العراق وتركيا.. إلى أين؟
يخطئ من يقول اننا نحتاج الى تركيا في جوانب عديدة ومنها الجانب التجاري وما يحتاجه السوق العراقي الى منتجات تركيا الكهربائية والمواد الغذائية والمنزلية.. الخ نعم هناك معاملات تجارية كبيرة على جميع الاصعدة فالعراق يحتاج الى تركيا ولكن تركيا تحتاج الى العراق بنسب اعلى حيث تدخل الخزينة للدولة الجارة تركيا من العملة الصعبة ومن خزينة العراق اكثر من (22) مليار وتعمل مئات الشركات في العراق وتعج الاسواق العراقية بالبضائع التركية كما وتستفيد من ميناء جيهان على البحر بتصدير النفط العراقي العابر من اراضيها والحق تطورت تركيا كثيرا باستفادتها مع العراق فهل استفاد العراق منها في علاقات حسن الجوار؟ الجواب كلا..
والسؤال المطروح هنا لماذا لم يستفاد العراق من تركيا في جميع علاقاته وياتي الجواب ان المسؤولين الاتراك اناس مرضى ويحلمون باعادة الدولة العثمانية الى الوجود وان العراق من ابرز محاور هذه الدولة ومن اهم اركانها وعندما فشلت في تحقيق هذا الحلم لم ترض ان تقبل بالواقع الراهن دولة فتية تسير بخطى ثابتة وقوية على طريق العمل الديمقراطي وتثبيت دعائم الدولة العراقية من هنا بدأ التامر التركي على العراق باحتضان جرذان داعش وتوفير المناخات الملائمة لها على الارض التركية وتلبية جميع ما تحتاجه لشن هجماتها الارهابية المجرمة على الاراضي العراقية الامنة وهذا ما اكدته الحوادث الجارية في ارض الوطن وهنا اسئلة عديدة تطرح على مجلس النواب والحكومة لماذا تعالج جرحى داعش في تركيا ولماذا لم يحضر الوفد التركي للجلسة الاخيرة للمؤتمر الذي عقد في بغداد ولماذا اصرار الجانب التركي على عدم مسك الارض من جانبه على الحدود العراقية التركية وهناك مسألة مهمة وهي مجموعة الرهائن الاتراك الذين تم القاء القبض عليهم من داعش بعد سقوط محافظة نينوى السياسي وكيف قامت مجموعة من عناصر المخابرات التركية بتحريرهم من الدواعش وهي كذبة لا تنطلي الا على البسطاء الذين لا يفهمون ابسط الامور في السياسة وعلاقات الجوار ولم يجرح او يقتل احدا منهم. نعم هي كذبة كبرى لا يقبلها العقل.
انها مؤامرات مسؤولي تركيا واحتضانهم للارهابيين من الساسة الجدد الذين همهم الوحيد اطالة زمن الارهاب في هذا الوطن الذبيح وبعد هذا فاين الحكام الاتراك من مسألة الحرب على هذه المجاميع الارهابية ولماذا تركيا بالذات تتنكر لعلاقاتها مع العراق واليوم فان الجانب الاخر من حكومتنا في اقليم كردستان فهي الاخرى مستاءة من تصرفات الاتراك الاخيرة والان وعلى خارجيتنا الجديدة المتمثلة بالوزير الدكتور ابراهيم الجعفري وضع خطة محكمة لعلاقات جديدة ولاسيما مع السعودية وتركيا وتهيئة الاجواء لاتفاقية امنية مع هاتين الدولتين تتضمن عدم التدخل بالشان العراقي وعدم ايواء جرذان داعش ومسك الحدود اضافة الى عدم السماح لقتلة الشعب العراقي في تركيا امثال المجرم طارق الهاشمي واثيل النجيفي وغيرهم والشروع باقامة ارقى العلاقات الثنائية المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وهذا الموضوع من اهم المواضيع المطروحة امام حكومة الدكتور حيدر العبادي وهي رسم معالم جديدة لعلاقة العراق مع دول العالم ولاسيما دول الجوار والله اكبر وعاش العراق.
علي حميد حبيب – بغداد