العودة والإندماج
الهجرة والمهجرين وستراتيجية التنفيذ
حين نتحدث عن السلام يجب أن نعرف أولا ما هو مفهوم السلام.
فالسلام ليس الهدوء الذي يأتي بعد شدة آلم وأسى ونكبة أو محنة وليس شعور وقتي بالهدنة أو المصالحة وليس صمت المقابر سلاما كما أنه ليس مساهمة القصد منها صالح الجميع.
السلام هو عمل فعلي جاد..السلام هو سخاء..هو حق وهو واجب ما به أشفاق.. السلام أن تنام مطمئنا لا تخاف الغدر و الخيانة.. السلام أن تأمن لأخيك ويأمن لك ..السلام قناعة وأحساس وشعور أن رغيف الخبز موجود لأولادك.. السلام هو فعالية مستمرة ورعاية دون منّة.
من هذا المفهوم أنطلق عمل وزارة الهجرة والمهجرين في ستراتيجية باتت عينها ساهرة لتنفيذها وأنهاء الغربة والمعاناة سواء الغربة خارج البلد بسبب الحكومة السابقة بحثا عن الأمان أو الغربة داخل البلد بسبب العنف الطائفي أو المجتمعي الذي عشنا وتجرعنا الآمه وويلاته… فكان شغل الوزارة وشاغلها كيف تمد يد العون لتحقيق الأمان والسلام والأستقرار للفرد والعائلة وبالتالي للمجتمع والبلد ككل.
أن السيد (ديندار نجمان شفيق) وزير الهجرة والمهجرين يطمئن المواطن العراقي الذي تعرض للتهجير القصري وترك منزله ولاقى مالاقى من ألوان الذل والخوف والتشرد في داخل بلده أن الوزارة ستمنحه بل بالفعل منحته ما يستطيع به أن يقاوم صعوبات الحياة وأن يتخطاها بثبات مع أسرته بعد أستقرار الوضع الأمني فكانت الستراتيجية الموضوعة على ثلاث محاور هي :
أولا- العودة:والقصد منها أعادة اللحمة بين المواطنين لمعالجة النسيج الأجتماعي وعودة العوائل العراقية الى أماكن سكناها وحققت الوزارة أنجازات في هذا الجانب وذلك بعودة (197)ألف عائلة عراقية سواء من داخل أو من خارج العراق وخلال سنتين منذ عام (2008وحتى2011) حيث توقفت عملية النزوح الأجتماعي.
ثانيا- الأندماج: والمقصود بها بقاء أو أستقرار العوائل النازحة في الأماكن التي نزحت اليها وقد منحت الوزارة مبلغ وقدره مليونين ونصف المليون لكل عائلة لتساعدهم على الأندماج في المكان الجديد.
ثالثا – التوطين:ويقصد بها أن ينزح المواطن أو العائلة من مكان وينتقل الى أخر ثم يستقر في مكان ثالث فمثلا ينزح المواطن أو العائله من محافظة ديالى الى محافظة بغداد وأراد أن يستقر في محافظة النجف فقدمت الوزارة كل التسهيلات الممكنة في معاملات النقل ومنحته مبلغ وقدره مليونين ونصف المليون لمساعدته في الفترة الأولى حتى يستقر ويمارس حياته بشكل طبيعي.
كما واجهت الوزارة تحديات كثيرة وكبيرة منها مشكلة السكن وتوفير مجمعات سكنية للنازحين وقد أنجز منها بنسبة 80 بالمئة في محافظة ميسان والبصرة وبغداد حيث وفرت 300 شقة سكنية مع خدماتها وتوفير مدارس ومركز صحي . كما أشار سيادة الوزير الى أن هناك ما يسمى بالدور الأقتصادية أو الواطئة الكلفة حيث وفرة قطع سكنية صغيرة تأخذ موافقتها من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة هي التي تقوم بتمويل أكثرها في الوسط والجنوب وهناك خمس مجمعات منها بدأت بتنفيذها حول بغداد بصوبيها الكرخ والرصافة. وستبدأ قريبا في منطقة سبع البور وستقدمها للنازحين دون مقابل .
وحرصت الوزارة على شمول المهجرين بقطع الأراضي وفق ضوابط وشروط منها العوائل الأكثر فقرا وحجما وهشاشة والعوائل التي تعيلها أمرأة أو التي يوجد عوق عند احد أفرادها وغيرها من الشروط في هذا السياق.
وتضمنت ستراتيجيتها ايضا توفير فرص عمل وخاصة للعائدين من خارج القطر حيث خصصت الوزارة (10 مليار) دينار عراقي حيث هناك برنامج كامل لتهيئة عمل للعائدين لكي تساعدهم على الأرتباط بالعمل والأبتعاد عن فكرة الهجرة.
وأولت الوزارة أهتماما كبيرا بتشجيع أصحاب الكفاءات في الخارج والتواصل مع المغتربين وفي كثير من دول العالم من خلال سفاراتنا وتوزيع استمارات من شأنها ترغيبهم بالعودة الى الوطن وتتعهد لهم بتوفير أمتيازات مادية ومعنوية من أجل أستقرارهم في بلدهم. أما المضطهدين سياسيا والمبعدين خارج القطر وحسب القوانين يحصلون على قطع أراضي تمنح لهم أما الفصل السياسي فتتعهد الوزارة بعودتهم الى أعمالهم وتضاف تلك الفترة لأغراض التقاعد والعلاوة .
أن وزارة الهجرة والمهجرين لديها الكثير والكثير وتحمل في جعبتها مساعدات لكل العوائل التي تعرضت لأي نوع من أنواع الأضطهاد والعنف.أن القائمين بالعمل وفق هذا البرنامج المذكور آنفا من الوزير وحتى أصغر موظف في هذه الوزارة يعملون بجهد متميز ومتفاني لمساعدة المنكوبين وملتزمين بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام :وتعاونوا على البر والتقوى…
فكان عمل وزارة الهجرة والمهجرين نعم العمل الصالح الذي تأبى أن يغمض لها جفن الا وكل عيون العراقيين قريرات وهذه شيم العراقيين فكلهم أسرة واحدة يشتركون في الحياة بحلوها ومرها .
أبعد الله عنهم كل بلاء ولم شملهم تحت سماء العراق الحبيب .
حذام أسماعيل العبادي – بغداد
/8/2012 Issue 4270 – Date 6 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4270 التاريخ 6»8»2012
AZPPPL
