العراق بلد المعمّرين
عاش العراق …عاش العراق…عاش العراق هتاف يستحقه العراق ولكن القصد من هتافي هذا عزيزي القارئ الكريم بان بلدي العراق يعيش اليوم ظاهره لم ولن يلتفت اليها احد الا من صادفته هذه الظاهرة ..
هي ليست ظاهرة خطيرة كما انها ليست وليدة على العراق وعندما بدات كلامي ب عاش العراق فالقصد منه ان بلدي من اكثرالبلدان التي عمرت وعاشت على الارض فقد ولدت بلدان كثيرة بعده وماتت الا العراق فانه موجود مولود في كل الازمان بحظاراتة المتعاقبة والممتدة لالاف السنين فهو اذن من البلدان المعمرة ولندع الفلسفة الى جانب ونتكلم عن حقيقة بان العراق بلد المعمرين (المعمر) اصطلاحا هوالذي يعيش عمرا طويلا قد يمتد الى فوق المئة سنة.
ففي اليابان على سبيل المثال وبعد دراسات امتدت لاكثر من 20 عاماً توصل الباحثون فيها الى انماط غذائية من خلالها اصبح البلد الاول في اعداد المعمرين في العالم ولكن المعمرين لم يصلوا الى عمرال 125 عام
اما في العراق فلدينا اناس يعيشون اكثر من 125 عام بل حتى يصل عمر البعض منهم الى 150 عام . قد يستغرب من يقرأ كلامي هذا كيف ان هؤلاء يعيشون الى الان طعباً في العراق وبكامل قواهم العقلية والجسدية وبصحة تامة، ولم يلتفت اليهم احد من المسؤولين او حتى يجرى لهم لقاء صحفي في التلفاز او يدخلوا موسوعة غينس للارقام القياسية. لاتستغربوا كلامي هذا … فبامكانكم التأكد من كلامي هذا عن طريق زيارتكم لهم اي لهؤلاء المعمرين في اماكنهم كل في محافظة فهم موزعون على كل محافظات العراق .
لكن عليكم اولا اخذ موافقة احد العاملين في مديرية الجنسية والاحوال المدنية في المحافظة
وقد يسال سائل ماعلاقة مديرية الجنسية بهم
انا اجيبكم على هذا التساؤل فبالامس القريب توفي والدي رحمه الله وبعدها راجعت الدوائر الحكومية لكي انقل راتبه التقاعدي الى والدتي حيث فاجأني احد الموظفين باني يجب ان اثبت له ان (جدي ) رحمه الله متوفي لانه غير متوفى في سجلات الحكومة (القيد) دفتر النفوس وبعد جهد جهيد ومحكمة وبلاغ للشرطة وشهود عيان وشهادة ابن المختار في بعقوبة بانه حظر وفاة جدي واستمرت العملية قرابة السنة الى الا بعض يوم توفي جدي رسميا واستطاعت والدت بان تاخذ (التقاعد)
جاءني قبل ايام جاري الذي توفي والده قبل شهرين وقد سمع بقصتي مع دائرة النفوس فهو يعيش نفس القصة غير ان جده من مواليد 1882 انتبه عزيزي المواطن واحسب انت كم عمر جد صديقي
الى يدري موظف الجنسية بان البلد عاش فترات من الحروب الى يعرف هذا الموظف بان الارهاب يحصد اراواح العراقيين وقد تحصد مستمسكاتهم الرسمية معهم(في الانفجار)فما العمل اذا ومن يعطي الارامل استحقاقاتهم لمدة سنة كاملة لمجرد المضي باجراء التقاعد كيف لي ان اجلب شهادة وفاة منذ عام 1940 الى هذا الموظف كما انه لايكتفي بها ان جلبت له بل يريد صحة صدور ايضا حقيقتا نحتاج الى صحة صدور ضمائرنا قبل كل شيء وان نساعد بعضنا البعض ولانرمي بكل اخطائنا على الحكومة حتى نعبر الى بر الامان وانشاء الله يكون العراق بلد المعمرين بعد التغلب على الارهاب والفساد والرشوة.
حيدر داود – بغداد