العيساوي لا أنتظر شاليطاً جديداً لإطلاقي
والدة وشقيقة صاحب أطول اضراب بين السجناء الفلسطينيين تتعرض للضرب داخل المحكمة
رام الله ــ الزمان
دخل الأسير المقدسي سامر العيساوي المضرب عن الطعام التاريخ كصاحب أطول إضراب مفتوح عن الطعام، ومازال متواصلاً. وقالت عائلة الأسير العيساوي إن ابنهم أصبح كومة عظام ويتهدده الموت في أية لحظة، مشددين على أن إرادته تواصل قهر السجان حتى نيل مطالبه وحقه بالحرية .
وفي هذا الشأن؛ قالت وزارة إعلام الضفة الغربية، في بيان لها إن استمرار اعتقال العيساوي تنفيذاً لحكم إعدام على دفعات، في دولة احتلال تدعي احترامها للقوانين الدولية وتتفاخر بعدم تطبيقها لهذا النوع من الأحكام .
وأكدت الوزارة أن الاحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن حياة العيساوي، مطالبة مجالس حقوق الإنسان الأممية ومجلس الأمن الدولي والأطر الحقوقية إلى التوقف عن الصمت المتواصل منذ أكثر من مائتي يوم، مشددة أن الوقت قد حان لقيام تلك المؤسسات بواجبها وإنقاذ حياة الأسير العيساوي. الأسير سامر العيساوي يواصل أطول إضراب مفتوح عن الطعام في التاريخ.
لن أنتظر شاليطاً آخر لأنال حريتي، بموجب صفقة لا يحترم بنودها المحتل، سأنتزعها بالإضراب عن الطعام .. الاسير سامر من مركز تحقيق المسكوبية.
هذه هي كلمات الأسير الفلسطينيي سامر العيساوي التي تحدى بها سجانيه. العيساوي هو أحد الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في الثامن عشر من تشرين الثاني من العام 2011، كان سامر اعتقل في نيسان عام 2004 وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 30 عاما، انهى من هذه المده 10 اعوام الى ان افرج عنه ضمن الصفقة.
ما أراده سامر العيساوي، الأسير المقدسي، هو أن يمد يده ليصافح أمه أثناء بدء جلسة استئناف في محاكمته في محكمة إسرائيلية، إلا أن وحدة السجانين حوله أنزلت يده فمدها مرة أخرى وأمسك بثوبها وبعدها هجمت الشرطة عليه وضربته ضربا مبرحا واعتدت على والدته المريضة وعلى أخته المحامية شيرين العيساوي وعلى عمه وإخوته وأبناء عمه وقالت والدته أم رأفت إن القاضي عندما شاهد الفوضى ترك القاعة وذهب عوضا عن الأمر بوقف ضربهم وإنهم ضربوا ولدها في جميع أنحاء جسده وهو المضرب عن الطعام منذ 142 يوما، هزيل الجسد وبصحة سيئة.
سامر العيساوي حرر في صفقة شاليط الأخيرة إلا أن إسرائيل اعتقلته في شهر تموز الماضي بتهمة الدخول الى الضفة الغربية استنادا الى بند في الصفقة. يتيح لإسرائيل اعتقال محرري الصفقة لأي سبب يراه الحاكم العسكري في مناطق الضفة هذا ما تقوله المحامية شيرين العيساوي شقيقة سامر وعليه فتح هو بإضراب عن الطعام، تقول شيرين إن محاكمة سامر تتم في محكمتين، محكمة عوفر ومحكمة الصلح الإسرائيلية وتقول أيضا إن إسرائيل معنية بتأجيل المحكمة حتى تطيل فترة اعتقال سامر أكثر وقت ممكن إضافة الى أن التهمة الموجهة إليه لا يمكن تثبيتها.
ويقول هاني العيساوي عم سامر بأن أبناءه الذين كانوا في المحكمة تعرضوا للضرب مع والدة سامر وأخته ولم يكن هناك مبرر للضرب. والدة سامر أم رأفت تجلس دامعة العينين بين صور أبنائها قدمت منهم شهيدا وأسر كل أبنائها ومنذ أكثر من عشرين عاما تزور السجون الإسرائيلية وهي تعاني أمراضا كثيرة تصعب من حركتها. وكان أطباء من الصليب الأحمر قد أبلغوها وفق قولها إن حالة سامر الصحية سيئة جدا وإن جسمه يأكل عضلاته بسبب الصيام المستمر. وبعد هذا الاعتداء سجل حي العيساوية شمالي القدس مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات من الجيش والشرطة الإسرائيلية التي أغلقت مدخل الحي شمالي القدس.
الفلسطينيون يرون أن هنالك معاملة ممنهجة تجاه الأسرى من أراضي ثمانية وأربعين والقدس كونهم يحملون البطاقة الزرقاء الإسرائيلية هذا رغم أن المقدسيين يحملون بطاقة إقامة فقط.
لم يسلم سامر من مضايقات جنود الاحتلال حتى بعد الافراج عنه، حيث تفيد اخته شيرين كان خلال الشهر يتم ايقافه أكثر من مرة خلال تنقله داخل القدس، ويتم احتجازه لساعات قد تصل إلى 10 في مراكز الشرطة والتحقيق .
يعتبر الاسير سامر العيساوي اول اسير مقدسي يتم اعتقاله من الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل مع الجندي الاسرائيلي شاليط، الا ان قوات الاحتلال قامت باعتقال 5 أسرى محررين من سكان الضفة الغربية المحتلة كان قد تم الافراج عنهم ضمن صفقة التبادل، وتطالب هؤلاء الاسرى بإنهاء محكومياتهم السابقة، بحجة وجود معلومات ادارية سرية، وفي هذا خرق واضح للمعايير والقوانين الدولية والإنسانية، وعدم احترام للصفقة التي تمت بوساطة مصرية.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس الثلاثاء، عن قلقه حيال تدهور الحالة الصحية للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية، داعيا إلى إطلاق سراحهم أو محاكمتهم. وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم بان، إن الأمين العام قلق للغاية حيال التدهور السريع لصحة السجناء الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل والمضربين عن الطعام، وخصوصا حيال الوضع الصحي الدقيق لسامر العيساوي.
وأضاف المتحدث أن وضع السجناء المعتقلين إداريا من دون توجيه إتهام إليهم هو موضع قلق. ينبغي توجيه إتهام إلى هؤلاء المعتقلين ومحاكمتهم مع اعطائهم كل الضمانات الدولية أو الإفراج عنهم سريعا .
وتابع أن الأمين العام يدعو إلى حل سريع يتيح التعامل مع الوضع الميؤوس منه لهؤلاء السجناء والحفاظ على الهدوء .
وينفذ أربعة أسرى فلسطينيين هم سامر العيساوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق القعدان إضرابا عن الطعام منذ أشهر عدة مطالبين السلطات الإسرائيلية بالإفراج عنهم، فيما أعلن أكثر من 800 أسير آخرين اضرابا عن الطعام ليوم واحد تضامنا معهم، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح نيسيركي أن الأمين العام بحث هذه القضية في تشاور أخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
من جهتها حملت الجامعة العربية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سامر العيساوي ورفاقه وطالبت بإطلاق سراحهم.
وأثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في رسالتين إلى بان كي مون وضع العيساوي ورفاقه الثلاثة المضربين عن الطعام.
وحذر عباس في وقت سابق من انهيار لا يمكن السيطرة عليه اذا لم يتم إنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
وناشد عباس العالم أجمع بأن ينظر إلى قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال بجدية ومسؤولية . وقال أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن العيساوي والشروانة اعتقلا لأنهما انتهكا شروط اتفاق صفقة شاليط وعادا للقيام بأنشطة غير قانونية تشكل خطرا . ورفضت محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة القدس، الإفراج عن العيساوي بكفالة.
تم اعتقال سامر اثناء اجتيازه لحاجز عسكري احتلالي يسمى حاجز جبع يقع شمال شرق مدينة القدس المحتلة في السابع من تموز 2012، حيث تم انزال سامر من السيارة التي كانت تقله اثناء عودته من مدينة رام الله، ونقل إلى مركز تحقيق المكسوبية فمكث هناك 28 يوما كان خلالها يتعرض للتحقيق المستمر والذي كان يتواصل لمدة 22 ساعة يوميا يحرم خلالها من النوم او الراحة. ولمدة 23 يوما في المسكوبية كان سامر ممنوعا من لقاء المحامي، بهدف ممارسة الضغط عليه اثناء التحقيق، ولعزله عن العالم الخارجي.
التهم الموجهة ضده
والوضع القانوني
قدمت لسامر لائحة اتهام يحاكم ضمنها في محكمة الصلح بالقدس، جاء من اهم بنودها خرق بنود إطلاق سراحه المشروط ودخول مناطق الضفة الغربية.
كما وتعقد له محاكم في محكمة عوفر العسكرية أمام لجنة عسكرية تدعى لجنة شاليط ، والتي اتخذت قرارا بأن يستكمل سامر ما تبقى له من سنوات في حكمه السابق أي ما يقارب 20 عاما، وذلك بناءا على إدعاء اللجنة بوجود شبهات ضده استنادا لمعلومات استخباراتية سرية، لا يسمح للأسير سامر ولا لمحاميه الاطلاع عليها. أعلن سامر العيساوي اضرابه عن الطعام في الاول احتجاجا على اعادة اعتقاله والمطالبة بإعادة محاكمته بناءا على ملف سري لا يسمح له بالدفاع عن نفسه. هذه العوامل دفعت سامر لخوض الاضراب عن الطعام بشكليه الجزئي والمفتوح للمطالبة بإطلاق سراحه، كون الاضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد امامه لنيل حريته.
العائلة
ينتمي سامر الى عائلة مقدسية مكونة من 6 اخوة واختين بالإضافة للام والأب، علماً أنه أخ الشهيد فادي العيساوي الذي استشهد عام 1994 في مجزرة الحرم الابراهيمي، وأخ الأسير مدحت العيساوي، الذي قضى 19 عاما من حياته داخل الاسر. كذلك اخته المحامية شيرين العيساوي التي اعتقلت لمدة سنة كاملة عام 2010.
AZP02