القداسة
علي الندة الحسيني بغداد
من نعومة اظفارنا ونحن نرتجف هلعا من مجرد التفكير مجرد الايعاز الذاتي بالمساس بالمقدسات فمن منا نحن الذين نؤمن بالقداسة يقوى على مناقشة القداسة او تعرية المقدسات عن نقابها …من يقوى على تجاوز الخطوط الحمر التي رسمت في ذات المجتمع يمنع تجاوزها بالكامل جملة وتفصيلا فبمجرد محاولة تفسير الواقع الانساني فانك ستتهم بالالحاد او تتهم بالعصيان على الرب او تتهم بالخيانة او تتهم بالتجنيد ولطالما تساءلت لماذا .. ولماذا.. ومن يقف وراء هذه العقيدة ؟؟
ان القداسة هي صندوق سحري بمجرد ان تحاول فتحه فانك ستصاب باللعنة ستصاب بالمجون ستصاب بالضياع فلا تسال لماذا ؟؟؟
فقد تم اقناع المجتمع الانساني المؤمن بالقداسة ان التقرب من صندوق القداسة هو ما يعني اللعنة ؟؟؟لكن في اعماق اهل المنطق رغبة جامحة عملاقة لتعرية القداسة وكشف النقاب عن الحقيقة فالقداسة لا تمت بصلة للمقدسين لا من قريب ولا من بعيد بل تعني جهات اخرى ستتعرى تقف خلف ستارة القداسة فذا هو الانجيل يصر على ان عيسى هو ابن مريم انجبته كما تنجب الامهات ابنائها ويقينا انها تعرضت للطلق واوجاع الولادة هكذا هو الانجيل يقول ان عيسى نبي بشر لانه يشترك مع البشر بخصال الانسانية انه ياكل ويشرب ويلبس الملابس وله انف وعينان وساقان وانه يتالم ويحزن ويبارك بمناصرته للكادحين انه ليس الا بشر وقف بفكره قبل الادلاء بفكرة الرب الواحد بوجه الطواغيت من بني اسرائيل الذين استغلوا الانسان واحالوا بيت المقدس الى محال تجارية انه دعا الى الغاء الهة الاحبار المنسوجة من تعاليم محرفة من التوراة وبالنهاية فهو ثوري يدعو الى حرية الانسان بل الاجمل ان عيسى لم يدعو المتخمين الى اتباعه في ثورته فالمتخمين لا يعطون …
لذا فقد صلب على ايدي اعدائه لكنه تحول بفضل القداسة التي يختبا خلفها الرهبان وذوي الملابس الملونة ليتحول عيسى الى ابن الرب يسوع وما هو الا داعية خلاص وهكذا للاسلام فاذا كان الله يقول وما محمد الا بشر مثلكم ……… و انما انا بشر مثلكم يوحى الي …… وقوله انما انا ابن امة كانت تاكل القديد وقال انما انا اكل واصوم واقيم الليل وهذه سنتي فمن تبعني فهو مني لقد اكد الرسول الاعظم على حقيقة الغاء الربوبية والقداسة لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور اوليائهم مساجد وهنا لطالما تسائلت ان الرضوخ لكل ما اوتي انما هو سفسطة بحته فالقداسة الغت دور الرسل والصالحين في كونهم ثوارا وبشرا بحجة انهم انما يوحى لهم بمعنى انهم مجردون من الاختيار ولو لم يوحى لهم فهم ليسوا بثوار وانهم لم يدعو الى مقارعة الظلم والوثنية ولم يدعو لاقامة حكومة العدل الانساني الا بايعاز من الرب فنحن لانجيز لانفسنا ان نبني قاعدة اخلاقية للثورة لذا فقد نشات المؤسسات الدينية كصمام امان للتحكم بالشعوب بحجة اسالوا اهل الذكر ان كنت لاتعلمون او بحجة هناك من يعلم بالرب وهم وكلاؤه .
ان القداسة هي الغاء دور المصلحين بالكامل لتتحول حياتهم الى قصص واساطير تحكى في المناسبات ولتتحول قضية صلبهم واغتيالهم الى بودقة لصهر اوجاع الشعوب بحجة اصبر فانت لن تصل الى ماوصل اليه المقدسون ؟
لو استدرجنا حياة القديسون بدءا من بني اسرائيل مرورا بتلاميذ عيسى مرورا بالبوذية والهندوس وبقية الاديان نجد اننا نقف امام حقيقة واحدة فقط ان كل المقدسين هم ثوار احرار دعوا الى اقامة قانون العدالة في الارض وكان ثمن دعوتهم للانسان التشرد او الموت او الصلب انهم اناس بسطاء ثوار ليس الا لم يهبطوا من السماء باجساد نورانية انهم قادة امم فمن احالهم الى اجساد نورانية ومن زعم انهم مباركون من الرب ولوكانوا مؤازرون من الرب لما تجرا احد على قتلهم ؟؟؟؟؟الحقيقة الاجمل انهم امنوا بالرب من خلال خدمة المجتمع من خلال محبة الانسان………..لذا فان ارادتهم النابعة من حبهم للرب الواحد اعطت لموتهم طعما فانتصروا بموتهم ليس الا فمن اعطاهم تلك القداسة وجعلهم اربابا من دون الله ومن اجاز للناس ان تعتمر قبعات القداسة والغاء دورهم في انهم ثوار ارادوا لانصارهم ان لا يقفوا صامتين امام الظلم امام الحكام امام بيع الانسان امام كل انواع الفساد؟
ان صندوق القداسة يضم الاف من الجواهر واللالئ التي يمكن للمجتمع ان يستفاد منها فمن منع عن المجتمعات ان لا تفتح صندوق القداسة؟؟
من غلف الصالحين ؟؟؟
من امات الفكر الثوري ؟
؟من جعلهم مقدسون بالكامل رغم ان دمائهم لليوم تسيل مطالبة الشعوب بالثار لهم من كل الظلمة ؟؟؟؟؟وهل تلك الطقوس تثمر ثورة ولم يزل المجتمع الانساني لليوم معرض لاعتى انواع الانتهاك فبفضل القداسة للشعب ان يضحي بالملايين من اجل الحب في موقف ما ولا تجيز لك التعاليم ان تعطي مئة رجل فقط للوقوف بوجه الظلم ؟؟؟؟لماذا تندفع الشعوب للايمان بالقداسة والتضحية بكل شيء من اجل ارضاء الجهات الضبابية التي تحدد مسار الانسان انها اشبه بعملية غسل دماغ للشعوب فاعجب كل العجب من شعوب تندفع صوب القداسة تحت مظلة ارضاء المجتمع للادلاء بالولاء والايمان بالقداسة بينما لاتوجد في الطرف الاخر اي ثمار تجنى بالمقابل ………..الحب اتباع لمنهج العمل ورغبة في التغيير نحو الاسمى وتلك القداسة المنزلة هي التي اخذت المجتمعات الى وادي التطرف ليرى المنتمون انهم الافضل وانهم مستعدون للتضحية من اجل مقدساتهم وانك لتجد ان كل من الغوا القداسة قد تعرضوا للموت فحيكت حولهم اقاصيص بانهم لقوا ثمن تجاوزهم على القداسة بينما الكل تعرض للموت بل ان الانبياء والصالحين تعرضوا لابشع انواع القتل.
فهل كل من تعرض للموت هو مخطا ..انها القداسة ريشة تلون الاشياء حيث تشتهي …لا يوجد في الارض قداسة ولا توجد في الاديان قداسة لشيء ارضي انها فكر لترويض المجتمعات فاذا تجرد الانسان من قداسته فانه سيرى الاشياء على حقيقتها سيرى ان الرب واحد وان الاديان واحدة وان الانسان واحد وان الرسالات الدينية والثورية واحدة تدور ان الانسان هو مراة الله فقط وان الاديان هي ثورة ضد الوثنية واصل الارض هو الانسان الانسان الانسان
/7/2012 Issue 4248 – Date 11 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4248 التاريخ 11»7»2012
AZPPPL