العرب 2013
سعد عباس
أيْ نعم، اكتظ 2012 بما لا يحصى من الكآبات والخيبات والمرارات والاختناقات والفتن والمحن في بلاد العرب أوطاني.
أيْ نعم، أريقت دماء غزيرة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين ومصر وتونس واليمن وسواها من بلاد الحزن أوطاني.
أيْ نعم، تعثرت مسارات الربيع في بلاد، ولا يزال الربيع حلماً في أخرى، وتحوّل الى كابوس في ثالثة.
أيْ نعم، أورث 2012 تركة ثقيلة كئيية لـ 2013.
إنما، يأتي 2013 بما لم يأت سابقوه بمثله من أمل برغم كمّ الإحباط والخيبة. وهو أمل يتأسس للمرة الأولى في التاريخ الحديث لبلادنا العربية على ركائز كانت الى وقت قريب عصيّة حتى على الأحلام الرومانسية النبيلة للشهداء في مسيرة النضال الطويل ضد الاستبداد والقهر والظلم.
للمرة الأولى، تنتهي في بلادنا العربية والى الأبد أسطورة ألوهية الحاكم، بعد أن كان الغالب الأعمّ من الجمهور مصدّقاً بهذه الأسطورة ولا يخالجه أيّ شكّ في بداهتها، بل ويصدّق أيّ تخوين لمعارضيها وإْذا هو تعاطف مع من ينتهي الأمر بهم في المعتقلات والقبور فإنّ تعاطفه هذا لم يكن ليهزّ قناعته بألوهية الحاكم الذي لم يكن بحاجة الى من ينظّر لهذه الألوهية.
لكن الحال انقلب رأساً على عقب منذ هبّت أولى نسائم الربيع العربي، فقد تحرر هذا الجمهور من الأسطورة، وبات مختطفو الثورات من المستبدين الجدد لا يجدون من ينخدع بها، وهذا ما يفسّر اللجوء الى تسخير منابر الجمعة لإسباغ عناوين دينية تجعل من معارضة الحاكم معارضة للدين، ورفض دستور الحاكم رفضاً للشريعة.
من المؤسف بالطبع أن يستنسخ الإسلام السياسي في مصر التجربة الخبيثة لقرينه في العراق التي أساءت كثيراً للدين الحنيف، إنْ في فرض دستور مشوّه يناقض قيم الشريعة في غير موضع، أو في تقسيم المجتمع طائفياً، أو في تكريس الثأرية والإقصاء والقسوة والإرهاب.
إنما، ثمة أمل في أن يستوعب المصريون الدرس أسرع من أخوتهم في العراق، فيتداركوا اختلالات ما بعد ثورة يناير ببرلمان معبّر عن إرادة الأمة لا عن إرادة فصيل منها.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول الدوس هكسلي تأليف كتاب سيء يتطلب الجهد نفسه الذي يتطلبه تأليف كتاب جيد، وكلاهما يمثل روح الكاتب ؟
جواب جريء
ــ قول كارل بوير يجب أن يبدأ العلم بالأساطير ونقدها .
AZP02
SAAB


















