حماس تتحفّظ على خطة واشنطن وتطالب بضمانات دولية لوقف العدوان
العراق يثمّن مبادرة ترامب ويدعو إلى تثبيت حقوق الفلسطينيين
بغداد – قصي منذر
ثمّن العراق، مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، مؤكداً أنها تمثل خطوة مهمة على طريق تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ووقف معاناته المستمرة منذ سنوات. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (وزارة الخارجية العراقية تُعرب عن ترحيبها بالمبادرة التي أطلقها ترامب، والهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة)، وثمن البيان (ما تضمنه الإعلان من مقترحات تتعلق بوقف الحرب، وإعادة إعمار القطاع، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، فضلاً عن تأكيد عدم السماح بضم الضفة الغربية)، وأعرب البيان عن (امل العراق في أن تُسهم هذه المقترحات في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وبما يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى الفلسطينيين في القطاع من دون قيود، ومنع أي محاولات لتهجيرهم). وهزّ القصف الإسرائيلي المكثّف، مدينة غزة، في وقت تواصل حركة حماس دراسة خطة ترامب، لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في القطاع الفلسطيني. ويأتي ذلك بعد أن منح ترامب، الحركة الفلسطينية مهلة، ثلاثة أو أربعة أيام لقبول خطته، التي حظيت بدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متوعّداً الحركة بمصير قاتم في حال الرفض. وتنص خطة ترامب التي كشف عنها اول امس، على وقف فوري للحرب في قطاع غزة فور موافقة طرفي النزاع، على أن يلي ذلك الإفراج عن جميع المحتجزين في القطاع، إلى جانب مئات المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل. وتتألف الخطة من عشرين بنداً، بينها نزع سلاح حركة حماس وخروج مقاتليها إلى دول أخرى، وإدارة غزة من قبل لجنة فلسطينية من التكنوقراط والخبراء الدوليين، تحت إشراف مجلس يرأسه ترامب نفسه، ويضم في عضويته رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وكشف مصدر قريب من حماس أمس إن (الحركة تسعى لتعديل بعض بنود الخطة، ولاسيما ما يتعلق بنزع السلاح ومغادرة مقاتليها القطاع)، وأضاف إن (المشاورات داخل أطر حماس القيادية السياسية والعسكرية في الداخل والخارج، متواصلة بشكل مكثف، إلى جانب اللقاءات مع الوسطاء)، وتابع إن (أربعة لقاءات عقدت في الدوحة، عقدت مع الوسطاء القطريين والمصريين، بحضور مسؤولين أتراك)، ولفت إلى إن (حماس أبلغت الوسطاء بضرورة توفير ضمانات دولية للانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وعدم خرق وقف إطلاق النار).
واستطرد بالقول إن (إسرائيل ستنسحب تدريجياً من القطاع بموجب الخطة، لكنها ستحتفظ بـحزام أمني). فيما أكد مصدر آخر قريب من المفاوضات في الدوحة أمس إن (لحماس رأيين متباينين، الأول يؤيد القبول الفوري بالخطة ووقف إطلاق النار على أن يتولى الوسطاء ضمان التزام إسرائيل، بينما يبدي الثاني تحفظات كبيرة على بنود أساسية أبرزها نزع السلاح وإبعاد ملاكات الحركة والفصائل إلى الخارج). ورحبت دول عربية وإسلامية وغربية، بالخطة الأمريكية، التي تسعى الى إيقاف الحرب. وميدانياً، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية العنيفة على مدينة غزة، وسط ضغوط متزايدة لدفع السكان إلى النزوح جنوباً. وقال الدفاع المدني في غزة أمس إن (الضربات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 13 شخصاً على الأقل في مدينة غزة)، مضيفاً إن (ستة أشخاص استشهدوا في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون، بينما استشهد سبعة آخرون بينهم نساء وأطفال في قصف أصاب منزلاً في حي الدرج). ولم يشر الدفاع المدني إلى سقوط ضحايا من المقاتلين، بينما اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول إنه (يبحث التقارير بشأن القصف). وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة، وصعوبة دخول صحافيين أجانب، دون التحقق المستقل من الأرقام والتفاصيل. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، إغلاق شارع الرشيد، وهو آخر ممر متاح لسكان جنوب القطاع للوصول إلى الشمال. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة إكس أمس (سيتم إغلاق شارع الرشيد أمام الحركة من منطقة جنوب القطاع، ويسمح الانتقال جنوباً لمن يرغب بالخروج من غزة). وتلحظ خطة ترامب، استبعاد حركة حماس من أي دور في مرحلة ما بعد الحرب في غزة، مع منح العفو لعناصرها الذين يوافقون على التعايش السلمي، كما تنص على تشكيل (قوة استقرار دولية موقتة) لنشرها في غزة، للإشراف على المرحلة الانتقالية بعد وقف الحرب.