العرب والتغيرات الدوليه – خالد الخزجي

العرب والتغيرات الدوليه – خالد الخزجي

 يشهد العالم اليوم تحولات في العلاقات والتحالفات الدولية نتيجة تغير سياسة تلك الدول بما تعتقد ان هذه المتغيرات تصب في خدمة مصالحها في الحاضر والمستقبل ..أضافة الى ماحصل من تداعيات الانسحاب البريطاني من الاتحاد الاوربي والذي انعكس سلبا على سياستها الماليه واقتصادها الذي كان في وقت قريب واحداً من اقوى اقتصاديات العالم ..؟

ولا أستبعد من خلال نظرتي ومتابعتي المتواضعة للاحداث الدولية أن تتراجع بريطانية عن قرار انسحابها من الاتحاد الاوربي تجنبا لخسائر كبيرة أخرى تضاف لخسائرها التي تحققت ..والتي اثارت مشاعر وتخوف الكثير من المخالفين لهذا الانسحاب ؟ الامر الاخر.تحرك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ..لاعادة علاقة بلده الدبلوماسية والاقتصادية مع روسيا بعد التشنج الذي حصل بالعلاقات بين البلدين ..بعد قيام القوات التركية باسقاط طائرة حربية روسية ..واختلاف وجهة النظر والموقف تجاه مايحدث في سوريا ورئيسها بشار الاسد ..هذا التطور السريع والمهم في السياسة التركية لم يكن وليد الساعة..وأنما حصل بعد ان ادركت تركيا ان الولايات المتحدة الامريكية ..تعمل خلافا لمصالحها الاقليمية ..وخصوصا ضعف الموقف الامريكي مع تركيا في ازمتها مع روسيا والتي كادت تودي الى حرب بين البلدين ..؟؟

اضافه الى ذلك ان تركيا ادركت تطور العلاقات السرية والعلنية بين ايران وامريكا ..وخصوصا ان الاخيرة اعطت الضوء الاخضر وأرخت الحبل لايران لتدخلها في العراق وسوريا بشكل مباشر ..وغضت النظر عن تدخلها في اليمن ولبنان ..على العكس مما يصرح به الساسة الاميركان بعدائهم لايران وان ايران هي الدولة الاولى الراعية للارهاب كما يدعون ويزعمون..أن اعادة العلاقات بين تركيا وروسيا ..سيترتب عليه فوائد اقتصادية كبيرة ستجنيها تركيا اولها ستحصل تركيا على مبلغ يقارب ثلاثة مليار دولار سنويا من مدخولات السياحة التي ينفقها الروس في تركيا …ثانيا ..ستعود روسيا لضخ 80 مليار لتر مكعب من الغاز عبر الانابيب المارة بالاراضي التركية الى اوربا ..وهذه سترد عائدات مالية اضافية الى الخزينة التركية..

 وثالثا..سارعت تركيا الى فتح الابواب المغلقة بينها وبين اسرائيل لاعادة صفاء الاجواء بين البلدين بعد تدهور العلاقات بينهما ..عندما قامت اسرائيل بانزال جوي على سفينة ((نافي مرمره )) في عام 2010 والتي كانت تحمل مساعدات لشعب غزة المحاصرانذاك هذا التحرك في اعادة العلاقات كان اول ثماره تعهد اسرائيل بدفع مبلغ عشرين مليون دولار تعويضات لعائلات عشرة اتراك قتلوا في هذا الهجوم..رابعا ..أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوربي سيعيد بصيص اليه الامل لقبول انضمام تركيا لهذا الاتحاد ..بعد ان كانت بريطانيا العقبة الكبيرة في الوقوف ضد دخول تركيا لهذا الاتحاد ..بعد تعنت المانيا وفرنسا لقبول انضمام تركيا …وحيث ان انسحاب بريطانيا سيضعف موقف الاتحاد الاوربي …فاعتقد انه أن الاوان لقيام تركيا باللعب على المصالح الاقتصادية والسياسية لتتمكن من استحصال موافقة دول الاتحاد الاوربي للانضمام اليها..وتحاول اليوم المملكة العربية السعودية التوسط في اعادة العلاقات بين جمهرية مصر العربية وتركيا التي ساءت بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي عن كرسي الرئاسة وتولي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي مسؤولية الحكم ..في الثالث من حزيران عام 2013 ..الذي اروم الوصول اليه في موضوع بحث مقالي لهذا اليوم ..هذه التحولات في التحالفات الدولية التي نحلل مضامينها على ما نراه ونسمعه عبر الاعلام المتنوع ..وتصفحنا لما تنشره وكالات الانباء والاخبار الدولية …الا اننا نعترف ان هنالك اتفاقات ومعاهدات سرية بين تلك الدول لا يمكن ترويجها والاعلان عنها بشكل علني عبر وسائل الاعلام او غيرها ..وانما تبقى يحافظ عليها بشكل سري بين الاطراف المتحالفة .. وهذا مانخشاه نحن العرب الذين نشكل في هذه الصراعات والتحالفات الدولية ..عوامل مشتركة ومصالح مهمة لكل تلك الدول …لقد ادركت تركيا ما لم يدركه العرب ان السياسه الامريكيه مع حلفائها لا يمكن الاعتماد عليها ..وان تلك السياسة لم تُبن على مبادىء صادقة..

وخير مثال على ذلك سياستها غير المستقرة مع المملكة العربية السعودية رغم ما تحققه امريكا من فوائد اقتصادية من المملكة وكذلك تباين سياستها مع مصر ومحاولة التامر عليها في اكثر من مناسبة …واعلانها المزيف عبر البعض من سياسييها انها ضد السياسة الايرانية خصوصا في العراق وسوريا كل ذلك ما هو الا سياسة نفاق تلعبه مع العرب ..وخصوصا موقفها من القضية الفلسطينيه؟؟اخيرا لااريد ان ادخل بشكل تفصيلي بتداعيات هذه التحولات في العلاقات الدولية كي لا اطيل اكثر من ذلك ..

لانه للاسف الشديد أن الكثير من قراء هذا الزمان ..ما ان يجد ان الموضوع طويلاً ..لا يكلف نفسه في قراءته مهما تكون اهميته .

ولكن أريد ان اوجه سؤالاً الى الحكام العرب بشكل عام والجامعة العربية بشكل خاص هل انتم بعيدون عما يجري من مستجدات والتداعيات التي يشهدها العالم اليوم ؟اليس من الضروري والواجب ان تجتمعوا لدراسة هذا الواقع الجديد ؟اليس من المهم تجتمعوا تحت قبة الجامعة العربية ..لتخرجوا بقرارات تخدم مصالح دولكم وشعوبها على ضوء تلك التغيرات…؟الا تعلموا انكم محور رئيسي في التغير الحاصل في السياسة الدولية …فماذا تنتظرون ؟أتريدون أن ننتظر ما ستنتج عنه تلك المتغيرات ..ونقول نعم لما تمليه علينا القوى الكبرى والاقليمية المتصارعة .؟

مشاركة