرارات اللازمة لضمّ السويد أيضاً، حتّى نتمكّن من تشكيل تحالف موحّد للدفاع عن الحرية في أوروبا وحول العالم».
بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الذي حضر اجتماع الحلف في بروكسل عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 12 مليون دولار على شكل مساعدات طبية وحصص تموينية.
وقال كليفرلي إنّ «روسيا اعتقدت أنّ عدوانها سيقسّمنا. ولكن بدلاً من ذلك، نحن مرتبطون بشكل وثيق وحازمون في دفاعنا عن مبادىء الحرية وسيادة القانون». وأضاف «لنكن واضحين: بابنا سيبقى مفتوحاً. سنرحّب بالمزيد من الحلفاء وسنواصل الدفع باتّجاه انضمام السويد بشكل سريع».
ويتيح انضمام فنلندا أن يضاعف الحلف طول حدوده التي يتشاركها أعضاء فيه مع روسيا، الأمر الذي يثير استياء موسكو.
وترى روسيا أن الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة هو أحد أبرز التهديدات لأمنها. وكانت رغبة كييف في الانضمام الى الحلف أحد الاسباب التي أشارت اليها موسكو لتبرير هجومها العسكري على أوكرانيا.
وتابع بيسكوف «لم تصبح فنلندا يوما مناهضة لروسيا وليس هناك أي خلاف» معها، موضحا أن انضمامها الى الحلف «لا يمكن سوى أن يؤثر في طبيعة علاقاتنا» لأن الحلف «هو منظمة غير صديقة، بل معادية لروسيا على أكثر من صعيد».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن «الاجراءات المضادة» التي ستقوم بها موسكو «ستعتمد بشكل خاص على نشر اسلحة الناتو من عدمه ونوعيتها على الأراضي الفنلندية».
بقية الخبر علي الموقع
وأضافت الوزارة في بيان أن «الاجراءات الملموسة المتعلقة بالدفاع عن الحدود الشمالية الغربية لروسيا تعتمد على الشروط الملموسة لانضمام (فنلندا) لحلف الاطلسي، خصوصا نشر البنى التحتية العسكرية للناتو على اراضيها ومنظومات الاسلحة القادرة على شن غارات».
وانضمت فنلندا الثلاثاء إلى حلف شمال الأطلسي لتصبح العضو ال31 في هذه المنظومة بعد سياسة عدم انحياز عسكري اعتمدتها على مدى ثلاثة عقود، ما يشكّل نقطة تحوّل استراتيجية للحلف أثارت غضب روسيا.
واعتبرت الخارجية الروسية انه بانضمامها الى الناتو، فإن فنلندا تخلت عن «هويتها» و»اي استقلالية».
وبحسب الخارجية فإن «فنلندا أصبحت واحدة من الدول الصغيرة الاعضاء في الحلف، التي لا تقرر شيئا، وتخسر صوتها في الشؤون الدولية».