
موسكو- -كوبنهاغن- الزمان
حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين الدول الغربية من أي مطالبات في المنطقة القطبية الشمالية قبيل انعقاد «مجلس المنطقة القطبية الشمالية» المرتقب في ريكيافيك الأسبوع الجاري.
وتحوّلت المنطقة القطبية الشمالية في السنوات الأخيرة إلى موقع تنافس جيوسياسي بين الدول المنضوية في «مجلس المنطقة القطبية الشمالية» (روسيا والولايات المتحدة وكندا والنروج والدنمارك والسويد وفنلندا وآيسلندا) في وقت يزيد التغيّر المناخي من سهولة الوصول إليها. ومن المقرر أن ينعقد اجتماع وزاري للمجلس المكون من ثماني دول الأربعاء والخميس. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو «كان من الواضح تماما بالنسبة للجميع منذ مدة طويلة أن هذه أرضنا. … نحن مسؤولون عن ضمان سلامة ساحلنا في المنطقة القطبية الشمالية». وتابع «دعوني أؤكد مجددا — هذه أرضنا ومياهنا». وأضاف «لكن عندما يحاول حلف شمال الاطلسي تبرير تقدّمه في المنطقة القطبية الشمالية، فالوضع مختلف بعض الشيء هنا ولدينا أسئلة لجيراننا مثل النروج الذين يحاولون تبرير حاجة حلف شمال الأطلسي للقدوم إلى المنطقة القطبية الشمالية». فيما رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين بخطة الاستثمار الدنماركية لتعزيز المراقبة العسكرية في غرينلاند وشمال المحيط الأطلسي، وذلك خلال زيارة للدنمارك قبل يومين من منتدى مهم حول القطب الشمالي. وقال بلينكن بحضور نظيره الدنماركي ييبه كوفود «نتشارك الالتزام بأمن القطب الشمالي ونرحب ترحيباً حاراً بقرار الدنمارك الأخير الاستثمار (…) في الدفاع عن القطب الشمالي وشمال الأطلسي بالتعاون مع حكومتي غرينلاند وجزر فارو». وأعلنت كوبنهاغن في شباط/فبراير عن استثمار بقيمة 1,5 مليار كورونة (200 مليون يورو) يشمل طائرات مراقبة مسيرة فوق غرينلاند، والأراضي الدنماركية للحكم الذاتي، ومحطة رادار في جزر فارو.
تهدف الخطة التي أشارت إلى زيادة النشاط الروسي في القطب الشمالي، إلى الرد على «الثقوب السوداء» في قدرات المراقبة الدنماركية في غرينلاند وشمال المحيط الأطلسي. وقال بلينكن إن هذا الاستثمار العسكري سيسمح «بالحصول على القدرات اللازمة بفضل التكنولوجيا لمعرفة من يفعل ماذا وأين ومتى (…) ونحن نقدر الدور الذي تلعبه الدنمارك في المساعدة على القيام بذلك».
وأكد أنه خلال قمة حلف شمال الأطلسي الشهر المقبل تعتزم الولايات المتحدة حث الحلف على «الحصول على الموارد المناسبة لضمان الأمن في شمال الأطلسي».
ومع زيارته للدنمارك مساء الأحد والاثنين، بدأ وزير الخارجية الأميركي جولة مكرسة للقطب الشمالي، الرهان الجديد في التنافس مع الصين وأول فرصة لاختبار العلاقات المتوترة مع روسيا قبل قمة محتملة بين جو بايدن وفلاديمير بوتين.
ويجتمع مجلس القطب الشمالي الذي لا يشمل إطاره قضايا الدفاع، يومي الأربعاء والخميس في ريكيافيك بحضور وزراء خارجية الدول الثماني المطلة على القطب الشمالي بينهم الروسي سيرغي لافروف.
وأرسلت الولايات المتحدة في شباط/فبراير قاذفات استراتيجية للتدرّب في النروج في إطار الجهود الغربية لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.
ولأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي، أرسل سلاح البحرية الأميركي حاملة طائرات إلى بحر النروج عام 2018.
وجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من المنطقة القطبية الشمالية أولوية استراتيجية في السنوات الأخيرة وأمر بالاستثمار في البنى التحتية العسكرية واستخراج المعادن.
وفي وقت يتراجع الغطاء الثلجي في المنطقة القطبية الشمالية، تأمل روسيا باستخدام ممر بحر الشمال الملاحي لتصدير النفط والغاز إلى الأسواق الخارجية.
ومن المقرر أن يلتقي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش اجتماع المجلس الوزاري، ما سيشكل اختبارا للعلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن.
ورغم ارتفاع منسوب التوتر، أشارت روسيا والولايات المتحدة خلال مفاوضات مناخية جرت في وقت سابق من العام إلى أن المنطقة القطبية الشمالية هي منطقة تعاون.

















