الكآبة والعدائية لدى المراهقين ناجمة عن سلوك آبائهم

الكآبة والعدائية لدى المراهقين ناجمة عن سلوك آبائهم
واشنطن ــ الزمان
ما القاسم المشترك بين الطبيب ورجل المافيا؟ سؤال يبدو غريبا للوهلة الأولى. لكن عند التعرف عن الاجابة يزول التعجب، اذ تحظى نبتة معينة باهتمام هذا وذاك، مع فارق بسيط.. هو أن الأول يستخدم هذه النبتة لعلاج المرضى، فيما يستخدمها الثاني بهدف الحصول على المال أو أي ربح يسعى لتحقيقه بطريقة غير شرعية.انها نبتة الـ سكوبولامين التي تُعرف كذلك باسم نَفَس الشيطان ، وتنمو في أمريكا اللاتينية ويستخدمها الأطباء في علاج المصابين بالرعاش، لكنها من جانب آخر تجعل من يتناولها أداة سهلة في يد من حوله، ومطيعا لأقصى الحدود فاقد لارادته ولو لفترة زمنية قصيرة، كافية لأن ينفذ كل ما يُطلب منه بلا تردد، حتى وأن يتخلى عن ممتلكاته بغض النظر عن قيمتها. اللافت أن الـ سكوبولامين لا يتمتع بطعم أو رائحة، مما يسهل وضعه خلسة في مشروب يزمع الشخص تناوله دون أن يشعر بذلك. يُشار الى أن الشرطة الكولومبية كانت قد أفادت بأنها رصدت استخدام المافيا في البلاد هذه النبتة لأهدافها في قرابة 1200 حالة. الجدير بالذكر أن شرب القليل من السائل المستخلص من هذه النبتة يؤدي الى خلل كبير في أداء الناقل العصبي، مما يسفر بدوره عن خلل في أداء وظائف المخ الذي لا يخزن في الذاكرة ما حدث في فترة تأثير الـ سكوبولامين . هذا وقد استخدمت هذه النبتة كمصل الحقيقة، كما خضعت لتجارب أثيرت حولها الشكوك في ستينات القرن الماضي، وحظيت باهتمام كبير في أوساط المافيا في فترة السبعينات من القرن ذاته، علما أن تناوله يؤدي الى عوارض جانبية، اذ تجعل من يشربه عدوانيا في بعض.
على صعيد آخر خلصت دراسة الى أن الآباء الذين يعتمدون في تربية وتهذيب أطفالهم على الصوت المرتفع الذي يبلغ حد الصراخ أحيانا انما يتسببون بذلك لأبنائهم بالكآبة، خاصة اذا كان الصراخ مصحوبا بالاهانات والشتائم، بغض النظر عن مدى الصلة الوثيقة بين أولياء الأمور وأبنائهم. هذا ويؤكد العلماء أن التعنيف من جانب أولياء الأمور، حتى وان اقتصر على اللفظ، يحفز مشاعر الغضب لدى المراهقين.وتوصل العلماء الى هذه النتيجة بعد دراسة خضعت لها 976 أسرة، تحت اشراف فريق من العلماء في جامعة بيتسبيرغ الأمريكية، حيث كشفت أن أولياء الأمور تخلوا عن وسائل التربية الجسدية واصبحوا يعتمدون الوسائل اللفظية أكثر، وذلك بنسبة تقترب من 50 بين الأسر التي شملتها الدراسة.كما أفاد العلماء بأن الصراخ على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاما يتسبب بخلل على المستوى العاطفي، فيما يأخذ التأثير منحى آخر ويصبح الطفل المعنف الذي تجاوز 13 عاما أكثر عدوانية ويبدأ باستخدام قوته الجسدية لحل مشاكله مع أقرانه كما لا يجد حرجا في اللجوء الى السرقة.واستمرت الدراسة سنتين بحث فيها العلماء في أساليب التربية لدى الأسر التي خضعت لها، أفاد خلالها 90 من الاباء أنهم يعنفون أبناءهم. هذا وينصح الخبراء أولياء الأمور بالتواصل مع أطفالهم ومحاولة التعرف على مشاكلهم والاسهام في حلها عوضا عن الصراخ وكيل الشتائم لهم.وأخيرا.. ينبغي لأولياء الأمور الأخذ بعين الاعتبار أن عدم رضاهم ازاء سلوك أبنائهم المراهقين العدائي وغير السوي في الكثير من الأحيان ليس الا ارتداد وانعكاس لسلوكهم هم مع أبنائهم، وذلك بهدف الخروج من دائرة العنف والعنف المضاد.
AZP20

مشاركة