العرب أكثر عدلاً وكرماً وأقل قسوة

العرب أكثر عدلاً وكرماً وأقل قسوة
أول حضارة ظهرت في العالم هي تلك التي نشأت في العراق ومصر ، وذلك قبل ستة الاف سنه تقريبا.
كان العرب اكثر عدلا وكرما وفروسية ، وقد ساعدوا على تنمية الحضارة التي فتحوها اكثر مما عملوا على تخريبها ، أن الدين الاسلامي الذي حمله العرب عند فتوحهم هو الذي جعلهم أقل قسوة واكثر مروءة في الواقع.
أن النبي محمد (ص) قد بعث في اصحابه وأهل بيته روحا فياضه بمباديء العدل والمساواة ، وقد سار هؤلاء مع الجيوش الفاتحة فكانوا بمثابة (صمام أمن) فيها يردعونها عن السفك والظلم والتخريب جهد امكانهم.
يبدوا ان هناك عاملين تعاونا على جعل العرب أكثر رحمة في الفتوح من الامم الاخرى ، أحدهما هو العامل الديني والاخر هو أستفحال خصال المروءة في البداوة العربية منذ أيام جاهليتها.
يمكن القول ان المروءة الشديدة التي كانت سائدة في الجيوش العربية أورثت فيهم أستعدادا نفسيا للتاثر بما كان دعاة التعاليم الدينية يوصونهم به.
في الواقع هناك فرقا كبيرا جدا بين خروج جيوش العرب الى العالم اثر الدعوة الاسلامية وخروج المغول اليه حين ندرس سلوك البداوة العربية في الفتوح ، وسلوك البداوة المغولية فيها يتبين لنا مبلغ الاختلاف بينهما في تركيب الثقافة الاجتماعية أن العرب كانوا أكثر مروءة واقل قسوة من المغول.
أن المسألة هنا نسبية ، والمقارنه يجب ان يراعى فيها درجة التخريب والسفك ، ومدى توازنها مع جانب المروءة وخلق الفروسية فالفاتح ذو المروءة قد يخرب وينهب ولكنه يتجنب انتهاك الحرمات او الاعتداء على الضعفاء، انه يقتل خصمه اذا شهر في وجهه السيف، ولكنه قد يعفو عنه ويحميه اذا استسلم له.
أما سلوك المغول لقد فاقوا في قسوتهم أشد الشعوب همجيه فقتلوا جميع من وقع في ايديهم من اهل البلاد التي أحتلوها ولم يبقوا على رجل او امرأة أو طفل واحرقوا البلدان والقرى وجميع المراجع التي دونت عنهم في بلاد مختلفة تتفق تمام الاتفاق على ماامتازوا به من غلظه وعنف.
وكانت عادتهم ان يسترقوا البقية الباقية من اهل البلاد وان يعذبوهم أشد العذاب ، بحيث كان من ينجو برأسه من سيوفهم لايستطيع أن ينجو بنفسه من عسفهم وظلمهم.
وكانت حكومتهم تعمل على نشر الفساد فتقصي كل من عرف بالشرف والنبل ، وتقرب كل من أشتهر بالضعة والخسة فالكثير يشبه غزوهم بالريح العاصفه والزلزال العالمي وانهم اجتاحوا العالم بعقل لايختلف عن عقل الحيوان الذي لايكترث لتعذيب البشر.
فقد كان المغول يعاقبون من يقف في وجههم بالموت ، ولكنهم ايضا كانوا يعاقبون من يخنع أمامهم بالموت ، وكانت قسوة المغول متعمدة يقصدون بها ايقاع الرعب في قلوب أعدائهم حتى يشل الفزع حركتهم فلايقدرون على المقاومه والمدافعه وكانوا يجدون أنه أمن لجيوشهم المظفرة الايتركوا وراءهم الا الخرائب الملتهبه ، أو الافران الملاى بالجثث الآدميه 0 لانهم يخشون ان يبقوا على احد بعد المعركه مخافه ان يثير لهم الفتن والقلاقل.
أن الصحراء العربية لم تكن منعزلة عن العالم المتحضر كانعزال الصحراء المغولية عنه. أنها كانت متصله بالحضارات المجاورة ومتفاعلة معها على توالي الازمان ، وهذا كان من العوامل التي جعلت الفتوح العربية بانية للحضارة اكثر مما هي مخربة لها وهذا على النقيض من غزو المغول.
أن حب المغول للتخريب يرجع الى طبيعتهم البدائية بحيث كانوا أذا أحتكوا ببلد من البلدان المتحضرة أندفعوا الى تدمير حضارته بسبب خوفهم منها.
فيندفعون الى كراهية المخلوقات المجاورة لهم فيهاجمونها ، وينكلون بالرجال والنساء والاطفال ويحرقون القرى ويحولون المدن العامرة الى صحراء جرداء بحيث لم يتركوا وراءهم الابلدانا مخربة مكتضه بجثث القتلى.
ماجد عبد عون النداوي
/5/2012 Issue 4196 – Date 10 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4196 التاريخ 10»5»2012
AZPPPL