القصاص العادل والرادع

القصاص العادل والرادع
قبل مدة وتحديداً بتاريخ 7/3/2013 خرج اهالي منطقة الوشاش بتظاهرة جماهيرية حاشدة شاركت فيها جماهير المنطقة كبيرهم وصغيرهم رجالها ونساءها وكل المنظمات ومجالس العشائر فيها رافعين اللافتات التي تطلب القصاص العادل باعدام اولئك الذين قاموا باغتصاب طفلة لا يتجاوز عمرها عن سبع سنوات .. مما ادى ذلك الى وفاتها.. وطالبت الجماهير ان يكون اعدام اولئك الجناة في نفس مكان الجريمة.. وكانت لهذه الجريمة البشعة اثرها البالغ في نفوس اهالي المنطقة.. واستنكارهم.
اضافة الى انها زرعت الخوف في نفوس هذه الاسر على ابنائهم لاسيما في ذهابهم وايابهم من مدارسهم.. مما حدا بالاسر الى ايصال ابنائها والعودة بهم.
ومن هنا وكما يقول بعض اهالي المنطقة ان الردع يجب ان يكون حاسماً وفورياً وما ان يتم التحقيق وتثبت ادانة المتهمين.. يجب اعدامهم وبدون تلكؤ او تاخير وفي نفس مكان الجريمة حتى يكون رادعاً قوياً للاخرين فعلى الدول ان تعتمد هذا الاسلوب ما دام المجرمون لا رادع يردعهم ولا خوف يلفهم.
واكثر ما يشاع هنا ان الجناة بامكانهم الخلاص من فعلتهم الشنعاء مقابل ما يدفعونه من الدولارات.. ومن هنا من الواضح انه ليس هناك ثقة بين الجماهير وبين سلطة القضاء.. وهذا من اخطر الامور التي يعيشها الشارع العراقي.
فيجب ان يكون هناك ثقة كبير بين الشعب والقضاء ولم تكن الثقة موجودة ما لم يشاهد الشعب بنفسه احكام الاعدام وتنفيذها.
وهذا هو الحق.. وهذا هو الشرع.. وهذا هو القانون..
فالناس لم تطلب شيئاً غير شرعياً او قانونياً ولا ادري لماذا عند صدور احكام الاعدام بحق المجرمين والجناة الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين.. يبقون داخل السجون دون تنفيذ الاحكام بهم.. لاسيما وقد مضت على اصدار الحكم مدد طويلة جداًَ فمن المفروض ان يكتسب القرار الدرجة القطعية.. تنفذ هذه الاحكام حتى لايكونوا ثقلاً على الدولة.. واما اذا كانت الدولة خائفة من اعدامهم لانهم ينتمون الى جهات معينة مثلاً، فعليهم مغادرة السلطة لانهم غير قادرين على تنفيذ القانون.. والدولة الغير قادرة على فرض القانون هي دولة ضعيفة.. وضعفها ينعكس على الشعب بحيث يكون طعماً للارهاب والمجرمين في اباحة دمائهم متى ارادوا ذلك.
فهل يا ترى والدولة في ايامها الاخيرة قادرة على فرض سلطة القانون وتنفيذ قراراته وعلناً.. والقصاص العادل من الجناة.. وبشكل ثوري وفوري ودون تسيس للقضايا.. وللجرائم.؟
انها امنيات شعب.. يريد ان تكون الدولة في هيبتها السلطوية لردع كل من تسول له نفسه في الاساءة الى هذا الشعب.. وحتى يؤمن ايماناً عميقاً بان القانون سيكون الرادع والسيف البتار للجريمة والمجرمين.
محمد عباس اللامي
AZPPPL

مشاركة