الكاتب جون شتاينبك وروايته عناقيد الغضب

الكاتب جون شتاينبك وروايته عناقيد الغضب

 

الأحساس بالمجتمع العالمي

 

ترجمة : فضيلة يزل

 

 بيروت

 

            درس شتاينبك في جامعة ستانفورد لفترات متقطة ما بين 1920 و 1926 لكنه لم يحصل على شهادة منها. زاول العمل اليدوي في الوقت الذي كان يمارس فيه الكتابة، حيث علمته تجارب الحياة، الصدق في تصوير حياة العمال في قصصه. وقد قضى الكثير من حياته في ولاية مونتيري في كاليفورنيا .

 

كانت رواياته الثلاث الأولى: الكأس الذهبي (1929)، مروج السماء (1932)، إلى أله مجهول (1933)، غير ناجحة، لكنه حققق شهرة واسعة برواية شقة تورتيلا (1935) التي تحولت إلى فيلم (1942) إذ يتحدث عن قصة ارتباط ودي بين رجل مكسيكي وأميريكين. أما روايته معركة غامضة (1936) فكانت مقالة كلاسيكية عن إضراب قام به عمال مصنع. بينما كانت روايته القصيرة رجال وفئران (1937) التي تحولت إلى فيلم مرتين (1939، 1999)، قصة تراجيدية حول أرتباط قوي ومعقد بين عاملين مهاجرين، والانجاز البارز الأخر للكاتب في هذه الفترة المهر الأحمر (1937) وتحول إلى فيلم (1949). أما عناقيد الغضب (1939) فقد حازت على جائزة بلتزار، وقد تحولت إلى فيلم (1940) وهي قصة تتحدث عن هجرة عائلة اغتصبت أملاكها وطردت من أوكلاهوما المنطقة الكثيرة الجفاف والعواصف الغبارية إلى كاليفورنيا وما وقع عليها من استغلال لاحق من خلال النظام الاقتصادي الزراعي القاسي، إذ اكسبته هذه الرواية شهرة عالمية. لقد كانت أعماله غنية بالبنى الرمزية، التي تجسد بدقة شاعرية أسطورية وخصائص رمزية في شخصياته.

 

            خلال الحرب العالمية الثانية، كتب شتاينبك عدة مواضيع مؤثرة عن الأعمال الأدبية الدعائية من بينها القمر الغائب (1942) تحولت فيلم (1943)، رواية عن النرويجين في ظل النازية، والتي قدمت أيضاً كمراسلات حرب. أما أعماله ما بعد الحرب مباشرة فكانت طريق مصنع التعليب (1945) تحولت فيلم (1982)، اللؤلؤ (1947) تحولت الى فيلم (1948)، باص الاتجاه المعاكس (1947) تحولت فيلم (1957) حيث كانت الرواية تحتوي على مواضيع مألوفة من نقده الاجتماعي إلا أنها كانت ذات نغمة هادئة ومؤثرة، أما الكتابات اللاحقة فكانت أعمال بسيطة في الترفيه والصحافة. تضمنت (رحلات مع جارلي 1962) التي تشرت مع ثلاث محاولات أخرى لإعادة تأكيد مكانته كروائي كبير وهي: متقد الذكاء (1950)، شرق عدن (1952) تحولت فيلم (1955)، شتاء سخطنا (1961). من وجهة النظر النقدي ليست هناك أعمال توازي إنجازاته الأولى وكان من بين إعماله البارزة المسرحيات التلفزيونية ومنها: القرية المنسية (1941). وفيفازباتا! (1952). حصل على جائزة نوبل في الأدب عام (1962) .

 

            إما روايته (عناقيد الغضب) التي نشرها عام (1939) فهي عمل روائي يتخلله وقفت فاصلة من الشعر والنثر. وإخبار تاريخي عن المصاعب التي واجهت عائلة غود عند نزوحها ال حقل أوكلاهوما خلال سنوات الجفاف وهبوب العواصف الغبارية، ورحلتهم الشاقة إلى كاليفورنيا وخيبة الأمل التي أصيبوا بها عند وصولهم هناك حيث أصبحوا من عمال الحقول المهاجرين. أن عزلة غود ـ واستحواذ هاجس الترابط العائلي عليه. فأبنه توم الأناني وأبنته روز ذات النزعة المادية ـ كلها أمور تمهد في النهاية طريقاً للأحساس بالمجتمع العـــالمي.

 

وقــــد عــمــــلت الرواية الكـــثير لفضح الظلم في تشغيل العمــــــال المهاجرين .

 

مشاركة