الكاظمي: السيستاني والبابا شخصيتان ترسمان طريق الأمل والتلاحم

 

 

زيارة الحبر الاعظم تحيي نفوس مسيحيي العراق

الكاظمي: السيستاني والبابا شخصيتان ترسمان طريق الأمل والتلاحم

بغداد – قصي منذر

اكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ان المرجع الديني علي السيستاني وبابا الفتيكان شخصيتان شخصيات ترسمان طريق الأمل وتعزز التلاحم. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (الكاظمي استقبل نيافة الكاردينال لويس رافاييل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم  والوفد المرافق له، حيث اعرب ساكو خلال اللقاء عن عميق شكره وتقديره للجهود الحكومية التي أدت الى نجاح زيارة قداسة البابا فرانسيس الى العراق، و تجسد هذا النجاح بتعزيز مكانة العراق في المجتمع الدولي، فضلًا عن إسهامها في دعم قيم التعايش السلمي والاستقرار في البلاد), وأثنى رئيس الوزراء على (جهود الكنيسة العراقية ودورها في التحضير لهذه الزيارة، وتحقيقها بأن تكون زيارة للعراق بأجمعه وليس لمسيحييه فقط), وأضاف ان (النموذج الذي تقدمه شخصيات مثل المرجع السيستاني، وقداسة بابا الفاتيكان، إنما ترسم لنا طريق الأمل في المستقبل، وتعزز قيم التلاحم وتمنح السلم المجتمعي الثقة المستدامة). بدوره , اشاد بـ(مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء وعلى اهدافها البناءة). وبرغم مشاعر الفرح التي رافقت زيارة البابا فرنسيس إلى بغداد، لكن الزيارة الأولى لحبر أعظم إلى العراق لن تغيّر الكثير بعد اعوام من الظلم , إذ تستعدّ المسيحية وجدان نوري التي تخدم منذ عقود في كاتدرائية مار يوسف للكلدان ,للانضمام إلى بناتها في الولايات المتحدة. لا تزال صور البابا معلّقة على الجدران، كما على مفترق الطريق المؤدية الى , حيث أدّى البابا أوّل قداس له في العراق قبل أسبوع فقط.لم تبارح الزينة والورود المكان ولا السجادات المخملية الحمراء التي تذكّر بحدث سعيد في بلد يعاني منذ نحو 40 عاماً من حروب وأزمات اقتصادية ومواجهات طائفية.عاصرت وجدان (في الخمسينات من عمرها) كلّ تلك المراحل، وترى أنه (لا بدّ من استخلاص العبر من سنوات الآلام والاضطهاد والظلم تلك).وكان لنداءات البابا بـالتصدي لآفة الفساد وضرورة ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية, وأنه يجب ألا يعتبر أحد مواطنا من الدرجة الثانية، صدى كبيراً في نفس وجدان كما هو الحال بالنسبة لنحو 400  ألف مسيحي في العراق.وعبّر البابا بكلماته تلك عن هموم المسيحيين، التي كانوا يخشون قبل تلك الزيارة أن يعبّروا عنها بأنفسهم عبر الإعلام. لكن اليوم، بات لديهم الكثير ليقولوه.وخلال 20 عاماً، تراجعت نسبة المسيحيين في البلاد من 6  إلى واحد بالمئة فقط من السكان، ولا يمكن وقف هذا التناقص إلا بممارسات عملية على الأرض، كما يرى الأب نظير دكو راعي الكاتدرائية. في لقاء البابا في النجف، أكّد المرجع السيستاني على (اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية).

خطوة كبيرة

وبرغم دعوة رئيس الوزراء بأن يكون هناك يوم للتعايش والسلام كل عام هي خطوة كبيرة جداً، إلا أن الأمر لا يتعلق فقط بإعلان أيام أو قوانين..تقترب ابنة وجدان الصغرى الآن من الذهاب إلى الجامعة، وتعهدت المرأة التي تمسكت طويلاً بالبقاء في بلدها بألّا تكون حجر عثرة أمام مستقبلها، على حد قولها.ولذلك سوف ترافقها إلى الولايات المتحدة حيث تعيش ابنتاها الأكبر، بعيداً عن بلد حيث تطبق المحاصصة في مفاصل عديدة في الحياة، فهنا فرص القبول بالدراسات العليا محدودة إلى فئة معينة. وشاهدت بدورها سارة، وهي واحدة من قلّة قدموا لحضور القداس اليومي في الكاتدرائية، أقرباءها وأصدقاءها يغادرون البلاد على مرّ السنين، لكنهم لا يفكرون إطلاقاً بالعودة. كما يخشى الناشط وليم وردة، مؤسس منظمة لحقوق الإنسان التي تتابع شؤون الأقليات في العراق، ألا تلقى دعوات البابا إلى احترام حرية الضمير والحرية الدينية آذاناً صاغية في بلد ينص دستوره على أن الإسلام دين الدولة الأساسي وهو مصدرٌ أساسٌ للتشريع, مطالبا بتغيير قانون البطاقة الوطنية التي تفرض تغييراً تلقائياً لديانة الأطفال إذا أسلم أحد والديهما. اما بالنسبة للأب دكو، يرى ان هذا القانون يظلم الكثيرين ,فهناك أشخاص لا يريدون أن يغيروا دينهم وهذا لا يكفله الدستور. وهناك مسيحيون أسلموا رغماً عنهم، بسبب أن أحد الآباء قرر أن يغير دينه.لكن تغيير القانون ليس هماً أساسياً بالنسبة لسعدالله ميخائيل، فلم يتمكن هذا المسيحي حتى الآن من إعادة بناء منزله في الموصل في شمال العراق، بعدما غادره في العام 2014 مع سيطرة تنظيم داعش على المنطقة.وكان ميخائيل من بين أول العائدين إثر دحر التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات، لكنه اضطر على استئجار منزل للسكن فيه لأن بيت أجداده في المدينة القديمة في الموصل ليس سوى كتلة من الحطام الملغوم.يقف الرجل البالغ من العمر 61 عاماً متأملاً ركام كنيسة الطاهرة القديمة حيث دفن أجداده . يقول مخائيل , أن بيوت أقربائه وبيوت آخرين من السريان الكاثوليك والارثوذكس والأرمن والكلدان، أكثر من ثلاثة آلاف منزل , لا تزال كلها محطمة ولا أعتقد أنه سيتم إعادة إعمارها.ورغم أن العراق طوى صفحة الارهاب منذ سنوات، إلا أن مقومات العودة لم تتحقق بعد.

مشاركة