القتلى 90 والجيش الإسرائيلي يتدخل ودمشق:الحل الوحيد في بسط الدولة والأمن بالسويداء

دمشق‭ – ‬الزمان‭ ‬

سيطرت‭ ‬القوات‭ ‬الحكومية‭ ‬السورية‭ ‬معززة‭ ‬بدبابات‭ ‬وآليات‭ ‬ومئات‭ ‬المقاتلين،‭ ‬على‭ ‬قرية‭ ‬المزرعة‭ ‬ذات‭ ‬الغالبية‭ ‬الدرزية‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬مشارف‭ ‬السويداء‭ ‬وتواصل‭ ‬تقدمها‭ ‬نحو‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مراسل‭ ‬لوكالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الفرنسية‭  ‬الاثنين‭.‬

وشاهد‭ ‬المراسل‭ ‬قوات‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬التي‭ ‬دخلتها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬المعارك‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬الأحد‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬من‭ ‬الدروز‭ ‬وعشائر‭ ‬من‭ ‬البدو،‭ ‬وأسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬العشرات‭. ‬

وقال‭ ‬القائد‭ ‬الميداني‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬الشمير‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬القوات‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬مدينة‭ ‬السويداء‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬قال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬البابا‭ ‬للتلفزيون‭ ‬الرسمي‭ ‬إن‭ ‬‮«‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬والأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬محافظة‭ ‬السويداء‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬الاثنين‭ ‬أنه‭ ‬قصف‭ ‬‮«‬دبابات‭ ‬عدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬قرية‭ ‬السميع‭ ‬بمحافظة‭ ‬السويداء‭.‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬ثانٍ،‭ ‬قال‭ ‬المتحدث‭ ‬أفيخاي‭ ‬أدرعي‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬هاجم‭ ‬الدبابات‭ ‬‮«‬وهي‭ ‬تتحرك‭ ‬نحو‭ ‬منطقة‭ ‬السويداء‮»‬،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬تلك‭ ‬الوسائل‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭ ‬قد‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬بوجود‭ ‬تهديد‭ ‬عسكري‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭ ‬وسيتحرك‭ ‬ضده‭ ‬ويواصل‭ ‬مراقبة‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭.‬

وارتفعت‭ ‬الى‭ ‬90‭ ‬قتيلا‭ ‬حصيلة‭ ‬الاشتباكات‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬السويداء‭ ‬بجنوب‭ ‬سوريا‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬دروز‭ ‬وعشائر‭ ‬بدوية،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬المرصد‭ ‬السوري‭ ‬لحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الاثنين،‭ ‬مع‭ ‬دفع‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬بتعزيزات‭ ‬عسكرية‭ ‬لفضّها‭.‬

فيما‭ ‬قال‭ ‬مصدر‭ ‬حكومي‭ ‬مسؤول‭ ‬ان‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد‭  ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬الجيش‭ ‬والسلطة‭ ‬كاملة‭ ‬الى‭ ‬بسط‭ ‬الامن‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬السويداء‭ ‬لحفظ‭ ‬الدماء‭ ‬والأموال‭ ‬والامن‭.‬

وقال‭ ‬الزعيم‭ ‬الدرزي‭ ‬وليد‭ ‬جنبلاط‭ ‬انه‭ ‬يدعم‭ ‬إعادة‭ ‬الامن‭ ‬الى‭ ‬السويداء‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭.‬

فيما،‭ ‬أعلن‭ ‬الجيش‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬أنه‭ ‬هاجم‭ ‬‮«‬دبابات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬قرية‭ ‬سميع،‭ ‬منطقة‭ ‬السويداء،‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬تفاصيل‭ ‬إضافية‭. ‬وسبق‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية‭ ‬أن‭ ‬أكدت‭ ‬أنها‭ ‬ستتدخل‭ ‬لحماية‭ ‬الأقلية‭ ‬الدرزية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعرضها‭ ‬للتهديد،‭ ‬وحذّرت‭ ‬السلطات‭ ‬الانتقالية‭ ‬السورية‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بجنوب‭ ‬البلاد‭ ‬محاذية‭ ‬لهضبة‭ ‬الجولان‭ ‬التي‭ ‬تحتلها‭ ‬إسرائيل‭.‬

وأتى‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬القصف‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬السلطات‭ ‬السورية‭ ‬بدء‭ ‬انتشار‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬السويداء‭.‬

وأكد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يسرائيل‭ ‬كاتس‭ ‬الإثنين‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬سوريا‭ ‬‮«‬تحذير‭ ‬واضح‭ ‬للنظام‭ ‬السوري‮»‬‭ ‬لعدم‭ ‬استهداف‭ ‬الدروز‭.‬‮ ‬

وقال‭ ‬كاتس‭ ‬عبر‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬إكس‭ ‬‮«‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬كانت‭ ‬رسالة‭ ‬وتحذيرا‭ ‬واضحا‭ ‬للنظام‭ ‬السوري،‭ ‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬بالإساءة‭ ‬للدروز‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تقف‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدي‮»‬‭.‬‮ ‬

وتواصلت‭ ‬الاثنين‭ ‬الاشتباكات‭ ‬في‭ ‬الريف‭ ‬الغربي‭ ‬للمحافظة‭ ‬ذات‭ ‬الغالبية‭ ‬الدرزية،‭ ‬بحسب‭ ‬المرصد‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬تدور‭ ‬‮«‬بين‭ ‬مجموعات‭ ‬عشائر‭ ‬البدو‭ ‬وعناصر‭ ‬وزارتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومسلحين‭ ‬دروز‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬السويداء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬‮ ‬

وتعيد‭ ‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬الأحد‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬السلطات‭ ‬الانتقالية‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع،‭ ‬منذ‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬إطاحة‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭/‬ديسمبر‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬وقعت‭ ‬أحداث‭ ‬دامية‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬السوري‭ ‬حيث‭ ‬تتركز‭ ‬الأقلية‭ ‬العلوية‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس،‭ ‬واشتباكات‭ ‬قرب‭ ‬دمشق‭ ‬بين‭ ‬مقاتلين‭ ‬دروز‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬ابريل‭.‬‮ ‬

وفرغت‭ ‬شوارع‭ ‬مدينة‭ ‬السويداء‭ ‬الاثنين‭ ‬من‭ ‬المارّة،‭ ‬فيما‭ ‬شارك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬السكّان‭ ‬بتشييع‭ ‬مقاتلين‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬أصوات‭ ‬القذائف‭ ‬والرصاص‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬اشتباكات‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تسمع،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مصوّر‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‮ ‬

وقال‭ ‬أبو‭ ‬تيم‭ (‬51‭ ‬عاما‭) ‬وهو‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬السويداء،‭ ‬لفرانس‭ ‬برس،‭ ‬‮«‬عشنا‭ ‬حالة‭ ‬رعب‭ ‬كبيرة،‭ ‬والقذائف‭ ‬كانت‭ ‬تسقط‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي،‭ ‬حركة‭ ‬الشوارع‭ ‬مشلولة‭ ‬ومعظم‭ ‬المحال‭ ‬مغلقة‮»‬‭.‬‮ ‬

وأحصى‭ ‬المرصد‭ ‬سقوط‭ ‬89‭ ‬قتيلا‭ ‬في‭ ‬الاشتباكات‭ ‬والقصف‭ ‬المتبادل‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬السويداء‭ ‬وريف‭ ‬المحافظة،‭ ‬وهم‭ ‬46‭ ‬من‭ ‬المقاتلين‭ ‬الدروز‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬مدنيين‭ ‬هم‭ ‬امرأتان‭ ‬وطفلان،‭ ‬و18‭ ‬من‭ ‬البدو،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬قتيلا‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن،‭ ‬و7‭ ‬قتلى‭ ‬مجهولي‭ ‬الهوية‭ ‬بلباس‭ ‬عسكري‭. ‬ونقلت‭ ‬قناة‭ ‬الاخبارية‭ ‬السورية‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬تأكيده‭ ‬مقتل‭ ‬ستّة‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬بعدما‭ ‬أعلنت‭ ‬الوزارة‭ ‬نشر‭ ‬الوحدات‭ ‬‮«‬العسكرية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتأثرة،‭ ‬وتوفير‭ ‬ممرات‭ ‬آمنة‭ ‬للمدنيين،‭ ‬وفك‭ ‬الاشتباكات‭ ‬بسرعة‭ ‬وحسم‮»‬‭.‬

وشاهد‭ ‬مراسل‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮ ‬سيارات‭ ‬محملة‭ ‬بالمقاتلين‭ ‬وارتالا‭ ‬عسكرية‭ ‬كبيرة‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وسيارات‭ ‬مدنية‭ ‬ودراجات‭ ‬نارية‭ ‬تحمل‭ ‬مسلحين‭ ‬متوجهين‭ ‬نحو‭ ‬خطوط‭ ‬التماس‭ ‬عند‭ ‬أطراف‭ ‬مدينة‭ ‬السويداء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سيارات‭ ‬اسعاف‭ ‬تنقل‭ ‬مصابين‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الاشتباك‭ ‬وتتجه‭ ‬نحو‭ ‬مستشفيات‭ ‬دمشق‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬دعت‭ ‬قيادات‭ ‬روحية‭ ‬درزية‭ ‬إلى‭ ‬الهدوء‭ ‬وحضّت‭ ‬سلطات‭ ‬دمشق‭ ‬على‭ ‬التدخل،‭ ‬أعربت‭ ‬الرئاسة‭ ‬الروحية‭ ‬للمسلمين‭ ‬الموحدين‭ ‬الدروز‭ ‬والتي‭ ‬تتبع‭ ‬لحكمت‭ ‬الهجري،‭ ‬أحد‭ ‬مشايخ‭ ‬العقل‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬السويداء،‭ ‬عن‭ ‬‮«‬رفض‭ ‬دخول‮»‬‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة،‭ ‬مطالبة‭ ‬بـ»الحماية‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬‮ ‬

وبحسب‭ ‬المرصد‭ ‬السوري،‭ ‬انطلقت‭ ‬‮«‬شرارة‭ ‬الاشتباكات‭ ‬السبت‭ ‬بعد‭ ‬اختطاف‭ ‬تاجر‭ ‬خضار‭ ‬درزي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسلحي‭ ‬البدو‭ ‬الذين‭ ‬وضعوا‭ ‬حواجز‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬السويداء‭ – ‬دمشق،‭ ‬ليتحوّل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬خطف‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‮»‬‭. ‬وقالت‭ ‬منصة‭ ‬السويداء‭ ‬24‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المخطوفين‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬ليل‭ ‬الأحد‭.‬‮ ‬

لكن‭ ‬المرصد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬توتّر‭ ‬متواصل‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الاشتباكات‭ ‬ذات‭ ‬الخلفية‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‮»‬‭ ‬بين‭ ‬مسلحين‭ ‬من‭ ‬الدروز‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن،‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬درزية‭ ‬قرب‭ ‬دمشق‭ ‬وفي‭ ‬السويداء،‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬مسلحون‭ ‬من‭ ‬عشائر‭ ‬البدو‭ ‬السنية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭.‬

وأسفرت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬تلك‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬119‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بينهم‭ ‬مسلحون‭ ‬دروز‭ ‬وقوات‭ ‬أمن‭. ‬وعلى‭ ‬إثرها،‭ ‬أبرم‭ ‬ممثلون‭ ‬للحكومة‭ ‬السورية‭ ‬وأعيان‭ ‬دروز‭ ‬اتفاقات‭ ‬تهدئة‭ ‬لاحتواء‭ ‬التصعيد‭.‬‮ ‬‭ ‬ومنذ‭ ‬أيار‭/‬مايو،‭ ‬يتولّى مسلحون‭ ‬دروز‭ ‬إدارة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬السويداء،‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬المحلية‭ ‬والسلطات‭. ‬لكن‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬ريف‭ ‬المحافظة‭ ‬أيضا‭ ‬مسلحون‭ ‬من‭ ‬عشائر‭ ‬البدو‭ ‬السنة‭. ‬وكتب‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬أنس‭ ‬خطاب‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬غياب‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬منها،‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬السويداء‭ ‬وريفها‭ ‬من‭ ‬توترات‭ ‬مستمرة‮»‬،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لا‭ ‬حل‭ ‬لذلك‭ ‬إلا‭ ‬بفرض‭ ‬الأمن‭ ‬وتفعيل‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬وعودة‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‮»‬‭.‬‮ ‬

البقية‭ ‬على‭ ‬الموقع

وفي‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬الإخبارية،‭ ‬قال‭ ‬المتحدّث‭ ‬باسم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬البابا‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬نزع‭ ‬سلاح‭ ‬كامل‭ ‬المجموعات‭ ‬المسلحة‭ ‬المنفلتة‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون‮»‬‭.‬‮ ‬

‭- ‬توتر‭ ‬متكرر‭ -‬

وبعد‭ ‬توليها‭ ‬الحكم،‭ ‬حضّ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والموفدون‭ ‬الغربيون‭ ‬الذين‭ ‬زاروا‭ ‬دمشق‭ ‬السلطة‭ ‬ذات‭ ‬التوجه‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأقليات‭ ‬وضمان‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬وسط‭ ‬هواجس‭ ‬من‭ ‬إقصائهم‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬طائفية،‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭.‬

وفي‭ ‬حزيران‭/‬يونيو،‭ ‬أسفر‭ ‬هجوم‭ ‬انتحاري‭ ‬على‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬25‭ ‬شخصا‭. ‬واتهمت‭ ‬الحكومة‭ ‬تنظيم‭ ‬الدولة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتنفيذه،‭ ‬ما‭ ‬فاقم‭ ‬مخاوف‭ ‬الأقليات‭.‬

وتُقدّر‭ ‬أعداد‭ ‬الدروز‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مليون،‭ ‬تتركّز‭ ‬غالبيتهم‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬جبلية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والأردن‭.‬

يقدّر‭ ‬تعدادهم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بنحو‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬يعيش‭ ‬معظمهم‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬البلاد‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬محافظة‭ ‬السويداء‭ ‬معقلهم،‭ ‬كما‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬مدينتي‭ ‬جرمانا‭ ‬وصحنايا‭ ‬قرب‭ ‬دمشق،‭ ‬ولهم‭ ‬حضور‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬إدلب،‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬البلاد‭.‬

مشاركة