الكاتيوشا تمطر الخضراء قبل أيام من إنتهاء موعد إنسحاب القوات الأجنبية

 

 

 

وثائق تكشف عن أخطاء عسكرية أمريكية تسبّبت بوقوع آلاف الضحايا  في ثلاث دول

الكاتيوشا تمطر الخضراء قبل أيام من إنتهاء موعد إنسحاب القوات الأجنبية

بغداد – قصي منذر

امطر صاروخي كاتيوشا ، المنطقة الخضراء التي تضم مقار حكومية وسفارات اجنبية، بينها السفارة الامريكية، تزامنا مع انسحاب القوات القتالية في التحالف الدولي من العراق بعد نجاح المفاوض العراقي بتحديد موقفه من هذه القوات والاتفاق على ابقاء عدد من المستشارين في مجالي الاستشارة وتدريب القوات المحلية. وأفادت خلية الإعلام الأمني في بيان تلقته (الزمان) امس بأن (أحد الصاروخين تم تفجيره بالجو بواسطة منظومة سيرام الدفاعية، أما الثاني، فقد سقط قرب ساحة الاحتفالات)، واشار البيان الى ان (الهجوم تسبب بأضرار في عجلتين)، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم. بدورها ، ذكرت مصادر أمنية أنه (تم استهداف المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأمريكية عن طريق هجوم بصاروخين)، واضافت أن (الهجوم يأتي قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر لانسحاب القوات القتالية الأجنبية من البلاد)، مؤكدين ان (القوات الأمنية باشرت بعملية تحقيق وتحديد موقع الإطلاق). في وقت ، كشف مصدر اخر عن عثور القوات الامنية على منصات اطلاق صواريخ في شارع فلسطين.وقال ان (قوة امنية عثرت على منصات اطلاق صواريخ في شارع فلسطين) من دون ذكر مزيدا من التفاصيل.

وفي الأشهر الأخيرة ، استهدفت عشرات الهجمات الصاروخية أو الهجمات بالقنابل بطائرات بدون طيار القوات الأمريكية ومصالح للولايات المتحدة في العراق. لكن الولايات المتحدة تنسبها إلى مجاميع مسلحة .وأعلن العراق الأسبوع الماضي نهاية ، المهام القتالية لقوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على أراضيه، لتصبح مهامها محصورة بالتدريب وتقديم المشورة.  بينما اكد التحالف الدولي ان (القوة الدولية المكلفة الحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش أكملت انتقالها إلى الدور غير القتالي الذي كان مخططاً له قبل نهاية العام الجاري، إذ لم يغير هذا الإعلان كثيرا في الوضع على الأرض، إلا أنه أساسي بالنسبة إلى الحكومة العراقية التي توليه أهمية كبرى في مواجهة تهديدات بعض الجهات المطالبة بمغادرة كل القوات الاجنبية)، واشار الى انه (سيبقى نحو 2500 جندي أمريكي ، وألف جندي من قوات التحالف في العراق ، حيث ان هذه القوات لا تقاتل وتقوم بدور استشارة وتدريب منذ صيف العام الماضي). وأعادت واشنطن ، نشر قوات لها في البلاد ضمن إطار التحالف الدولي لمكافحة الدواعش ، وفي تشرين الثاني ، تعرض مقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في المنطقة الخضراء ، لهجوم بثلاث طائرات مسيرة، لم تتبنه أي جهة، ووصفته السلطات بأنه (محاولة اغتيال فاشلة) ،واستهدفت كذلك طائرات مسيرة مفخخة في أيلول الماضي، مطار أربيل الذي يضمّ قاعدة جوية فيها قوات من التحالف الدولي. على صعيد متصل ، كشفت تقارير صحفية عن وثائق بشأن ضربات الطائرات المسيّرة، الوسيلة المفضلة للجيش الأمريكي منذ 2014 في حربه ضد الجماعات الارهابية في أفغانستان والعراق وسوريا ، التي اوقعت نتيجة اخطاء استخباراتية الاف الضحايا المدنيين.  وجاء في تقرير وزارة الدفاع الأمريكية بشأن حوادث أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، نشرته صحيفة نيورك تايمز امس ان (الحرب الجوية الأمريكية شابتها معلومات استخباراتية فاشلة وعمليات متسرعة وغير دقيقة لإطلاق صواريخ ومقتل آلاف المدنيين بما في ذلك عدد كبير من الأطفال)، وأضافت أنه (لم يشر أي تقرير إلى خطأ أو عقوبة تأديبية، وبدلا من الوعود بالشفافية في عهد باراك أوباما الذي كان أول رئيس أمريكي يرجح اللجوء إلى ضربات الطائرات المسيرة لتجنب مقتل جنود أمريكيين، حل التعتيم والإفلات من العقاب). وخلال خمس سنوات، شن الجيش الأمريكي أكثر من خمسين ألف غارة جوية في أفغانستان وسوريا والعراق.وقد اعترف بقتل 1417  مدنيا خطأ في غارات جوية في سوريا والعراق منذ  2014.  والعدد الرسمي للقتلى في أفغانستان 188  مدنيا سقطوا منذ 2018 .  بحسب الصحيفة ، وفي هذا التحقيق الذي استغرق أشهرا، حللت الوثائق الرسمية ان (أكثر من مئة موقع تعرض للقصف ، ولاسيما ان العديد من الوقائع المذكورة كانت معروفة من قبل، لكن التحقيق كشف أن عدد الضحايا المدنيين الذين اعترف بهم البنتاغون أقل من الحقيقة بشكل واضح)، واشارت الى ان (الوثائق تكشف أن مدنيين قتلوا في كثير من الأحيان بسبب ميل إلى التوصل لنتائج تنطبق على ما يعتقد المرء أنه مرجح)، مؤكدة ان (أشخاصا يجرون باتجاه موقع تم قصفه اعتبروا مقاتلين لداعش، وليس رجال إنقاذ، كما عد راكبو دراجات نارية بسطاء أنهم يتحركون في تشكيل ما يدل على هجوم وشيك)، وتفيد وثائق الدفاع الأمريكية أن (اربعة في المئة فقط من الأخطاء في تحديد العدو ، أدت إلى سقوط مدنيين،  لكن التحقيق الميداني الذي أجرته الصحيفة يدل على أن نسبة هذه الحوادث تبلغ 17  في المئة ،وسقط خلالها ثلث القتلى والجرحى المدنيين)، وقالت انه (كان للعوامل الثقافية أيضا تأثير كبير، فقد اعتبر العسكريون الأمريكيون أنه لا وجود لمدنيين في منزل كانوا يراقبونه خلال أحد أيام رمضان، بينما كانت عائلات نائمة أثناء النهار في داخلها خلال شهر الصوم للاحتماء من الحر)، مشيرة الى انه (في أغلب الأحيان، اسهمت صور رديئة أو عمليات مراقبة لمدة غير كافية في الضربات التي أدت إلى سقوط مدنيين، كما أنها كبحت محاولات التحقيق). لكن د الجيش الأمريكي اكد مصداقية 216 من أصل 1311  حالة درستها الصحيفة. وبين الوقائع الواردة، ضربات نفّذتها قوات خاصة أمريكية في 19  تموز عام  2016 استهدفت ما كان يعتقد أنها ثلاث مناطق في شمال سوريا يستخدمها داعش للتحضير لهجماته. لكن الضربات أسفرت عن مقتل 120 مزارعا وقرويا. كما  نفّذت ضربة في تشرين الثاني 2015  في منطقة الرمادي بالعراق بعد رصد رجل وهو يجرّ غرضا مجهولا وثقيلا إلى موقع تابع لداعش، اذ اتضح في تقرير أعد بعد مراجعة أن الغرض كان طفلا قُتل في غارة.وأخيرا، اضطرت الولايات المتحدة إلى التراجع عن تأكيدها أن مركبة دمرتها طائرة مسيّرة في أحد شوارع كابول في آب، كانت محمّلة بقنابل. وقد تبين لاحقا أن ضحايا الضربة كانوا عشرة من أفراد عائلة واحدة.

مشاركة