
العراق بين التخبّط والصراع والتبعية – عبد العظيم محمد
الوطنيون قلة مع الاسف وبالذات من يمتلكون الحماسة الجادة على صعيد ترتيب الأوراق العراقية لتثبيت اركان البيت العراقي الذي يشكو الإهمال ومهدد بالانهيار .. وان هذا الحماس يجب ان يظل نشطا مرتفعا ومتحركا في اتجاه المعطيات الخيرة ، لما فيه خير وكرامة وحقوق هذا الشعب ، ونحن الذين نعرف ان مشكلة العراق في التخبط والصراع والتبعية حتى اصبحت قضية بحاجة الى اكثر من وقفة بعد ان اخذ البعض يتاجر بالهوية وفق ما يشتهي … أو وفق ما رسم الطريق له حيث رأينا وسمعنا كثيرا من التصريحات والبيانات الرسمية تدعو الى وجوب مزيد من البذل والتضحية والواجب لرأب الصدع ولم الشمل وإزالة الخلافات الجانبية والصراعات التي خرجت عن الفضاء الوطني بين مكونات الشعب ، ولا بد من مواصلة الجهد السياسي والدبلوماسي الأكيد لتحقيق هذا الهدف وجميعها لا تخرج عن إطار التصريحات الجوفاء التي ترمي الى ( تخدير الأعصاب ) حتى لا تنقلب ( السفينة على الملاح ) كما يقولون …
والسؤال الذي لابد من الإجابة عليه : هل يتمكن اصحاب الاستحقاق الانتخابي وذاك الحراك السياسي من تقديم المرونة والتفاهم لأوضاع ومشاكل وقضايا العراق الملحة ( اقليميا ودوليا ) امام تلك السيناريوهات التي تكتب من هنا وهناك لتحيك لنا قضايا متشعبة ومتنوعة الهدف منها النيل من العراق وشعبه وبالذات تلك المتعلقة بمكونات هذا الشعب الذي واجه الكثير من المشاكل الضخمة التي اثرت على واقعه ومستقبله ؟ وهل يتمكنون ان يرتقوا الى مستوى المسؤوليات والأمانة التاريخية ويركزوا في الدرجة الأولى على التضامن والتنسيق والمطلب الشعبي الواحد ، هو التصدي لقوى الشر وبناء دولة مستقلة بسيادة كاملة تضمن حقوق الشعب المنهوبة بعيدا عن التبعية السياسية التي ظهرت على السطح مع الاسف … ان اخراج العراق من محنته السياسية لا تأتي الا بتظافر الجهود الصادقة وفق متطلبات الهوية الوطنية ، وفي هذا منتهى الحكمة والمعالجة الموضوعية للمشكلات المعلقة والمتأزمة .. ان كل خلاف مهما كان ليس في مصلحة العراق ، لنعرف كيف نواجه وكيف نصمد وكيف ننتزع حقوقنا المشروعة لانه لا أحد سيتكرم علينا في حل او ( دفاع ) او استرداد حق لا من شرق ولا من غرب


















