العدوان الإسرائيلي على قطر – أكرم عبد الرزاق المشهداني
في تطور غير مسبوق على الساحة الإقليمية، تعرضت دولة قطر لعدوان إسرائيلي مباشر استهدف مقر إقامة الوفد الفلسطيني المفاوض في العاصمة الدوحة، وذلك في التاسع من سبتمبر 2025. هذا الهجوم، الذي أسفر عن استشهاد خمسة من أعضاء حركة حماس، يُعد سابقة خطيرة في تاريخ النزاعات، حيث لم يُسجل من قبل أن قامت دولة باغتيال أعضاء فريق تفاوضي خلال مساعٍ دبلوماسية لحل أزمة قائمة.
لطالما لعبت قطر دوراً محورياً في الوساطات الإقليمية، خاصة في النزاعات المعقدة التي تتطلب توازناً دقيقاً بين الأطراف المتنازعة. وفي ملف غزة، كانت قطر تقود جهوداً مشتركة مع مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. وقد حظيت هذه الوساطة باهتمام دولي واسع، نظراً لما تمثله من فرصة حقيقية لإنهاء معاناة المدنيين في القطاع.
الهجوم الإسرائيلي، الذي نُفذ باستخدام تكنولوجيا متقدمة ومن خارج الأجواء القطرية، يُفسر على أنه محاولة متعمدة لعرقلة مسار المفاوضات، وإرسال رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل لن تتوانى عن استهداف من تعتبرهم خصوماً، حتى داخل أراضي دول غير معادية. هذا التصعيد لا يهدد فقط جهود السلام، بل يضع العلاقات الدولية أمام اختبار حقيقي في ما يتعلق باحترام السيادة الوطنية والقانون الدولي.
أدانت دولة قطر الهجوم بشدة، واعتبرته «جباناً» و»انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي»، مؤكدة عزمها على حماية أمن مواطنيها وممثليها. كما صدرت إدانات من عدة دول عربية وغربية، طالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم تجاه أي محاولات لتقويض جهود السلام. في المقابل، بررت إسرائيل الهجوم بأنه استهدف قادة مسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر 2023، في حين التزمت الولايات المتحدة الصمت الرسمي، وسط تساؤلات حول علمها المسبق بالعملية.
من المرجح أن يؤدي هذا الاعتداء إلى تصعيد دبلوماسي بين قطر وإسرائيل، وربما إلى إعادة تقييم قطر لدورها في الوساطة. كما يُتوقع أن تتخذ الدول المعنية إجراءات أمنية مشددة لحماية الفرق التفاوضية، وسط دعوات دولية لاحتواء الأزمة والعودة إلى طاولة الحوار. ويخشى مراقبون أن يؤدي هذا التصعيد إلى تعقيد جهود التهدئة في غزة، وإلى توسيع دائرة التوتر في المنطقة وزيادة المعاناة للشعب الفلسطيني في غزة خاصة.
تسارعت الاحداث وردود الفعل العربية والدولية، على العدوان الاسرائيلي الذي قيل ان اسرائيل كانت تخطط له وتوالت الاستنكارات العربية والدولية على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حركة حماس الفلسطينية في العاصمة القطرية والدوحة. علما ان ساكني مدينة الدوحة لم يشاهدوا الطائرات الاسرائيلية في اجواء الدوحة ويبدو ان اسرائيل اكتفت باطلاق قذائف صاروخية متفجرة من مسافة بعيدة عن الاجواء القطرية تحاشيا للرادارات الامريكية الموجودة في قاعدة العديد وتضم القوات الامريكية المكلفة بحماية قطر (!!!). ويبدو ان التحالف الامريكي الاسرائيلي يتفوق على كل التزام حماية آخر للولايات المتحدة، وان الولايات المتحدة تضع مصالح اسرائيل فوق اي اعتبار تعاقدي او اخلاقي.