الكذب خيبة

الكذب خيبة
يَقول صَديقي المُندهش … يَسألني : يا صديقي … أعلمني مَن المُخطئ …
قلت له : عَمّاذا ..
قال : كنت أشتري علبة حليب يسمى (الفجر قوطي) بـ (الف دينار للمفرد) من محلات منطقتنا الحمر ومن الشورجة بـ 750 (للعلبتان) الحمرولكن في أسواق المفرد تباع بـ (ألف دينار للمفرد) الحمر ثمّ مررت على أحد أصحاب الدكاكين وأخذت (العلبة) ومعها (طبقة البيض) الحمر أعطيت صاحب المتجر مبلغ (خمسة آلاف دينار) لِمَعرفتي سِعرَي المَادتين ، لكن الرجل طلب مني 250 دينار زيادة ً ، فأستغربت سائلا ً عن الزيادة ..
قال : بأن ( قوطي ) الحليب بألف وربع ، علما ً إنّ طبقت البيض تباع بـ (ثلاثة آلاف وسبعمئة وخمسون ديناراً) والزيادة لمحلات المفرد معلومة غالبا ً؛…
لكني لم تخرج من فمي دهشة ً زيادة الـ 250 دينار عن (قوطي) الحليب …
فقلت : أتعرف إنني أشتريها مرّات بـ (ألف وخمسمئة دينار) إتقاءَ شر…
حدثت نفسي .. أكيد المرّة المقبلة سأبتاعها بسعرها السابق وبدونَ (أخذ ٍ وَرَد) …
وما أن يمر يومان ، فعُدتُ لِشرائها ، حتى بادرني البائعَ نفسهُ: بنفس سعر الزيادة (ألف وخمسمئة دينار الذي قلتهُ حينها) !! .. إتقاءَ شّر؛…
لكني بادرتهُ بأني إشتريتها بـ (ألف دينار) من الشورجة ، وفي محلات المفرد أشتريها بنفس السعر وأحيانا ً بأضافة الـ (250 ديناراً)…
قال : لكنكَ أنت من نبهني لتلك الزيادة !! ..
تبسمت وقلت : حيرة ٌ والله يا أخي .. لو قلت لك إنها تباع بـ (500 دينار) على سبيل الفرض ، فهل كنت ستأخذ بقولي أم ستذمني وربما تشتمني وربما لا تبتاعَ لي سِلعَتي ، ولكني تحاملت على نفسي الكذب كي لا أحرجك ، ولكنك إتخذت ذلك رأسمالَ بَيع للأسف ؛ كان الأجدى بك أن تسأل سوق الجملة ؛…
شدّدتُ على نفسي وأمسكتها ، وظللت لا أعرف إن كنت أنا الخطآن !! أم البائع !! أم الكذبة المجاملة البيضاء !!
ضحِكة ُ وقلت : ألم تسمَع بالمَثل القائِل ” الكِذبة ُخيبَة ٌ ” .
ماجد السباهي
AZPPPL

مشاركة