العلاج بالموسيقى.. من يقتنع ؟

العلاج بالموسيقى.. من يقتنع ؟
يطبق في عديد من الدول المتقدمة في العالم اسلوب العلاج بالموسيقى الذي يحقق نتائج ايجابية بين المرضى النفسيين واصحاب الامراض المزمنة.. ويحب ملايين من الرجال والنساء والشباب والشابات والمراهقين والمراهقات في كل بقاع الدنيا الموسيقى ذات النغمات الحزينة والمفرحة او الصاخبة.
بعض الدول لجأت الى علاج الجنود بعد الحرب العالمية الثانية بالموسيقى بعد ثبوت انعكاساتها النفسية عليهم وسعى الباحثون لمعرفة تأثير الموسيقى على الشخص وتبين انها ليس ذات مركز عصبي محدد على الدماغ بل هي منتشرة على قشوره وتأثيرها يشمل المراكز العصبية كالسمع والنطق ويساعدها على التحسن والشفاء عندما يشعر المريض بحالة من الاسترخاء والسعادة والهدوء حيث تخفض المسيقى هرمون الاكتئاب(كورتيزول) وتخفض من الشعور بالالم وتساعد على تنشيط مناعة الجسم، ويختلف استخدام الموسيقى حسب المعالجة وقد تستخدم الالحان في بعض الحالات لتصبح دواء مثل الجلطة الدماغية، واطفال التوحد.. والذين يعانون من امراض رئوية..
واذ نأتي في العراق الذي يضم كبار الموسيقيين المبدعين.. ولكن كيف يتقبل المريض العراقي.. الموسيقى لعلاجه..
كان المرحوم الباراسايكولوجي .. العراقي.. المعروف بالشيخ البصير(عبد الفتاح الحمداني) من محافظة كركوك، الذي كان يعالج المرضى بالموسيقى.. وطبق هذه الطريقة في الاردن وتركيا، وكان العازفان المبدعان جلال وندي ومنير بشير.. وحكمة ناهي. يعزفون لمرضى الشيخ. وجاء الشيخ الى بغداد، وذهبت معه شخصياً الى شقة الفنان المبدع نصير شمة في الكرادة داخل.. واتفقا على معالجة البعض بطريقة الموسيقى.. في اللقاء الثاني.. كان شمة قد جلب عدداً من معارفه لمعالجتهم.. وكان هو يعزف لهم والشيخ البصير يمرر يده فوق موضع الالم.. ويحقق نتائج ملموسة على حد قول المريض..
وفي مكان عمل الشيخ البصير في فندق العباسي في بغداد.. عالج طفلاً بهذه الطريقة وكان والده موسيقياً في دائرة الاذاعة والتلفزيون العراقي وبعد (90) جلسة موسيقية.. كتب الله تبارك وتعالى الشفاء لهذا الطفل الذي بدأ يمشي… وتمنى الشيخ البصير، فتح عيادة العلاج بالموسيقى.. وكان يدرك انه سيموت ولم تحقق له اي جهة طموحه في معالجة المرضى سواء بالموسيقى او بيديه.. وكان المرحوم الاستاذ الطبيب الاديب الحارث عبد الحميد مدير عام دائرة البحوث النفسية والتربوية من المشجعين لمشروع الموسيقى للعلاج… ولكن المواطن العراقي.. المريض سواء كان امياً.. مثقفاً.. اكاديمياً.. هل يقتنع بمشروع الموسيقى والعلاج.. ام يستهزئ بهذا العمل.. الموجود حالياً في دول العالم.
شاكر عباس – بغداد
/7/2012 25 Issue 4260 – Date Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4260 التاريخ 25»7»2012
AZPPPL

مشاركة