العايش بالدنيا سعيد
مثل شائع عند العرب وله اوجه عديدة وكل منا يأخذ الوجه الذي يريده ولكن من يعرف الوجه الحقيقي لهذا المثل وما الحكمة من وراءه وهل المقصود ان كل من على قيد الحياة هو سعيد ام ماذا رغم ان الكثير لايعرف الحكمة وراء هذا المثل الشائع عند العرب ولذا احببت ان اوضح للجميع أن
في ما مضى من الزمان كان هنالك ملك عادل يخاف الله وكان مثال للناس في صدقه ووفائه للعهود ومعروف في تلك الصفات المميزة وله زوجة جميلة وكان الملك يعشق زوجته بجنون وفي يوم من الايام قرر ان يذهب لاداء مناسك الحج برفقة زوجته الجميلة
ولكن اعترضت زوجته خوفاً من مخاطر الطريق الذي يستغرق اشهر للوصول الى بيت الله الحرام فقررت ان تضع شروطاً بينهم وامام جمع من الناس ووافق الملك ان يسمعها فقالت الزوجة نحن سنذهب في طرق وعر ومسافات طويله من السير لأداء مناسك الحج والعمره فيا ايها الملك انا اعاهدك ان حدث لك اي مكروه لن يلمسني اي رجل من بعدك وسأكمل حياتي على ذكرك وانت هل تعاهدني بمثل ذلك ووقف الملك امام جمع من الناس وقال انا الملك والمعروف بوفائي للعهود اعاهد الله واعاهد زوجتي امامكم ياايها الناس ان حدث لزوجتي اي مكروه سوف اتجرد عن رجولتي كي لاافكر بالاقتراب من أي امرآة مهما كانت جميلة وفاء لزوجتي
وبعد ذلك انطلق الملك وزوجته لأداء مناسك الحج وقطعوا تلك المسافه الطويلة والمليئة بالمخاطر وبدؤا في مراسم الحج والعمرة وبعد اتمام تلك المراسم قرروا العودة الى الديار وحينها طلبت الزوجة من الملك ان يجدد العهد لها في بيت الله الحرام وجدد الملك العهد وانطلقت القافلة متوجهه الى الديار وفي الطريق حدثت عواصف ترابية شديدة حجبت عنهم الرؤية وتفرقت افراد القافلة في الصحراء وبعد ان هدأت العاصفة التفت الملك الى زوجته ولم يجدها هي والعديد من افراد القافلة واجتهد في البحث عن زوجته ولكن بلا جدوى ورجع الملك حامل هموم ماحدث الى الديار وكان ينظر الى الطريق وهو حزين حتى دخل اليأس في قلبه فقرر ان يجمع الناس ويخبرهم بأيفاء العهد الذي قطعه لزوجته امام ناظر الجميع ووفاءآ للعهد الذي قطعه على نفسه فأخذ سكيناً وقطع العضو الذكري لكي لايفكر بالزواج من اي امرأة وبعد فترة من الزمن شاءت الاقدار وعادت زوجته وفرح الملك بعودتها واحتفلت الناس وبعد ذلك استغربت الزوجة من ابتعاد زوجها منها وقررت ان تفاتحه عن ذلك الابتعاد وقالت ان المعاشرة حد من حدود الله وذلك الابتعاد مخالفة للشريعة فأصبح الملك في حيرة من امره وصارحها بما جرى وفاء لها وحزنت الزوجه واصبح ينظر لها ويتحسر على حزنها فقرر الملك ان يطلقها سرا ويزوجها لخادمة المقرب (سعيد) ومن حينها الملك كلما استقبل الناس في بيته يسألونه على حال فيقول العايش في الدنيا سعيد وكان حتى بينه وبين نفسه يردد هذا القول حتى اصبح طريح الفراش وهو يردد ذلك القول فاستغربت الناس عن اي سعادة وانت طريح الفراش وهل تسمي تلك حياة فتبسم الملك وافصح عن ما بداخله وقال انا لاعني ان الذي على قيد الحياة هو سعيد بل انا اقصد سعيد خادمي الذي تزوج من زوجتي وعاش في كنفها وأغمض عينيه وانتقل الى البارئ وهذا اعظم درس لاهمية الوفاء بالعهد.
محمدخزعل – البصرة