العراق مثالاً – سمير عبيد

درس سياسي قصير

 العراق مثالاً – سمير عبيد

1-بلا شك أن العالم تقوده قواعد ،وتلك القواعد ثابته.ولكن المُتغير فيها هي الأدوات لأنها خاضعة للمتغيرات السياسية والاقتصادية والأجتماعية والأمنية. أضافة لمتغيرات الوعي لدى الناس  والتي أمًا تكون  متقدمة أو متراجعة .ومتغير الزمان والمكان .أضافة لمُتغيرات الطبيعة التي عند حدوثها  تفرض واقعا متغيرا!

2-فالدول التي تشكل العالم  عبارة عن شركات كبرى ومتوسطة وصغيرة …الخ. والانظمة ماهي الا بموقع  المدراء  لتلك الشركات ، والحكومات تمثل الأيدي العاملة فيها .وهناك شركات صغيرة مرتبطة بشركات كبيرة.والشركات الكبيرة أما متنافسه أو بينها شراكات .والشركات المتوسطة تسعى لتكون كبيرة أو تبقى بمكانها .وبالتالي فالشركات المُتلكئة يدعمها حلفاءها. ولكن الشركات الفاشلة تصبح عبء  وبالتالي أما يُستبدل مدراءها ،وبالتالي تتغيّر الأيدي العاملة لتتلائم مع أفكار وبرامج وطموحات المدراء الجدد.أو تضطر الشركات الكبرى للبحث عن صيغة لأنتشال تلك الشركة ” العراق” من الفشل والضياع والوصول لمرحلة بيعها خردة !

3-فالعراق بات  شركة فاشلة ومنذ 17 عاما .والمثير هو الأصرار على الفشل من قبل المدراء ” النظام السياسي”  لا سيما وان الايدي العاملة ” الحكومات” تنفذ مايطلبه المدراء الذين ليست لديهم خطط مستقبلية ولا خطط استراتيجية. لا بل تحارب من ينتقدها وينتقد أداءها  .لأن  هؤلاء المدراء” النظام”  يرفضون الاصلاح والتغيير ،وكذلك يرفضون تغيير جنس ونوعيات الأيدي العاملة ” الحكومة ” .

وحتى عندما حاولت الشركات الكبرى ” الدول” محاولة دعم وتغيير سلوك هؤلاء المدراء “النظام” رفضوا ذلك واعلى ما فعلوه هو استبدال الوان ابواب مكاتبهم وتغيير مفردات شعاراتهم.

وعندما دعمت تلك الشركات الكبرى  فرض ايادي عاملة جديدة  ( حكومة جديدة) بنسبة بعيدة عن المدراء قد تكون  40 بالمئة كمرحلة اولى و هي ليست من تضاريس المدراء فبات الشغل الشاغل لهؤلاء المدراء هو شيطنة الايادي العاملة الجديدة” الحكومة” ووضع العصي في طريقها والاصرار على فشلها وأسقاطها . اي أفشال ( الخطوة الأولى) لتأهيل هذه الشركة الفاشلة “العراق”.أي افشال تلك  العملية الانتقالية!

4- فالصراع بات واضحاً على هذه الشركة ” العراق” بين الشركات الكبرى ” الدول الكبرى”  نفسها للأستحواذ على هذه الشركة ” العراق” وتأهيلها على طريقتها بحيث حتى الشركات المتوسطة أغراها الصراع فتدخلت هي الاخرى لتكبر على حساب هذه الشركة الفاشلة ” العراق” ومن ثم تكبر وتكبر !.

والمدراء” النظام السياسي” يتفرجون وليس لديهم حلول ،ولا خطط. فقط لديهم أستراتيجية العناد، والاستمرار على نهب جهود الشعب، وبيع ادوات الشركة سراً أو سن قوانين ليقوموا هم بشراء ادوات تلك الشركة ليؤسسوا مجمع كبير جدا لشركات صغيرة ومتناثرة خاضعة للمدراء انفسهم ” ادوات النظام المستبد” وجميع منتجاتها غير صالحة للاستعمال.ولازال الوضع مرتبكا وغامضاً !

الخلاصة

أدا تُركت هذه الشركة ” العراق” بيد نفس المدراء ” النظام” فسوف تباع” تفصيخ” في آخر المطاف .وهذا بحد ذاته سيفتح معارك ضارية بين الشركات الكبرى والشركات المتوسطة القادمة  في العراق للأستحــــــواذ على واقع الشركة واسواقها .

وفي نفس الوقت ستُفتح معارك وصراعات داخلية  بين تضاريس ومريدي المدراء” تركيبة النظام” الحاكم ، وكذلك بين تضاريس بقايا الايادي العاملة ” الحكومات” للأستحواذ على اكبر قدر ممكن من بقايا الشركة ” العراق” .وهذا بحد ذاته غير مسموح له من قبل الشركات الكبرى. لأنه سوف يعمم فوضى في السوق والسلع والرسوم والبيئة !

#فالحل هو بأبتكار طرق قانونية وسياسية وقرارت أممية لتطويق طبقات المدراء” ادوات النظام السياسي المستبد”  وأجبارهم على الترجل بالترهيب والترغيب. لكي يأتي مدراء جدد ( نظام سياسي جديد) يختلفون في الرؤى والاستراتيجيات والخطط عن  المدراء السابقين .

وبالتالي سيتم أختيار أيادي عاملة” حكومة”  بمواصفات أعلى ومن خلال أختبارات عديدة تمر على فحص الولاء للشركة ،وحسن السيرة والسلوك والايمان المطلق بالابداع والعمل الدؤوب لتحسين واقع ومستقبل الشركة ” العراق ” !

أخيرا

أن الواقع الداخلي والعربي والاقليمي والدولي بات رافضاً وبشدة لأدوات النظام السياسي العراقي الذي بدأ منذ 17 سنة ولازال . فبات الواقع الجديد للمنطقة والعالم  لا يتحمل تلك الوجوه ونظامها السياسي .، ولا يتحمل فشل هذا النظام الذي دمر دولة هي بمثابة ( قطب الرحى ) للمنطقة والاقليم فباتت هناك رغبة دولية للتغيير والتقت مع رغبة داخلية نحو الهدف نفسه .

#وحتى هناك رفض شعبي شبه مطلق لتلك الوجوه وهذا النظام. وتجسد في (محافظة ذي قار ) على سبيل المثال عندما بات حديث الناس شبه موحد وهو ( لا نريد أحزاب ، ولا نريد مقرات حزبية ، ولا نريد تلك الطغمة الحاكمة ، ولا نريد السياسيين ورجال الدين -ويقصون رجال الدين المشتغلين بالسياسة !)

وهذا لسان حال معظم الناس في المحافظات الاخرى الشيعية والسنية .وهذا  فرز ويفرز  قاعدة  الترحيب الشعبي بأي تغيير قادم  وحتى وان جاء من الشيطان نفسه …. وهذا مؤلم … ولكن من أوصل الناس لهذه الحالة هم الساسة وحلفاءهم من رجال الدين الذي سببوا شرخاً في إيمان العراقيين !

مشاركة