الموار
د تبحث عن حلول وسط مطالبات بضرورة مواجهة الأزمة
العراق يستخدم الزراعة الذكيّة لتعويض فقدان 50 بالمئة من أراضيه
بغداد – ابتهال العربي
أكد وزير الزراعة٬ عباس جبر المالكي٬ زيادة انعكاس اثار التحديات المناخية على واقع العراق المائي والزراعي٬ مشيراً الى خسارة 50 بالمئة من الأراضي الزراعية سنوياً٬ بسبب تلك التحديات٬ ما استدعى توجه الحكومة الى إيجاد حلول مناسبة للازمة٬ اهمها الزراعة الذكية٬ للتكيف مع اثار المناخ.
واوضح المالكي خلال ندوة حوارية في ملتقى العراق للاستثمار٬ امس ان (التكيّف في عمليات الزراعة يحقق أقل استهلاك للمياه)٬ مبيناً ان (دائرة البحوث التابعة الى الوزارة٬ تعمل عبر البحوث على استخدام البذور القادرة على تحمّل الظروف البيئية٬ ودرجات الحرارة المرتفعة ونقص المياه)٬ وأضاف الوزير ان (إحدى أهم سياسات وأهداف الوزارة هي الحفاظ على الأمن الغذائي، وتوفير الاحتياجات الأساسية من المنتجات الزراعية)٬
تقنيات ري حديثة
مؤكداً (السعي لتوفير التخصيصات اللازمة لاستخدام تقنيات الري الحديثة، منها الري المحوري او الثابت٬ اوبالتنقيط، الى جانب اعتماد الزراعة الذكية)٬ وتخطط الوزارة الى (إدراجها بشكل مستدام ضمن جدول أعمالها، بما يتيح لنا التكيّف ومواجهة التغير المناخي، الذي يتسبب سنوياً في فقدان أكثر من 50 بالمئة من الأراضي الزراعية٬ نتيجة تناقص المساحات المزروعة)٬ على حد قوله.
على صعيد متصل٬ طالب مواطنون٬ بإيجاد حلول عاجلة٬ تنسجم مع الجفاف الحاد الذي يضرب بمدن العراق. وبين مواطنون في تعليقات على شح المياه٬ تابعتها (الزمان) امس انه (المشكلة في ملف المياه لاتتعلق بقلة الامطار وتراجع الاطلاقات المائية فقط٬ بل بطبيعة إدارة الموارد المائية وتوزيعها)٬ واصفين هذه المشكلة (بالازمة الخطيرة التي تشكل وضعاً مقلقاً لجميع العراقيين اذا لم يتم التعامل معها بجدية)٬
وذكر خبراء في مجال المياه لـ (الزمان) ان (العوامل الطبيعية بما في ذلك قلة الأمطار وانخفاض الإيرادات المائية من دول الجوار، أثرت بشكل مباشر على المخزون المائي٬ لكن العراق بحاجة الى سياسة جديدة قادرة على إدارة مواد المياه وحل الازمة)٬ وفقاً لما أفادوا٬ مشددين على (ضرورة تحرك عاجل يتناسب مع حجم المشكلة وتأثيرها على الواقع الإنساني والحيواني والزراعي والاقتصادي والبيئي٬ وذلك بوضع حلول حقيقية). وحذروا من (مخاطر استمرار الأزمة لتأثيرها على البلاد اقتصادياً وسياسياً).
بدورهم يواصل خبراء وناشطو ميسان٬ المطالبات بانقاذ الاهوار من الجفاف٬ مؤكدين ان التصريحات المتكررة تعكس الإهمال والتقصير الحكومي٬ وتكشف قلة الخبرات في إدارة ملف المياه. وشددوا خلال تصريحات ان (ما تبقى من المياه في الهور ملوث وآسن، ولا يصلح للاستهلاك٬ وهذا الامر يهدد بنفوق أعداد كبيرة من الحيوانات٬ التي تشكل ثروة اقتصادية وثقافية لسكان الأهوار)٬ بحسب وصفهم. من جهتها٬ تواصل الحكومة بحث أزمة المياه، مشيرة الى توجهها لإيجاد حلول ووضع توصيات حول الأزمة أمام مجلس الوزراء. وذكر بيان حكومي امس انه (اجتمعت الجهات المعنية كل من وزارات الموارد والزراعة والبيئة٬ في مقر وزارة الموارد٬ استناداً الى توجيهات رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لمناقشة الحلول والمعالجات الخاصة بمشكلة الجفاف٬ وذلك في أعقاب مناقشة الموضوع خلال الجلسة الاعتيادية الثامنة والثلاثين لمجلس الوزراء)٬
وأكد وزير الموارد٬ عون ذياب٬ خلال الاجتماع ان (العراق يمر حالياً بأشد سنوات الجفاف بشكل غير مسبوق٬ واصفاً العام الحالي هو أسوأ السنوات المائية منذ أكثر من 90 عاماً)٬ ورجح ذياب أسباب الأزمة إلى (التغيرات المناخية واستمرار دول المنبع لاسيما تركيا، بإنشاء المشاريع الخزنية والإروائية على منابع الأنهر، مما اثر على الواردات المائية لنهري دجلة والفرات٬ وانهيار الواقع البيئي والزراعي في العراق)٬
وأوضح البيان ان (الاجتماع استعرض الإيرادات المائية خلال 2024-2025 مقارنة بالعام الماضي٬ وواقع خزين السدود والتأثيرات في حوضي دجلة والفرات٬ والخزين المائي المتوقع خلال تشرين الثاني المقبل٬ فضلاً عن نسبة التراكيز الملحية في دجلة والفرات٬ والارتفاع غير المسبوق في ملوحة شط العرب)٬ مشدداً على (ضرورة تأمين مياه الشرب والاستخدامات الاخرى٬ ضمن الأولويات القصوى لعمل الوزارة، مع الحفاظ على الحدود الدنيا للجريان البيئي)٬
بدوره، قدم وزير البيئة، ههلو العسكري، إيجازاً عن (مشكلة التلوث في مجاري الأنهار٬ بسبب رمي الملوثات والمخلفات الصناعية)٬ لافتاً الى (التوجه لوضع آلية تحد من هذه الظاهرة)٬ من جانبه٬ وصف وزير الزراعة، التكيف مع الوضع المائي الراهن، بالأقسى منذ سنوات٬ داعياً إلى (ترشيد استهلاك المياه٬ وتقنين استخدامها في القطاع الزراعي)٬ وخرج الاجتماع بتوصيات اكدت (أهمية تشكيل فريق وزاري عالي المستوى للعمل مع الفريق الفني للتفاوض مع الجارة تركيا٬ بهدف زيادة الإطلاقات المائية٬ خلال تشرين الأول والثاني، لعبور الأزمة تدريجياً).
تعزيز علاقات
وبحث رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، مع السفير التركي لدى العراق أنيل بورا أنان، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، إضافة إلى ملف المياه والتبادل التجاري. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (اللقاء الذي جمع الجانبين في بغداد، تطرق إلى الاتفاق الأخير بين الحكومة الاتحادية والاقليم بشأن تصدير النفط عبر ميناء جيهان، بوصفه خطوة مهمة لتعزيز التعاون وتحقيق الاستقرار وضمان توزيع عادل للثروات)، وأشار إلى إن (اللقاء تناول الاجتماع الأخير بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وما شكله من دفع للعلاقات الثنائية نحو آفاق أوسع للتعاون البناء).
في وقت، باشرت ملاكات وزارة الموارد المائية، بتنفيذ حملة لتنظيف نهر الفرات من نبات زهرة النيل في ذي قار. وقالت الوزارة في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (دائرتي صيانة مشاريع ري وبزل ذي قار والموارد المائية باشرت حملة موسعة لتنظيف نهر الفرات من نبات زهرة النيل في مدينة الناصرية قرب جسر الزيتون والجسر السريع، بهدف الحد من انتشار هذا النبات الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه ويعيق جريان المياه)، مؤكداً إن (الأعمال نفذت بالتعاون والتنسيق مع الحكومة المحلية في محافظة ذي قار).
ولفت إلى إن (دائرة صيانة مشاريع الري والبزل قامت بمعالجات سريعة لمنع انتشار النبات من خلال نصب مصدات قرب جسر فهد في قضاء البطحاء وقرب الجسر السريع في مدينة الناصرية).