العراق يواصل جهود الإغاثة والبارزاني يشارك عزاء ضحايا الزلزال المدمّر
عمليات البحث توشك إتمام أسبوعها الأول بتضاؤل أمل العثور على ناجين
بغداد – انقرة – حلب – الزمان
توشك عمليات البحث في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وخلف خسائر بشرية تتجاوز 28 الف قتيل ،على اتمام أسبوعها الأول،وسط تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين تحت اكوام المباني المنهارة ،اعتبرته الامم المتحدة أسوأ حدث تشهده المنطقة في 100 عام. وشارك رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، في مراسم العزاء التي أقامتها القنصلية التركية بأربيل. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (البارزاني سجل رسالة تعزية وتعاطف، عبّر فيها باسمه وباسم الاقليم عن تعازيه ومواساته وتعاطفه العميق مع الشعب والحكومة والقيادة التركية، لهذه الكارثة المفجعة التي نجمت عن الزلزال المدمر الذي ضرب عشر محافظات تركية وعدداً من المدن السورية)، واشار الى ان (الاقليم مستعد للمساعدة ومد يد العون قدر المستطاع).
ووصلت طائرتان محملتان بالمواد الاغاثية الى مدينة حلب السورية ،في اطار المباردة التي اطلقها العراق لمساندة جهود انقرة ودمشق في مساعدة المنكوبين في الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين قبل اسبوع. وقال المتحدث باسم الامانة العام لمجلس الوزراء حيدر مجيد في تصريح امس ان (طائرتين محملتين باطنان من المواد الغذائية المتنوعة، انطلقت امس نحو مدينة حلب السورية)، واشار الى ان (المبادرة تأتي ضمن سلسلة الجسر الجوي الذي وجه بإنشاءه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في اطار اغاثة المنكوبين في سوريا وتركيا). وافتتحت السفارة العراقيَّة في أنقرة، مركزٍا للإيواء بعد تزايد أعداد المواطنين النازحين من مناطق الزلزال.وقالت السفارة في بيان تلقته (الزمان) امس أنه (تم افتتاح المركز الثانيّ للإيواء في أنقرة بمدرسة الإبداع العراقيَّة)، واضاف ان (ذلك جاء بسبب زيادة أعداد المواطنين النازحين من مناطق الزلزال المدمر).
وكانت السفارة قد نجحت في إجلاء 51 مواطناً عراقيّاً عبر رحلة برية سيرت من مدينة أضنة إلى مركز الإيواء في أنقرة. فيما اكد الوفد الذي أرسلته السفارة إلى مدينة أضنة ،حيث يتجمع العراقيون الذين أصاب الزلزال مناطق سكناهم أن السفارة ستُصدر لهم جوازات مرور، وستهيئ لهم رحلة جويَّة لنقلهم إلى العراق. بدوره ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف ان (القنصلية العراقية في غازي عنتاب خصصت منذ الساعات الأولى لحدوث الزلزال رقم طوارىء لاستقبال البلاغات من الجالية)، لافتاً إلى ان (القنصلية استقبلت 100 مواطن عراقي وهم لا يمتلكون جواز سفر، حيث أصدرت البعثة عدداً من جوازات المرور لمساعدة أبناء الجالية بالسفر وحسب رغبتهم إلى العراق)، وتابع ان (الحكومة أرسلت بالفعل طائرة عسكرية تحمل المساعدات الإنسانية والفرق المتخصصة بأعمال الحفر والتنقيب وإخراج العالقين من بين الأنقاض)،مؤكداً أنه (بحسب آخر إحصائية فقد أخرج الدفاع المدني العراقي 15 شخصاً على قيد الحياة إضافة إلى جثث الضحايا، فضلاً عن تسليم المواد الإغاثية للجانب التركي متمثلاً بهيئة إدارة الكوارث والصليب الأحمر التركي فقط وحسب طلب الجانب التركي وموافقته لتسلُّم المواد الإغاثية)، مبينا ان (البعثة بادرت بنقل 150 مواطناً عراقياً إلى بغداد من الراغبين بالعودة الطوعية والذين يمتلكون جوازات سفر أو جوازات مرور على متن طائرة المساعدات العراقية وعلى مدى الأيام المنصرمة ). وارتفعت حصيلة ضحايا زلزال تركيا وسوريا إلى أكثر من 28 ألف قتيل وتراجعت بشدة آمال العثور على ناجين بعد مرور أسبوع على حدوث الكارثة التي اعتبرتها الأمم المتحدة أسوأ حدث تشهده المنطقة في 100 عام. وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن (نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة هيئة تحرير الشام). وتصارع فرق الإنقاذ غرب سوريا، الوقت بإمكانيات محدودة، بينما توشك عمليات البحث في أعقاب الزلزال المدمر على اتمام أسبوعها الأول، ويتضاءل الأمل بالعثور على ناجين. وتتبع فرق البحث المحلية وتلك الوافدة من العراق ولبنان وإيران أساليب عمل بدائية وتفتقر إلى تقنيات مسح وبحث عصرية. وغالبا ما يستخدم عناصرها المجارف أو المعاول أو حتى أيديهم في عمليات البحث. واستنزفت سنوات الحرب الطويلة اقتصاد سوريا ومقدراتها. ولم تعد المرافق الخدمية قادرة على توفير احتياجات البلاد لا سيما الكهرباء في ظل شح متواصل في الوقود، ما يدفع فرق الإنقاذ الأجنبية إلى الاعتماد على مواردها الخاصة. وانتشل عناصر إنقاذ ،رضيعا وفتاة على قيد الحياة من تحت الأنقاض قبل فجر امس، بعد نحو أسبوع من الزلزال الهائل الذي أسفر عن مقتل 28 ألف شخص في تركيا وسوريا حتى الآن، في حصيلة قد تتضاعف وفقا للأمم المتحدة.ويظهر مقطع فيديو ،انتشال فتاة تبلغ 13 عاما من تحت الأنقاض في غازي عنتاب بتركيا، بعد انقضاء مهلة 72 ساعة التي تعتبر حاسمة لعمليات الإنقاذ. وسحبت طواقم الإنقاذ امرأة تبلغ 70 عاما تدعى منيكسي تاباك، من الأنقاض في محافظة كهرمان مرعش وسط صيحات الله أكبر، وفق مقطع فيديو. وسألت المرأة عندما خرجت إلى النور هل العالم هنا؟. من جهتها ، قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن (الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا قد خلف تأثيرا كبيرا على الاقتصاد التركي وإن الدين العام في العديد من اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمثل مصدر قلق للاقتصاد العالمي).