القادم أجمل

القادم أجمل

 صباح جميل ككل يوم يذهب به الى العمل الذي يجمعه بزملائه .

وفي وقت الاستراحة وعند ذهابه لتناول الغداء كالعادة يرن هاتفه بإشعار رسالة . نصها يقول

إن لم تأت لتطلب يدي وتصلح غلطتك سأنتحر !

كانت مفاجأة لورود هكذا كلام من قبل زميلة في العمل .

هنا بدأت الحيرة كيف يكون رده وما سيقول بهذا الصدد وهو يعلم جيداً أنه ليس على علاقة بها أصلاً سوى صباح الخير وقليل من الاهتمام المتبادل بحكم العمل.

إجتمعت قوته واصراره في اختيار ردود نابية توقف هذه التهمة التي اسماها مبتدعة يقف ليبحث عنها فيراها في نهاية المطعم جالسة لوحدها فتقدم اليها بهدوء وعيناه تحترقان غضباً حتى وصل اليها وهي تقلب فُتات مابقي من طعامها على المائدة فتفاجأ بوقوفه أمامها بدون القاء التحية .

فيقول ماتقصدين بهذا الهراء في رسالتك !

فتسيل دموعها بلا توقف

فتعجب لأمرها فما كان به الا ليجلس امامها ليعرف السبب .

زاد قلقه وردد سؤاله بصيغة اخرى هادئة مالأمر

نظرت اليه قائلة :

قد أخفيت حبك لسنوات عديدة في نفسي لكن الان لا استطيع الكتمان بعد ان اخبرتني امي ان رجلاً سيأتي يطلب يدي من أهلي فما كان لي الا ان اكتب والخوف يملأ حروفي ورجفة يدي فكتبت اليك ولا أعي ماكتبت !

تهاوت قلاع الغضب بداخله وهي تسقي مناديلها بوافر دموعها حتى اخبرها ان لاتخافي !؟

ان كنت قد اخفيت سراً فأنا أخفي السر نفسه لكني لم أجرؤ ان أصارحك بما يفوق قوتي .

تحولت دموعها لغرابة الامر وسكون الكلام المبعثر الى قولها أأنت صادق بما تقول ام انك تواسي حزني ؟

قال بل هي الحقيقة انتظري حتى تصبح واقعاً

وعند المساء والاهل بإنتظار

الرجل الذي سيتقدم لخطبة الفتاة واذا به هو نفس الشخص الذي أرسلت اليه الرسالة ،،

ماهذه الصدفة التي لم تكن تحلم بها أبداً الرجل كان مقدماً على خطبتها لأنه كان معجباً بهـــــا ولم يخبرها ابداً.

وهنا نرى ان الامور تحتاج الى صبر فالقادم اجمل بإذن الله.

حازم العراقي – بغداد

مشاركة