القمة المغربية ــ الإسبانية المرتقبة بالرباط تراهن على إزالة الركود في العلاقات المشتركة

القمة المغربية ــ الإسبانية المرتقبة بالرباط تراهن على إزالة الركود في العلاقات المشتركة
الرباط ــ عبد الحق بن رحمون
ينتظر غالبية الفاعلين والمترقبين بداية الدخول السياسي المغربي الرسمي لحكومة عبدالاله ابن كيران، الذي هو مثقل بالكثير من الملفات والاكراهات، تلك المؤجلة بفعل الضغط أو للارتباك الذي يقع أحيانا في محاولة التسابق مع أجندة المواعيد، حيث ينتظر من الحكومة في الموسم السياسي والاجتماعي أن تنكب على إعداد قانون المالية للعام 2013. وفي سياق آخر وقعت الثلاثاء زوالا جريمة داخل صيدلية، بحي اليوسفية بالرباط والتي استنفرت السلطات الأمنية، وفتحت تحقيقا في ملابساتها حيث أطلق مهندس عيارا ناريا على عقيلته الصيدلانية 50 عاما فأرداها قتيلة، قبل أن يقتل نفسه بواسطة نفس السلاح. وفي سياق متصل فإن من العقبات التي تقف في وجه الدخول السياسي والاجتماعي بالمغرب تداعيات الاقتصاد العالمي المتأزم، إلى جانب مخلفات وتداعيات الموسم الفلاحي للسنة المنصرمة الذي اتسم بالجفاف، هذا إلى جانب انخفاض مداخيل المغاربة المقيمين بالخارج. وفي غضون ذلك فإن الدخول السياسي سيحمل معه مفاجآت سياسية وانتظارات خصوصا بعد انتخاب حميد شباط أميناً عاماً خلفا لعباس الفاسي بحزب الاستقلال، باعتبار هذا الحزب يعتبر القوة السياسية الثانية في الحكومة الائتلافية، من جهة أخرى يعتزم حميد شباط عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد العام للشغالين الذي يتحمل مسؤولية قيادته الشهر المقبل بالرباط لكي يعلن عن تنحيه من رئاسته والتفرغ التام للأمانة العامة للحزب. كما ينتظر من الحكومة إعداد مجموعة من القوانين التنظيمية التي تتعلق بتفعيل مقتضيات الدستور الجديد لاسيما في ما يتعلق بالجهوية المتقدمة. وفي سياق آخر يبقى في لائحة الانتظار وأخذ الأمور بجد فيما يتعلق بإعداد الانتخابات الجماعية المقبلة وانتخابات الغرف المهنية المؤجلة بسبب إكراهات تنظيمية وقانونية مرتبطة بإعداد نصوص تنظيمية متعلقة بالجهوية المتقدمة.
وإلى ذلك، وابتداء من الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول المقبل تتوجه الأنظار نحو الرباط التي ستحتضن القمة المغربية ــ الإسبانية على مستوى رئيسي حكومتي البلدين ومن المقرر أن تكون القمة فرصة لطرح العديد من الملفات، بما فيها تلك التي تثار بشأنها تباينات في مواقف الطرفين. من بينها على الخصوص قضية سبتة ومليلية والصحراء. وتراهن مدريد والرباط على إعطاء دفعة قوية لعلاقاتهما التي تعرف باستمرار فترات توتر، كان آخرها ردود فعل دبلوماسية من الجانب المغربي بعد تصريحات لوزير الداخلية الإسباني على هامش زيارته الرسمية الشهر المنصرم إلى مليلية المحتلة، حيث أكد خلالها وزير الداخلية الإسباني عزم حكومة بلاده على اتخاذ سلسلة إجراءات مستعجلة بشأن عدد من القضايا المشتركة، وفي مقدمتها تشييد قاعدة عسكرية متقدمة فوق الجزر الجعفرية قبالة سواحل الناظور، يتولى الحرس المدني انطلاقا منها مهام مراقبة تهريب المخدرات والهجرة السرية نحو الجنوب الإسباني، وهو ما رفضته الخارجية المغربية بشدة، معتبرة أن مثل هذه الإجراءات تحتاج إلى تنسيق كامل مع السلطات المغربية المختصة، وإلى اعتماد مبادرات مشتركة بعيدا عن أي إجراءات أحادية الجانب.
وعلى صعيد آخر، كشف مصطفى باكوري رئيس وكالة الطاقة الشمسية خلال مؤتمر صحفي انعقد بالرباط أن كونسورتيوم مكون من شركتي أكوا السعودية والإسبانية أكسيونا حصلا على حق تنفيذ المرحلة الأولى من أول محطة شمسية ضخمة في ورزازات الجنوب الشرقي المغربي ، وسيتولى صندوق النقد الدولي والبنك الإفريقي للتنمية وصندوق التكنولوجيا النظيفة ومصلحة التعاون الفرنسي والمفوضية الأوربية بتمويل هذا المشروع.
وقالت مصادر مطلعة على الصفقة أن عرض الكوسنورتيوم السعودي الإسباني، الذي تشارك فيه أيضا شركتا تي إس كيه و أرييس الإسبانيتين في مجال توفير التكنولوجيا، بلغت قيمته 700 مليون يورو. وستقدر المرحلة الأولى عقب الانتهاء من تشييدها على انتاج 160 ميغاوات، وستشكل جزءا من مجمع كبير ستنتهي عملية انشاءه في 2015، وستبلغ السعة الإنتاجية للمجمع عقب الانتهاء من تشييده بالكامل نحو 500 ميغاوات، ولكن المناقصات الخاصة بالمراحل التالية لم يتم فتحها حتى الآن وتحالفت أكوا مع شركة الهندسة الاسبانية أريس آي.اس و تي.اس.كيه إي.إي للفوز بمشروع المحطة التي ستقام قرب مدينة ورزازات . ويشمل العقد أعمال التصميم والتمويل والبناء والتشغيل والصيانة. وستكون هذه المحطة من أكبر المحطات من نوعها في العالم في إنتاج الطاقة عن طريق الألواح الشمسية.
AZP02

مشاركة